الإثنين, نوفمبر 10, 2025
25.4 C
Beirut

هند رجب … من طفلة شهيدة إلى رمزٍ عالمي للعدالة وملاحقة قتلتها أمام المحكمة الجنائية الدولية … إسرائيل تسلّم جثامين رهائن عبر الصليب الأحمر وحماس تؤكد التزامها باتفاق وقف إطلاق النار … وجرائم تتكشف … جثامين معذّبة

نشرت في

تقرير أخباركم – اخبارنا
فلسطين الميداني/ ريما يوسف

من غزة… الى لاهاي، عادت الطفلة هند رجب (6 أعوام) إلى الواجهة مجددًا، لا كضحية صامتة، بل كرمزٍ للعدالة التي ترفض أن تُدفن. بعد تسعة أشهر على مقتلها وعائلتها في مدينة غزة، قدّمت مؤسسة هند رجب إلى المحكمة الجنائية الدولية ملفًا قانونيًا من 120 صفحة يكشف هوية الكتيبة والوحدة والقيادات الإسرائيلية المسؤولة عن الجريمة.

يتضمّن الملف أسماء 24 جنديًا وضابطًا من اللواء المدرع 401، بينهم العقيد بني آهارون والمقدم دانيال إيلا والرائد شون غلاس، الذين قادوا كتيبة “إمبراطورية مصاصي الدماء” التابعة للكتيبة المدرعة 52، والمسؤولة عن إطلاق النار من دبابات “ميركافا IV” على سيارة عائلة رجب ثم على سيارة الإسعاف التي حاولت إنقاذهم.

وأكدت المؤسسة أن الهجوم تمّ بمعرفة مسبقة بوجود مدنيين، ما يجعله جريمة حرب وإبادة جماعية بموجب نظام روما الأساسي. وبالتوازي، بدأت المؤسسة إجراءات قضائية في الأرجنتين وأوروبا ضد المتهمين الذين يحمل بعضهم جنسيات مزدوجة.

وقال مدير المؤسسة دياب أبو جحة إن “قتل هند لم يكن نهاية، بل بداية معركة ضد الإفلات من العقاب”، فيما شدّدت رئيسة قسم التقاضي ناتاشا براك على أن القضية “تكشف النمط المنهجي لجرائم إسرائيل ضد المدنيين في غزة”، مؤكدة أن اسم هند سيبقى شاهدًا على ولادة عدالة مؤجلة.

ميدانيا، أعلن الجيش الإسرائيلي امس الثلاثاء أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر في طريقها إلى نقطة التقاء في جنوب غزة لتسلّم نعوش لجثامين رهائن كانوا محتجزين في القطاع.

وجاء في بيان عسكري أن “الصليب الأحمر في طريقه إلى نقطة التقاء في جنوب قطاع غزة، حيث سيتم نقل عدد من نعوش الرهائن المتوفين إلى عهدته”.

وكانت “كتائب عز الدين القسام” الجناح العسكري لحركة حماس، أعلنت في وقت سابق نيتها تسليم جثتَي رهينتين انتشلتا الثلاثاء، في إطار اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل.

وبذلك، تكون حماس قد سلّمت 15 جثة منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ.
في المقابل، تتواصل المآسي الإنسانية في قطاع غزة والضفة الغربية في ظل تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، سواء في الميدان أو خلف أسوار المعتقلات.

وفي تقرير نشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية، كشف مسؤولون في وزارة الصحة بغزة عن تفاصيل صادمة بشأن 135 جثمانًا لفلسطينيين أعادتهم إسرائيل إلى القطاع، كانوا محتجزين في مركز سديه تيمان العسكري في صحراء النقب، وهو موقع يواجه اتهامات موثقة بممارسة التعذيب وسوء المعاملة بحق المعتقلين.

وقال مدير عام وزارة الصحة في غزة الدكتور منير البرش إن وثائق مرفقة بكل جثة تؤكد نقلها من القاعدة، حيث كان المعتقلون مقيدين ومعصوبي الأعين ومجبرين على ارتداء الحفاضات، مشيرًا إلى أن بعضها خضع لفحوصات الحمض النووي داخل المركز. وأوضح أطباء فلسطينيون أن الفحوصات الميدانية أظهرت آثار تعذيب وإعدامات ميدانية، بينها إطلاق نار من مسافة قريبة وسحق جثث تحت الدبابات، فيما بيّن إياد برهوم، المدير الإداري لمجمع ناصر الطبي، أن الجثث لم تحمل أسماء بل رموزًا فقط.

وأظهرت الصور التي اطلعت عليها الصحيفة جثامين مقيدة الأيدي ومعصوبة الأعين، وبعضها بحبل حول العنق، كما في حالة محمود إسماعيل شبات (34 عامًا) من شمال غزة، الذي بدت على جسده كسور وآثار تعذيب واضحة. وأفاد أحد المبلّغين عن مخالفات في سديه تيمان بأنه شاهد مرضى من غزة نُقلوا من المستشفيات وهم قيد العلاج مكبلين وعراة، وأُصيب بعضهم بالغرغرينا بسبب التقييد المفرط.

وأكد ناجي عباس من منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان في إسرائيل أن “العلامات على الجثث مرعبة لكنها ليست مفاجئة”، مشددًا على أن ما جرى يمثل تعذيبًا وقتلًا منهجيًا داخل مرافق الاحتجاز الإسرائيلية، فيما دعت المنظمة إلى تحقيق دولي مستقل. كما طالب المقرّر الأممي موريس تيدبول بينز بتدخل خبراء طب شرعي مستقلين لتوثيق الانتهاكات وتحديد هوية الضحايا.

في الضفة الغربية، تتزامن الجرائم مع تصعيد استهداف المزارعين خلال موسم الزيتون. فقد أعلن رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان أن قوات الاحتلال والمستوطنين نفذوا 158 اعتداءً منذ بدء الموسم، بينها 17 من الجيش و141 من المستوطنين، شملت اعتداءات جسدية ومنع وصول واعتقالات وإطلاق نار.

وسُجلت نابلس الأعلى بعدد الانتهاكات بـ56 حالة، تلتها رام الله بـ51، ثم الخليل بـ15، إضافة إلى تخريب نحو 795 شجرة زيتون. ووصف شعبان الموسم الحالي بأنه الأخطر منذ عقود، مؤكدًا أن الاحتلال يستخدم الحرب غطاءً لتوسيع الاعتداءات وتفريغ الأرض من أصحابها، بينما يُصرّ المزارعون على الحصاد كفعل صمود ومقاومة.

وفي غزة، ارتقى شهيد فلسطيني الثلاثاء إثر استهدافه بطائرة مسيّرة في بلدة بني سهيلا شرق خانيونس، فيما دوّت انفجارات ناجمة عن نسف مبانٍ سكنية شرق المدينة.

وأعلنت وزارة الصحة أن 13 شهيدًا وصلوا إلى مستشفيات القطاع خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، بينهم سبعة نتيجة استهداف مباشر وستة انتُشلوا من تحت الأنقاض، إضافة إلى ثماني إصابات جديدة. ولا تزال عشرات الجثث عالقة تحت الركام في ظل صعوبة وصول طواقم الإنقاذ إليها.

وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 68,229 شهيدًا و170,369 مصابًا، فيما بلغ عدد الشهداء منذ بدء وقف إطلاق النار في 11 أكتوبر الجاري 87 شهيدًا و311 إصابة. وتسلمت وزارة الصحة 165 جثة كانت محتجزة لدى الاحتلال، لا تزال بعضها مجهولة الهوية، في مشهد يجسد مأساةً إنسانية متواصلة لا تعرف هدنة.

شارك الخبر:

اضغط على مواقع التواصل ادناه لتتلقى كل اخبارنا

آخر الأخبار

الشرع في البيت الأبيض ومصادر أمنية تكشف عن تعرضه لمحاولتي إغتيال من “داعش”

أخباركم - أخبارنا صل الرئيس السوري أحمد الشرع اليوم الإثنين إلى البيت الأبيض في...

وفد الخزانة يمنح لبنان مهلة 60 يومًا للإصلاح وضبط السلاح: “ننتظركم منذ 40 عامًا”

أخباركم - أخبارنا ذكرت مصادر نيابية لقناة OTV أن اللقاء الذي جمع عددًا من النواب...

إسرائيل تبني جدار إسمنتي خلف الخط الأزرق

أأخباركم - أخبارنا تقوم قوات اسرائيلية ببناء جدار اسمنتي خلف الخط الأزرق عند الحدود...

بلغاريا لن تسلم مالك السفينة المرتبطة بانفجار المرفأ وتطلب إلغاء عقوبة الإعدام

أخباركم - أخبارنا ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية "أ.ف.ب" بأن "القضاء البلغاري أرجأ النظر في...

More like this

الشرع في البيت الأبيض ومصادر أمنية تكشف عن تعرضه لمحاولتي إغتيال من “داعش”

أخباركم - أخبارنا صل الرئيس السوري أحمد الشرع اليوم الإثنين إلى البيت الأبيض في...

تحرّكات مكثّفة على جبهات غزة والإقليم: عودة كوشنر إلى المسرح الدبلوماسي، ضغوط على نتنياهو وسط انقسامات إسرائيلية، وخضّات سياسية واتهامات فساد في رام الله!

أخباركم – أخبارنا تقرير فلسطين السياسي تتحرك الدبلوماسية الأميركية على خطٍّ متسارع بين تل أبيب وأنقرة،...