أخباركم – أخبارنا:
حذّرت دراسة تقنية حديثة من ثلاث عادات شائعة يرتكبها معظم المستخدمين أثناء شحن هواتفهم الذكية وأجهزتهم اللوحية، مؤكدةً أن هذه السلوكيات اليومية تمثّل السبب الرئيسي وراء تراجع أداء البطاريات وتقصير عمرها الافتراضي، وليس عيوب التصنيع كما يظن كثيرون.
وأوضحت الدراسة أن ترك الجهاز متصلاً بالشاحن طوال الليل يُعدّ من أكثر الأخطاء انتشاراً، إذ يؤدي إلى ما يُعرف بدورات الشحن الدقيقة والمتكرّرة (Mini Charging Cycles)، التي تُجهد خلايا الليثيوم-أيون وتُسرّع من فقدان قدرتها على الاحتفاظ بالطاقة. كما أشارت إلى أن تفريغ البطارية حتى الإغلاق التام يسبّب انخفاض الجهد الداخلي للخلايا ويُضعف السعة الإجمالية بمرور الوقت.
أما الخطأ الثالث، فهو استخدام الشواحن والكابلات غير الأصلية، حيث تؤدي إلى تدفّق تيارات كهربائية غير مستقرة، ما يرفع درجة حرارة البطارية بشكل مفرط ويزيد من احتمالات تلف وحدة الطاقة أو تعرّضها للتآكل الكيميائي المبكر.
وبيّنت الدراسة، استناداً إلى بيانات من موقع Battery University ومن مراجعات علمية منشورة في دورية MDPI Batteries، أن العوامل الأكثر تأثيراً في تدهور البطاريات تشمل: درجة الحرارة، ومعدل الشحن والتفريغ، ونطاق الشحن المستخدم. وأوضحت أن شحن البطارية حتى 100 % أو تفريغها بالكامل إلى 0 % يضع إجهاداً كبيراً على الأقطاب الداخلية، بسبب التمدد والانكماش المتكرر وتكوّن طبقة تُعرف علمياً باسم Solid Electrolyte Interface، وهي المسؤولة عن فقدان الليثيوم النشط داخل الخلايا.
وينصح الخبراء باتباع ما يُعرف بـ«قاعدة 20 – 80»، أي الحفاظ على شحن البطارية ضمن هذا النطاق قدر الإمكان، لتفادي الإجهاد الكهرو-كيميائي الناتج عن الشحن الكامل أو التفريغ الكامل. كما يُوصى بتجنّب تعريض الأجهزة للحرارة العالية أثناء الشحن أو الاستخدام المكثّف.
وأكدت الدراسة أن الالتزام بعادات شحن سليمة واستخدام مكوّنات أصلية يمكن أن يطيل عمر بطارية الهاتف بنسبة تصل إلى 40 % مقارنة بالمستخدمين الذين يهملون هذه الإرشادات، ما يجعل الوعي التقني بالأساليب الصحيحة للشحن عاملاً حاسماً في الحفاظ على الأداء والموثوقية



