لم يعد سراً ان ابرز معارضي الحوار الحوار الذي دعا اليه الرئيس نبيه بري هم حزبا القوات اللبنانية والكتائب ولقد التقى بهما لودريان امس بهما بلقائين جرا فيهما نقاش جدي طرحت فيه وجهات النظر لاستيضاح مدى جدية الحوار وما يمكن ان ينتج عنه.
لودريان الجميل
البداية كانت مع لقاء الجميل من ضمن جولته على المسؤولين اللبنانيين، زار الموفد الفرنسي جان إيف لودريان مقر حزب الكتائب اللبنانية في الصيفي والتقى رئيسه النائب سامي الجميل وبحث معه في التطورات.
بعد اللقاء قال الجميل: أن المؤسسات والنظام الديمقراطي في لبنان رهينة السلاح والاستقواء وطالما هذا الواقع موجود نعتبر أنّ الاستحقاقات الديمقراطية “مضروبة من أساساتها”
أضاف:”نعتبر أنّ المعارضة قامت بخطوة حواريّة بمجرد ترشيحها لأزعور واتفاقها مع معوّض على الانسحاب من المعركة فهذه مبادرة علنيّة قوبلت بالتّعطيل والتّهديد والرّفض التّام”
وأردف الجميل:”حزب الله مستمر بمنطق الاستقواء والفرض والتهديد والانقلاب على المؤسسات والبلد والديمقراطية ولهذا السبب نناشد الدول الصديقة أن تُدرك هذا الواقع وتساعد لبنان على تحرير نفسه و”ألا نضع الجلاد والمجلود في المرتبة نفسها، أيّ حوار لا يتضمّن طمأنة للضحية هو عملية تكريس إنتصار الجلاد على ضحية العمل الانقلابي من قبل حزب الله”
وختم رئيس حزب الكتائب ؛”لن نقبل أن يكون ثمن انتخاب رئيس للجمهوريّة هو الاستسلام لحزب الله فهذا الثّمن لن ندفعه لا اليوم ولا غداً ولا بعد مئة سنة”.
لقاء لودريان – جعجع
ثم زار لودريان معراب والتقى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الذي كشف عن تحرّك مستجد في ملف انتخابات رئاسة الجمهوريّة، لمسه في لقائه مع الموفد الفرنسي ، ولكن “لا أعرف إلى أي مدى سيصل، لذا لا يمكننا الكلام عنه في الوقت الراهن بانتظار بلورته في الأيام والأسابيع المقبلة”.
وعلّق جعجع عقب اللقاء الذي استغرق 30 دقيقة على بعض المسؤولين “رفيعي المستوى” في الدولة “الذين يتحفوننا يومياً بمطولات، “طويلة عريضة”، عما يطلقون عليه تسمية “الحوار” ويتوجهون بالسؤال إلى الأفرقاء الآخرين بأنهم لا يفهمون سبب رفضهم لهذا “الحوار”، وفي هذا الإطار ، أتذكر القول “كم من الجرائم ترتكب باسمك أيها الحوار!” وأشار إلى أن “السيء في هذه المسألة هو الغش، لأنه من غير الجائز أبداً أن يضحك أي طرف على الشعب اللبناني خصوصاً في هذه الفترة حيث أن أوضاعه صعبة للغاية، “معصورين عصر”، عبر من يطل عليه يومياً ، منادياً بـ”الحوار” ومتهماً الأفرقاء الآخرين بأنهم يرفضونه، في حين أن القضيّة حقيقةً ليست قضيّة حوار، ولا كلام، ولا تفاهم، بل قضيّة تسلّط، لأن محور الممانعة يريد الإستمرار في تسلّطه بالطريقة ذاتها التي يتسلّط فيها على اللبنانيين، فهو حاول التسلّط في الدورة الإنتخابيّة الأولى عبر فرضه مرشحاً معيناً إلا أنه فشل بذلك، ومنذ ذلك الحين وهو يعطّل جلسات الإنتخاب على مرأى من الجميع، ونحن اليوم دخلنا شهر أيلول 2023 في حين العمليّة الإنتخابيّة الرئاسيّة كان من المفترض أن تتم منذ سنة، هذا إن لم نقل أنه كان يجب إنجازها قبل وقتها الطبيعي، في ظل الأوضاع غير طبيعيّة التي تمر في البلد، ورغم ذلك هذا الإستحقاق لم يحصل حتى يومنا هذا والسبب هو أن “محور الممانعة” كان يقوم بتعطيل الإنتخابات في كل جلسة انتخاب”.
وشدد جعجع على أننا “وصلنا إلى وقت أصبح من الواجب أن تقال الأمور بأسمائها، في حين أن هناك بعض الأصدقاء والآخرين والنواب المستقلين ما زالوا يفضلون طرح الأمور بشكل مغلّف، في وقت أن هذه المرحلة ليست “مرحلة تستّر” لقول ربع الحقائق بل إعلان الحقيقة كاملة وكما هي: من عطّل انتخابات رئاسة الجمهوريّة هو “محور الممانعة”، الذي كان في كل مرّة يحضر جلسة الإنتخاب بدورتها الأولى، حيث أنه معلوم أن أي مرشّح بحاجة للحصول على 86 صوتاً للفوز كما هو معلوم أيضاً أنه لا يمكن لأي مرشّح الحصول على هذا الرقم، في حين أنه كان من الممكن أن يكون هناك من لديه 65 صوتاً، لذلك كان يشارك في الدورة الأولى مطمئن البال بأنه لن ينتخب فيها رئيس ليعطل نصاب الجلسة بعدها مباشرة قبل بدء الدورة الثانية.
أضاف” في جلسة 14 حزيران “قد ما كان خايف محور الممانعة” خرج من الجلسة قبل انتهاء الدورة الأولى أي أنه اقترع وخرج من الجلسة قبل الفرز ليتأكد بشكل قاطع أن الدورة الثانية من الإقتراع لن تتم أبداً”.
وأوضح رئيس القوات أنه “باسم الحوار كانوا يعطلون انتخابات رئاسة الجمهوريّة، وكل ما تسمعونه غير ذلك خاطئ، خصوصاً لناحية أن هذا المجلس لا توازن للقوى فيه، كما لا أكثريّة لأي فريق فيه،علماً أن الإنتخابات تجري، خصوصاً عندما لا يكون هناك أكثريّة واضحة لأي من الطرفين لأنه خلاف ذلك تكون النتيجة معروفة ومحسومة قبل إجراء الإنتخابات ، وهذا سبب إضافي لضرورة حصول هذه الأخيرة. لو كانت نظريّتهم عن عدم حيازة أي فريق من الأفرقاء للأكثريّة صحيحة، لا بل أكثر من ذلك لو كانوا بالدرجة الأولى يصدقون فعلاً ما يقولونه فلماذا يخرجون من الجلسة؟ كان الحري بهم البقاء في داخلها لدورة أولى وثانية وثالثة ورابعة لنرى إذا كانت نظريّتهم صحيحة، ولكن هذا ما يؤكد أنهم على يقين بأن نظريتهم غير صحيحة”.
وذكّر جعجع أنه “لو لم يقم فريق “الممانعة” بتعطيل الدورة الثانية في جلسة 14 حزيران لكان لدينا اليوم رئيس للجمهوريّة، ولكان من الممكن أن يكون لدينا رئيس للحكومة وحكومة ولكانت انطلقت خطّة الإنقاذ، وبالتالي إلى هذا الحد خسّر تعطيلهم البلاد، وهم يقومون بكل هذا باسم “الحوار”، فمن يسمعهم يظن أنهم “ملائكة” لأنهم يدعون إلى الحوار فيما الفريق الآخر غير متجاوب معهم، في الوقت أن الحقيقة جليّة وأن دعوتهم للحوار ما هي سوى “عمليّة إلهاء وإضاعة للوقت” ولا سيما أن هذه الأيام ليست “أيام حوار وإنما أيام انتخاب رئيس للجمهوريّة، ولا ينتظرون منا مساعدتهم في الإلهاء وتضييع الوقت”.
واستطرد جعجع: “هناك من قال لي ،لماذا لا نلحق الكاذب إلى باب داره؟ لنحضر ونعلن رأينا في الحوار الذي سيعقد، ولكن هل تدرون لو عقد الحوار واعتمدنا هذا النهج ماذا كان حصل؟ لكان تضاعف الغموض والفوضى التي نحن فيها اليوم عشرات المرات، لأنه حينها سيقال أن اللبنانيين اجتمعوا ولكنهم لم يتوصلوا إلى أي اتفاق، وبالتالي لم تعد المشكلة في أن “محور الممانعة” يقوم بتعطيل انتخابات الرئاسة وإنما سببها عدم اتفاق اللبنانيين في ما بينهم، و”سيضيع الشنكاش” أكثر وأكثر.”
وجدّد جعجع التأكيد لجميع اللبنانيين على “أن الحوارات قائمة بشكل يومي ومن دون أي انقطاع، وأود في هذا الإطار التطرّق إلى بعض الأمثلة التي نشرت في الإعلام وبعض آخر لم ينشر، الحوار ما بين “التيار الوطني الحر” و”حزب الله”، الحوار ما بين “حزب الله” وقائد الجيش، الحوارات ما بيننا وبين جميع النواب المستقلين وجميع الكتل الأخرى صديقة كانت أم مستقلة أم في الوسط، ونحاول عبرها تقريب وجهات النظر من هنا أو هناك، وحتى في بدء المهلة الدستوريّة لإنتخاب رئيس، حصل نوع من الحوار أو الكلام غير المباشر بيننا وبين كلتة الرئيس نبيه بري من أجل محاولة الوصول إلى مرشّح توافقي إلا أننا لم نصل إلى أي مكان، وبالتالي كل الدعوات التي تسمعونها عن “الحوار” هي “سم في الدسم” فمن المؤكد المقصود ليس الحوار كما نفهمه جميعاً والذي نؤيده أيضا، بل المقصود “تضييع الشنكاش” عن من يقوم بتعطيل انتخابات الرئاسة وخلق أجواء تبرّر تعطيلها.” تابع” ان الأجواء الحاليّة تشير بشكل قاطع وواضح أن “محور الممانعة” هو من يقوم بتعطيل انتخابات الرئاسة، كما نعلم جميعاً أنه لو عقد الحوار فلن يصل إلى أي مكان بدليل أن الحوار في الغرف المغلقة لا يؤدي إلى أي نتيجة، فعادة ما يتم اللجوء إلى الغرف المغلقة عندما يفشل الحوار العام وليس العكس أبداً كما يحاولون القيام به، أما البدعة الأكبر هي أنهم يريدون منا الجلوس إلى طاولة الحوار للتباحث بمواصفات الرئيس في حين أنها تعرف مباشرة من إسم الرئيس، فكل هذا الكلام والشعر لن يؤدي إلى أي نتيجة”.
وختم جعجع: “أحببت التطرّق إلى كل هذه النقاط لأن الناس يتعرّضون يومياً إلى عمليّة إلهاء جديدة عبر وسائل الإعلام، التي أتمنى لو أجد فيها أي خبر جديد، وإنما جل ما في الأمر “دعينا للحوار” و”سندعو للحوار” و”متكلون على الحوار” و”لا يتجاوبون مع الحوار”، في حين ان المطلوب اليوم ليس الدعوة إلى الحوار وإنما إلى جلسة انتخاب مفتوحة بدورات متعدّدة، وفي هذا الإطار البدعة الأخيرة التي أتونا بها هي بدعة “الجلسات المتتالية” أي جلسات شبيهة بالجلسات التي عقدت في حين أننا بحاجة لجلسة واحدة بدورات متتالية، لأنه ابتداءً من الدورة الثانية يمكن عندها لأي مرشّح الفوز بـ65 صوتاً، في حين أنه في مبدأ الجلسات المتتاليّة في كل جلسة تستهل بالدورة الأولى التي يجب على المرشّح الحصول على 86 صوتاً للفوز، لنرى كميّة الغش في القضيّة”.
ورداً على سؤال عما اذا تغيرت المبادرة الفرنسيّة وأصبحت تنادي اليوم بأنه” لا لفرنجيّة ولا لأزعور” وإنما للبحث بأسماء جديدة من خلال الحوار كيفما كان شكل هذا الحوار،رفض جعجع الدخول في أي تفاصيل باعتبار أن “المجالس بالأمانات”، إلا أنني أعيد وأكرّر أنه من الممكن أن يكون هناك أمر ما يتحرّك نحو الأمام، وعلينا الإنتظار لنتأكّد”.
وعما إذا كان نقل ما صرّح به من هواجس ل”لودريان” وعن الضمانات التي حصل عليها، أجاب جعجع: “طبعاً نقلت هذه الهواجس للموفد الفرنسي، ولكنه لم يعطني أي ضمانات وجلّ ما قاله أننا كلبنانيين ندرك كيف نحل الأمور في ما بيننا وهم أتوا للمساعدة ولا يمكنهم القيام بأكثر من ذلك، كما لا يقبلون بطرح اسم رئيس للجمهوريّة ولا إبداء رأيهم بالأسماء فنحن كلبنانيين أدرى بذلك، وإذا ما كنتم ستتحاورون مع بعضكم البعض أو لا فهذا شأنكم”.
ورداً على سؤال عما إذا كان لودريان دعاه بصريح العبارة إلى المشاركة في الحوار، قال جعجع: “هو يعرف موقفنا مسبقاً”.
وعما إذا كانوا جددوا التأكيد خلال اللقاء على أنهم لن يشاركوا في أي حوار، قال جعجع: “طبعاً، وفي هذا الإطار أتمنى على كل الصحافيين التوقف عن إطلاق تسمية حوار على ما يتم الدعوة له لأنه فعلاً عمليّة إلهاء وتعطيل لإنتخابات الرئاسة ونحن لن نشارك في هكذا عمليّة”.
وسئل :هل الموفد الفرنسي يتكلّم باسم اللجنة الخماسيّة وهو يدعم مبادرة الرئيس بري، فهل رفض المشاركة في اي حوار هو بمثابة لا للجنة الخماسية التي تضم المملكة العربيّة السعوديّة وبقيّة الدول، قال جعجع: “شو جاب لجاب!؟” الحوار ليس مطلب اللجنة الخماسيّة، ولا الموفد الفرنسي أصلاً، بل مطلبهم هو أن نرى كلبنانيين ماذا يمكن أن نفعل من أجل الوصول إلى انتخاب رئيس للجمهوريّة، أما ما يجب علينا القيام به، أكان من خلال حوار أم غير حوار، فـ”أهل مكّة أدرى بشعابها”، ونحن أبلغنا له رأينا في المسألة بوضوح ومنذ الزيارة الأولى، لذلك لم يطرح السؤال علينا مجدّداً وفي الأحوال كافة سبق وأرسلنا له بياناً بموقف المعارضة عن الوضع اللبناني بمجمله ولا سيما الإنتخابات الرئاسيّة.مضيفاً ومن يريد الإنتخابات الرئاسيّة عليه، وبكل بساطة، الدعوة غداً إلى جلسة انتخاب مفتوحة وتبقى الدورات مستمرّة لليوم الثاني والثالث والرابع إلى حين انتخاب رئيس جديد للبلاد”.
وعن المعلومات التي نقلتها “الجديد” عن تأكيد لودريان أنه ستتم الدعوة لجلسة انتخاب مفتوحة بدورات متتالية ولن يتم تطيير النصاب إلا أن هذا الأمر سيتم من دون مرشحين أي بعد التخلي عن ترشيحات، وعما إذا كان أبلغه بهذا الأمر، قال جعجع: “أتمنى، “ويا ريت”، لو كان لودريان هو من يقوم بالدعوة إلى الجلسات وهو من بإمكانه إبقاء دوراتها مفتوحة لكنت متأكداً من الذي قاله، إلا أن الحقيقة هي أن غيره من يتحكّم في مجلس النواب وبيده مسألة التعطيل”.
وعما إذا كان هذا سبب عدم تأكده من أن الحراك سيصل إلى أي مكان، قال: “لا، لا، أعيد وأكرّر أنني أشعر بأن هناك أمراً ما يتقدّم إلا أنه علينا الإنتظار لكي نرى إذا سيتقدّم بشكل جدي أم لا”.
وعن مدّة إنتظار نتيجة الحراك ، لفت جعجع إلى أنه “خلال إثنين أو ثلاثة أسابيع ستظهر نتيجة هذا التقدّم”.
وعما إذا كان كلامه يعني أن الطريق لا يزال مسدوداً للوصول إلى رئيس جمهوريّة جديد، أجاب “ليس مسدود بشكل كلي، إلا أنني في الوقت عينه لا يمكنني القول أنه فتح”.
وسئل عما إذا كانوا لا يزالون عند رأيهم بالقبول بقائد الجيش العماد جوزيف عون، ردّ جعجع: “كل في حينه، ولكن بطبيعة الحال لا فيتو لدينا على قائد الجيش، ولكن السؤال عن الشخص الذي نقبل به لرئاسة الجمهوريّة فهذه مسألة تختلف بحسب الخيارات المطروحة، فلو خيّرنا ما بين جوزيف عون و”السلام ع اسمو” القديس شربل فنحن بطبيعة الحال نصوّت لصالح القديس شربل، أما الخيار ما بين جوزيف عون والسيد حسن نصرالله فنحن عندها نصوّت لجوزيف عون”.
أما بالنسبة لقراءته للقاء قائد الجيش بالنائب محمد رعد، فقال: “قراءتي هي أن “كل الناس عم يتسلوا على كل الناس”، وكان الحكي “للكنّة” لتسمع الجارة، أما من الكنّة ومن الجارة فهذه أتركها لكم لتحددوها”.