
كتب ابراهيم بيرم: ادخل الثنائي الشيعي اخيراً في حساباته الثابتة، ان ثمة توجهاً اميركياً تتضح معالمه يوماً بعد يوم وعنوانه: الحيلولة دون حصول أية تسوية سياسية في لبنان من شأنها ان تفضي الى:
– إنهاء زمن الشغور الرئاسي والسماح باعادة تكوين السلطة.
– بعث الروح في جسد الدولة اللبنانية الذي تتسلل اليه يوماً بعد يوم عوامل الانحلال والترهل.
– السماح في اعادة التوازن في القطاعات المالية والاقتصادية في البلاد عبر تنفيذ خطط التعافي والنهوض واعادة هيكلة القطاع المصرفي والموضوعة منذ زمن بعيد، وفق ما اعلنه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مراراً.
وبناء عليه، بات هذا الثنائي كما العديد من القوى والمكونات اللبنانية، تعرب صراحة عن تنامي خشيتها من من بروز احتمالات سلبية، ابرزها:
– التوترات الامنية بوتيرة اعلى من ذي قبل مع موجات توافد النازحين السوريين.
– تعبئة الفراغ السياسي الحاصل بتحركات والاعيب من شأنها ان تشغل البلاد واهلها بأوهام حل.
وفي هذا السياق، يعتبر الثنائي الشيعي ان الحراك الذي تتصدره قطر والذي يعلو الحديث عنه في الآونة الاخيرة، خصوصاً بعد ما يشاع عن تراجع المبادرة الفرنسية بفعل تصادم باريس مع اعضاء اللجنة الخماسية التي تتولى الملف اللبناني.
ويقول الكاتب السياسي سركيس أبو زيد لـ “موقعنا”، ان المبادرة القطرية المندفعة اخيراً الى صدارة المشهد السياسي، ما زالت في البدايات رغم كل الكلام الرائج حولها من انها باتت وحيدة فريدة في مجالها. لذا، ليس محسوماً بعد أنها تملك القدرة على وراثة المبادرة الفرنسية، والتي يعلم الجميع انها مطروحة منذ اقل من سنة، ولكن بفاعلية وصدقيّة اكبر.
ويضيف ابو زيد: لا نرى لحد الان أي فرص أو منافذ جدية من شأنها أن تكون عوامل تؤمّن نجاح المبادرة القطرية التي نرى انه يصح ان يطلق عليها مصطلح المسعى اكثر من المبادرة، خصوصاً أنها ولجت الى الاوساط السياسية اللبنانية، وهي تقدم نفسها على انها ذات وجه احادي. فالموفدون القطريون أتوا الى بيروت ليقنعوا القوى اللبنانية باسم قائد الجيش العماد جوزف عون كمرشح اجماع، بديلاً عن كل المرشحين الآخرين.
مع العلم ان هذا الطرح دونه عقبات وصعوبات سياسية ودستورية عميقة، وفي الاجمال يتطلب تسوية شاملة داخلية وخارجية.
وابلغت مصادر الثنائي الشيعي الى “موقعنا”، ان الثنائي يتعاطى بايجابية مع الموفدين القطريين الذين بدأوا بالتوافد الى بيروت في وقت كانت المبادرة الفرنسية حيّة وفاعلة. وقد استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال الساعات الماضية الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني، في حين ان رئيس كتلة نواب (ا ل ح ز ب) محمد رعد سيستقبله خلال الساعات المقبلة للمرة الثالثة على التوالي.
ووفق المصادر عينها، فان المبادرة القطرية تقدم نفسها على أساس أنها لا تمت بصلة للمبادرة الفرنسية وليست نسخة طبق الاصل عنها.
وفي رأي المصادر اياها، فان الثنائي وان كان يفتح ابوابه للموفدين القطريين ويستمع منهم، إلاّ انه لا يخرج باستنتاج مشجع لهم للقول بأن هناك مبادرة مكتملة المواصفات وعلى قدر عال من الجدية والشمولية، بل هي اقرب ما تكون الى عملية “جس نبض” و”حجز دور” و”اثبات حضور”. فهم على سبيل المثال، بدأوا رحلة وساطتهم بطرح اسم قائد الجيش، لكنهم عادوا في الآونة الاخيرة ليسألوا عن رأينا بالمدير العام للأمن العام بالانابة اللواء الياس البيسري كبديل واحتياطي .
وفي تقدير الثنائي، أن القطري يستمد جزءاً من حيويته في انه يمثل الاميركي، وهو في الوقت عينه ما زال يدوزن خطواته لكي لا يثير ريبة الرياض التي يعرف تماماً انّ لها في الساحة اللبنانية خطوطاً حمراء لا تحب ان يتجاوزها أحد.