أخباركم – أخبارنا
تقرير لبنان الميداني
لا يكاد يمرّ يوم في لبنان من دون غارة أو اغتيال أو تحليق طائرات، وفي وسط هذا العصف المدني يقف كل من إسرائيل وحزب الله كطرفين مسؤولين عن جرّ البلاد إلى حافة الانهيار.
إسرائيل بصفتها قوة احتلال تواصل عمليات القتل والاستهداف خارج أي منطق قانوني أو إنساني، وحزب الله من جانبه يصرّ على احتفاظه بالسلاح خارج سلطة الدولة، ما يجعل لبنان ساحة تصفية حسابات ومسرحاً دائماً للدمار. النتيجة واحدة: مدن وقرى تدفع ثمناً باهظاً، والدولة تتراجع أمام مشهد فقدان القرار والسيادة.
في سياق ذلك، سقط شهداء وجرحى في غارات ومشاهد تحليق مستمر للمسيّرات والطيران الاستطلاعي من الجنوب إلى بعلبك، بينما تتبادل الطرفان اتهامات وادعاءات “الردّ المشروع” و”الوقاية الأمنية”.
هذا التبادل لا يخفي حقيقة أن استمرار منطق الدويلة واحتكار السلاح من جهة، والاستهداف الخارجي المتكرر من جهة أخرى، يقودان إلى مزيد من الانقسام والعزل الدولي وتدهور الأوضاع المعيشية.
اما المخرج واضح وصارم: تسليم السلاح للدولة، وضع خريطة طريق لانسحاب العنف من الحياة اليومية، ومحاسبة كل من يجرّ اللبنانيين إلى المخاطر باسم “الأمن” أو “المقاومة”. الدولة وحدها قادرة على فرض سيادتها وحماية المدنيين، وإلا فستبقى المهزلة مستمرة وستتفاقم قريباً تكلفة الصمت واللامبالاة. هل ستستفيق المؤسسات قبل فوات الأوان، أم سيظل لبنان يدفع ثمن صراعات لا علاقة له بها؟
في المقابل، أكد نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله محمود قماطي، اليوم السبت، أنّ الحزب لن يسلم سلاحه “تحت أي ظرف”، معتبراً أنّه “قوة للوطن ورمز لسيادته”.
وقال إنّ إسرائيل تعتدي على لبنان يومياً، وإنّ “كل أشكال الضغط الأميركية والأوروبية لن تغيّر من موقف الحزب في الدفاع عن لبنان”. وأضاف أنّ الحزب ملتزم بالقرار 1701، بينما “إسرائيل لا تلتزم به رغم الرعاية الأميركية والفرنسية للاتفاق”، معتبراً أنّ خروقاتها المتكرّرة “تؤكد نياتها العدوانية”.
ويأتي موقف قماطي وسط تصاعد غير مسبوق في الغارات الإسرائيلية التي طالت مناطق من الجنوب إلى البقاع، فيما نقلت “سكاي نيوز عربية” عن مصادر أوروبية أنّ “ضربة إسرائيلية موسّعة ضد لبنان قد تكون مسألة وقت فقط”.
ميدانيا، استهدفت مسيّرة إسرائيلية، سيارة قرب المدرسة الرسمية في بلدة حاروف قضاء النبطية. وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة التابع لوزارة الصحة العامة بيان أعلن أن الغارة أدت إلى سقوط شهيد وإصابة مواطن بجروح.
وذكرت صفحات مقربة من حزب الله ان المستهدف في الغارة هو صهر الشهيد عباس كركي الذي اغتيل أمس في تول بغارة اسرائيلية مماثلة.
وأعلن الجيش الاسرائيلي بلسان المتحدث باسمه أفيخاي أدرعي أنه قضى على قائد في منظومة الصواريخ المضادة للدروع في وحدة “قوة الرضوان” التابعة لحزب الله جنوب لبنان.
وقال أدرعي أنّ المستهدف هو زين العابدين حسين فتوني القيادي في منظومة الصواريخ المضادة للدروع في وحدة قوة الرضوان لحزب الله.
وألقت محلقة قنبلة صوتية في محيط مبنى البلدية في بلدة بليدا.
ويستمر الطيران التجسسي الإسرائيلي بالتحليق في سماء لبنان من الجنوب حتى الضاحية الجنوبية لبيروت وصولا الى بعلبك.
حيث سُجّل منذ ساعات الصباح الأولى تحليق على علو منخفص فوق مدينة بنت جبيل، كما ويحلّق المسيّر على علو متوسط فوق مدينة بعلبك ودورس والجوار.
وكتب المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي افيخاي ادرعي عبر حسابه على منصة “اكس”، “الجيش الاسرائيلي قضى على عنصر كان يهم بمحاولات اعادة اعمار قدرات عسكرية لحزب الله.”
وأضاف: “استهدف الجيش الاسرائيلي في وقت سابق اليوم في منطقة زوطر الشرقية عنصرًا من حزب الله كان يهم بمحاولات اعادة اعمار قدرات عسكرية للتنظيم في جنوب لبنان.”
وختم ،”أنشطة العنصر كانت تشكل خرقًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان حيث سيواصل الجيش الاسرائيلي العمل لإزالة أي تهديد على إسرائيل.”
من جهة ثانية، استهدفت مسيًّرة مساء امس سيارة بين قعقعية الجسر وزوطر الغربية. وأفيد عن إصابة مواطنين اثنين جرّاء الغارة، فيما تحدث صفحات على التواصل الاجتماعي عن سقوط شهيد.
وأفادت صفحات موالية لحزب الله أن الشهيد يدعى رضا عطوي من بلدة زوطر.



