أخباركم – أخبارنا
تفاقم التوتر الميداني في الجنوب والبقاع مع استمرار الاعتداءات الإسرائيلية، حيث واصل العدو تماديه في استهداف الأراضي اللبنانية والمواطنين المدنيين، فيما يقف لبنان في حالة انتظار سياسي خانق وسط غياب المبادرة الوطنية الفاعلة.
فقد شنت طائرة مسيّرة إسرائيلية بعد ظهر أمس غارة على سيارة في بلدة خربة سلم – حي الطبالة على طريق قلاويه، أدّت إلى استشهاد المواطن حسن معروف رحّال. كما أطلق جيش الاحتلال رشقات نارية باتجاه مجموعة من الأهالي كانوا يقطفون الزيتون في بلدة عيترون بحماية الجيش اللبناني وقوات “اليونيفيل”، من دون وقوع إصابات. وكرّر العدو إطلاق النار في بلدة كفركلا – حي الضهور في قضاء مرجعيون، كما استهدف منطقة “العنق” في عيترون مجدداً رغم وجود دوريات للجيش و”اليونيفيل” في المكان.
وفي اعتداءات متزامنة، ألقت مسيّرة إسرائيلية صباح أمس قنبلة صوتية في اتجاه منطقة “قطعة الزيتونة” في بلدة بليدا – قضاء مرجعيون، وأخرى باتجاه أحد الصيادين في رأس الناقورة، دون إصابات. كما توغّلت قوّة إسرائيلية فجر الجمعة داخل الأراضي اللبنانية عند الأطراف الجنوبية الشرقية لبلدة يارون، ونسفت أحد المنازل في منطقة السلطانة.
أما في البقاع والجنوب الأوسط، فقد نفّذ الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات عنيفة على منطقة وادي مزرعة بنعفول بين بلدتي أنصار وسيناي، حيث استُهدفت منشآت تابعة لشركة لصناعة الإسمنت وكسارة مجاورة، ما أدى إلى تدمير واسع واشتعال حرائق ضخمة بسبب وجود مواد قابلة للاشتعال مثل الكولاس والمازوت في الموقع. وذكرت مصادر ميدانية أن الانفجارات أحدثت وميضاً غير مسبوق دوّى صداه في البلدات الجنوبية المحيطة وأثار هلعاً بين المواطنين.
كما عُثر في بلدة شمسطار – قضاء بعلبك على جثمان المواطن علي رضا الحاج حسن تحت الركام، بعدما كان يمارس الرياضة أثناء وقوع الغارة التي أصابت المنطقة بشكل مباشر.
وفي حصيلة رسمية محدثة صادرة عن مركز عمليات الطوارئ في وزارة الصحة العامة، سقط شهيد في شمسطار، وجريح في بنعفول – صيدا، وستة جرحى في أنصار – النبطية. وأوضح رائف ضيا، مدير العلاقات العامة والإعلام في مستشفى الشيخ راغب حرب في النبطية، أن قسم الطوارئ استقبل خمسة جرحى من عمال مجبل الباطون (ثلاثة سوريين ولبنانيان) حالتهم مستقرة بعد تلقيهم العلاج.
من جهتها، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن جيش الاحتلال استخدم في هذه الغارات صواريخ دقيقة من طراز GBU، فيما أعلن المتحدث العسكري الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أن الطيران الحربي استهدف ما وصفه بـ”بُنى تحتية إرهابية لحزب الله وجمعية أخضر بلا حدود”، زاعماً أن المواقع المستهدفة كانت تُستخدم لإعادة بناء منشآت عسكرية تحت غطاء مدني في جنوب لبنان، ضمن ما سماه عملية “سهام الشمال”.
هذا التصعيد المتواصل يعمّق المخاوف من انزلاق الوضع إلى مواجهة أوسع، في وقت يعيش فيه لبنان شللاً سياسياً وحالة انتظار بين التفاهمات الدولية والمبادرات الدبلوماسية، بينما يبقى الجنوب ساحة مفتوحة للغارات والرسائل النارية، وشعبه يدفع ثمن الصراع بين الاحتلال ومواقف حزب الله الذي يصرّ على الاحتفاظ بخياراته العسكرية، واضعاً البلاد في ثلاجة الانتظار الميداني والسياسي.



