أخباركم – أخبارنا
خاص: موسكو
قالت مصادر مطلعة لموقعنا إنّ من المبكر الحديث عن إمكانية تسليم روسيا للرئيس السوري المخلوع بشار الأسد إلى السلطات السورية الجديدة، مشيرة إلى أنّ “الأسد ما زال يُعدّ ورقة سياسية كبيرة بيد موسكو لن تتخلى عنها بسهولة”.
وأضافت المصادر أن روسيا تتعامل مع وجود الأسد في أراضيها على أنه ملف حساس ومعقّد، يجمع بين الأبعاد الإنسانية والسياسية، موضحة أن الكرملين يمنحه إقامة خاصة لأسباب إنسانية، فيما ترفض موسكو الخوض في أي نقاش علني حول مسألة تسليمه أو محاكمته.
وأكدت التقارير الروسية الأخيرة أن وزير الخارجية سيرغي لافروف نفى وجود أي تغييرات في وضع الأسد داخل روسيا، مشددًا على أنه “مقيم بصورة قانونية ولا يواجه أي خطر”، وأن ما يُثار حول تسليمه أو احتجازه “لا أساس له من الصحة”.
ويرى مراقبون أن موسكو تعتبر الأسد رمزًا سياسيًا لمرحلة نفوذها في سوريا، وأن تسليمه في هذا التوقيت قد يضعف موقعها التفاوضي في الملفات الإقليمية، خاصة مع تزايد الحديث عن ترتيبات جديدة بين موسكو ودمشق في عهد الرئيس أحمد الشرع.
وتؤكد تحليلات دبلوماسية أن روسيا تسعى إلى استثمار بقاء الأسد لديها كورقة ضغط وضمان في علاقاتها مع القيادة السورية الجديدة، وربما أيضًا كورقة تفاوض مع القوى الغربية، في إطار ما يُعرف بـ “تبادل الضمانات” حول مستقبل سوريا بعد مرحلة الحرب.
في المقابل، لم تُصدر دمشق الجديدة أي بيان رسمي تطالب فيه بتسليم الأسد، رغم تزايد الأصوات داخل البرلمان السوري التي تدعو إلى محاكمته داخليًا بتهم تتعلق بالفساد والانتهاكات خلال فترة حكمه.
ويشير مراقبون إلى أن روسيا، التي كانت الداعم الأول للأسد خلال سنوات الحرب، تتعامل ببراغماتية باردة مع إرثه السياسي، وتحاول تحقيق توازن دقيق بين الحفاظ على مصالحها في سوريا وبين طي صفحة النظام السابق دون إضعاف نفوذها الإقليمي.
وبحسب دبلوماسيين غربيين في موسكو، فإن أي تحرك لتسليم الأسد “لن يكون قرارًا قانونيًا بقدر ما سيكون قرارًا سياسيًا يخضع لحسابات النفوذ والمصالح الروسية”، معتبرين أن الكرملين سيبقي هذا الملف مفتوحًا كورقة تفاوضية طويلة الأمد في مواجهة الغرب ودمشق على حد سواء.



