نجحت مساعي سلطنة عمان في محاولاتها القائمة منذ سنوات لتسوية الخلافات بين المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثي في اليمن، بعد ان سعت السلطنة لاحداث تسوية وتقارب بين الرياض وطهران.
فللمرة الأولى منذ الحرب في اليمن و “عاصفة الحزم”، توجه وفد حوثي الى المملكة العربية السعودية برفقة
مبعوثين من سلطنة عمان من أجل التفاوض على وقف دائم لإطلاق النار.
في وقت طالبت 98 جهة دولية ومحلية بزيادة التمويل لمواصلة مساعدة أكثر من 75 بالمئة من سكان اليمن.
وغادر الوفد الحوثي صنعاء الخميس باتجاه السعودية على متن طائرة عُمانية، في أول زيارة علنية للحوثيين إلى المملكة منذ تدخلها على رأس تحالف عسكري لمقاتلة الجماعة الموالية لإيران.
وقال مصدر عماني ان “الطائرة العمانية أقلعت نحو الرياض وعلى متنها وفد حوثي يضم عشرة أشخاص بالإضافة إلى خمسة عمانيين”. وأفاد مسؤول حوثي بأن “مدة الزيارة خمسة أيام”.
من جانبها ذكرت قناة “الإخبارية” السعودية الحكومية مساء الخميس أنّ المملكة تستضيف “وفداً مفاوضاً يمثل المكون اليمني الحوثي، وذلك بهدف استكمال المباحثات الرامية لإيجاد حل سياسي ووقف شامل لإطلاق النار والانتقال من مرحلة النزاعات الى الاستقرار”.
أما وكالة الأنباء السعودية (واس) فذكرت أن الرياض “وجهت دعوة لوفد من صنعاء لزيارة المملكة لاستكمال اللقاءات والنقاشات”.
وكان مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى التابع لأنصار الله الحوثيين، التقى الوفد العماني الزائر لصنعاء. وجدد الشكر لجهود سلطنة عمان المستمرة لإحلال السلام في اليمن، وأكد أن “السلام كان وما يزال خيارنا الأول”.
وقال المشاط أنه “استجابة” لوساطة عمان، سيتوجه الوفد الوطني برفقة الوفد العماني إلى الرياض لاستكمال المشاورات مع الجانب السعودي.
من جانبه، قال علي القحوم عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي إن الوفد العماني الوسيط يغادر صنعاء اليوم الخميس رفقة الوفد الوطني على متن طائرة عمانية إلى المملكة العربية السعودية لاستكمال اللقاءات السابقة بين الطرفين.
واشار القحوم الى أن الزيارة تأتي لاستكمال اللقاءات التي تمت في مسقط لأكثر من مرة مع الوفد السعودي وقبلها في صنعاء لفترتين سابقتين، وكذلك زيارة الوفد السعودي خلال شهر رمضان الماضي، والتي كانت زيارة معلنة. ولفت الى ان “التفاؤل ما زال قائما” بشأن نجاح الوساطة والجهود العمانية لتحقيق السلام في اليمن.
وعن الملفات التي سيتم مناقشتها في الرياض، أشار القحوم إلى أنها ستركز على “الملفات الإنسانية”، وعلى رأسها صرف مرتبات موظفي حكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليا عن طريق السلطة اليمنية، إضافة إلى تدشين وجهات جديدة من مطار صنعاء الذي ظل مغلقا لسنوات قبل أن يسمح التحالف العام الماضي بفتح أجوائه للطائرات إلى الأردن ومصر.
وكذلك ستُناقش ملفات “الأسرى والمعتقلين وخروج القوات الأجنبية وإعادة الإعمار”، وأضاف أن هدف الزيارة عقد جولة مفاوضات والتوصل “لاتفاق نهائي بشأن تفاصيل الملفين الإنساني والاقتصادي”.