أخباركم – أخبارنا/ مسعود محمد
دعا الزعيم الكردي عبدالله أوجلان، المعتقل في جزيرة إيمرالي التركية، رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني، إلى المساهمة في إنجاح عملية السلام في تركيا، مؤكدًا أهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه بارزاني في دعم جهود إنهاء الصراع الكردي-التركي.
ووفقًا لما أورده موقع المونيتور الأميركي في تقريره الصادر يوم الثلاثاء، فإن أوجلان بعث برسالة إلى بارزاني الأسبوع الماضي، شدد فيها على أن “من المهم جداً أن تتولى أنت أيضاً قيادة هذه العملية”، في إشارة إلى المساعي الرامية لاستئناف الحوار بين الحكومة التركية والقوى الكردية.
وجاء في الرسالة أن نتائج المحادثات الجارية “ستؤثر حتمًا على العراق وإقليم كردستان”، في إشارة إلى الترابط الإقليمي بين الملفات السياسية والأمنية في كلٍّ من تركيا والعراق. وأضاف أوجلان أن هدفه الأساسي هو “التوصل إلى حل دائم قائم على المبادئ الديمقراطية”، معبّرًا عن أمله في أن تسهم مشاركة بارزاني في تحقيق هذا الهدف.
من جانبها، رحبت رئاسة إقليم كردستان العراق بدعوة أوجلان، وأكدت استعدادها لدعم أي مبادرة من شأنها تعزيز الاستقرار والسلام في المنطقة.
وكان أوجلان قد وجّه في نهاية فبراير/شباط الماضي دعوة إلى حزبه لإلقاء السلاح وحل نفسه، في خطوة وُصفت بأنها “تاريخية”، ولاقت ترحيبًا إقليميًا ودوليًا واسعًا باعتبارها تمهّد لمرحلة جديدة من الحوار والسلام في تركيا.
لعب الزعيمان الكرديان مسعود بارزاني ونيجيرفان بارزاني أدوارًا مهمة في دعم مسارات السلام في تركيا وسوريا خلال السنوات الماضية، سواء عبر الوساطة السياسية أو عبر تشجيع الحوار بين الأطراف الكردية والحكومات المعنية.
ففي تركيا، برز دور نيجيرفان بارزاني كوسيط بين الحكومة التركية والقوى الكردية، إذ دعم مبادرات السلام التي تلت رسائل عبدالله أوجلان الداعية إلى إنهاء الصراع المسلح، وأكد استعداد إقليم كردستان العراق للمساهمة في دفع العملية السياسية نحو حل سلمي دائم. كما أجرى لقاءات مع وفود تركية لبحث سبل تعزيز الاستقرار، مستفيدًا من علاقاته الواسعة مع الأحزاب الكردية في تركيا، وهو ما أكسبه ثقة الأطراف المتحاورة.
أما في سوريا، فقد تبنّى بارزاني سياسة تقوم على تشجيع وحدة الصف الكردي، وساهم في تسهيل الحوارات بين القوى الكردية السورية بهدف توحيد الموقف السياسي والعسكري، ودعم التفاهمات بين هذه القوى والحكومة السورية. كما عمل على تعزيز التنسيق بين إقليم كردستان العراق والمناطق الكردية في سوريا، معتبرًا أن استقرار الأوضاع في سوريا يُعدّ جزءًا أساسيًا من استقرار الإقليم والمنطقة.
ويؤكد بارزاني، في أكثر من مناسبة، أن تحقيق السلام في تركيا وسوريا ليس شأنًا داخليًا لكل بلد فحسب، بل هو مشروع إقليمي مترابط، وأن نجاحه سينعكس إيجابًا على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط بأسره
المصدر: المونيتور – رئاسة إقليم كردستان العراق – أرشيف تصريحات أوجلان.
