الإثنين, نوفمبر 10, 2025
25.4 C
Beirut

حدود الشرق الأوسط البحرية بين السياسة والطاقة: قراءة في الاستراتيجية الأميركية!

نشرت في

أخباركم – أخبارنا

بقلم: د. نضال الشرتوني

في ظلّ اشتداد التنافس الدولي على موارد الطاقة في شرق المتوسط، يتحوّل ملف ترسيم الحدود البحرية إلى ورقة جيوسياسية حسّاسة تتقاطع فيها المصالح الأميركية والإسرائيلية والأوروبية، مقابل تحدّيات لبنانية – إقليمية متشابكة.

وفي ما يلي عرض تحليلي لأبرز النقاط المركزية في سياسة ترسيم الحدود البحرية في منطقة الشرق الأوسط:

١- الدور الأميركي في ترسيم الحدود البحرية

تُعدّ الولايات المتحدة الأميركية اللاعب المركزي في إدارة ملف ترسيم الحدود البحرية في شرق المتوسط.

فمنذ اتفاق لبنان – إسرائيل (2022) بوساطة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، أصبحت واشنطن عمليًا الضامن والمفسِّر والموجِّه لأي خطوة لاحقة، بما في ذلك ما يتعلّق بالملف القبرصي.

تنظر واشنطن إلى شرق المتوسط على أنه:

  • خزان طاقة استراتيجي بديل لأوروبا بعد الحرب الأوكرانية،
  • منطقة حسّاسة للأمن الإسرائيلي،
  • وحيّز نفوذ غربي لا يجوز تركه لروسيا أو الصين.

من هنا، تتحرّك السياسة الأميركية وفق مبدأ:

“السيطرة على خطوط الطاقة والغاز عبر ترسيم الحدود السياسية.”

٢- توظيف النقاط البحرية لخدمة الاستراتيجية الأميركية

تشجّع الولايات المتحدة قبرص و”إسرائيل” على اعتماد النقطة 1 كنقطة ثلاثية، لأنّ ذلك يحقّق عدّة أهداف استراتيجية، منها:

  • ربط إسرائيل مباشرة بقبرص دون المرور بالسيادة اللبنانية،
  • فتح ممرّ قانوني لمشاريع الغاز المشتركة، مثل أنبوب EastMed،
  • إضعاف الورقة اللبنانية التفاوضية حول البلوكات الجنوبية (9 و10).

أما الضغط الأميركي على لبنان للمصادقة على اتفاقية 2007، فهو جزء من مشروع أوسع لتثبيت خريطة طاقة موحّدة لشرق المتوسط تبدأ من مصر وقبرص وإسرائيل وتنتهي بتركيا وأوروبا، ضمن رؤية استراتيجية غربية متكاملة.

٣- قبرص في موقع “الوسيط الموجَّه”

ليست قبرص فاعلاً حرًّا بالكامل، بل تؤدي دورًا داخل الاستراتيجية الأوروبية – الأميركية المشتركة.

فهي تعتمد خطوطًا تلائم المصالح الأطلسية أكثر مما تراعي العدالة الجغرافية البحرية.

وعندما وقّعت قبرص مع إسرائيل عام 2010 على أساس النقطة 1، كانت تعلم أنّ لبنان لم يقرّها بعد، لكنها رضخت للضغوط الأميركية والإسرائيلية، أملاً بضمان موقعها في مشاريع الغاز المستقبلية.

٤- النتيجة السياسية

ما يجري اليوم ليس مجرّد “ترسيم حدود بحرية”، بل إعادة توزيع للثروة البحرية في شرق المتوسط بإشراف أميركي مباشر.

فالولايات المتحدة لا تكتفي بإدارة النزاع، بل تُهندِس الحلول بما يخدم مصالحها ومصلحة إسرائيل.

وبالتالي، فإنّ النقطة الثلاثية ليست مسألة جغرافية فحسب، بل أداة هندسية – سياسية لتكريس ميزان قوى جديد في شرق المتوسط، حيث تتحوّل الطاقة إلى سلاح نفوذ يعيد رسم خرائط المنطقة وحدودها المستقبلية.

شارك الخبر:

اضغط على مواقع التواصل ادناه لتتلقى كل اخبارنا

آخر الأخبار

هانيبال القذافي حرا

أخباركم - أخبارنا أُفرج، مساء اليوم، عن هانيبال القذافي، نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي،...

محكمة باريس تأمر بالإفراج عن ساركوزي بعد 20 يوماً من سجنه في قضية التمويل الليبي

أخباركم - أخبارنابعد قضائه 20 يوماً في سجن "لاسانتيه"، أمرت محكمة الاستئناف في باريس،...

الشرع في البيت الأبيض ومصادر أمنية تكشف عن تعرضه لمحاولتي إغتيال من “داعش”

أخباركم - أخبارنا صل الرئيس السوري أحمد الشرع اليوم الإثنين إلى البيت الأبيض في...

More like this

من “الإرهابي المطلوب” إلى “الرئيس المنفتح”: قراءة في التحوّل السوري الأكبر .. كيف يفسر غرامشي هذا التحول؟

أخباركم - أخبارنا/ مسعود محمد في السياسة، ليست الحقائق الثابتة هي التي تصنع الأحداث،...

هل سيقرّ مشروع قانون تعليق العمل بالمادة ١١٢ من قانون الانتخاب لصالح اقتراع المغتربين؟

أخباركم - أخبارنا د. وفيق ريحان توجد ثغرة في نص المادة ٥٨ من الدستور...