كتبت ناديا شريم: في محاولة للرد على هذه الأسئلة وغيرها يقول عضو لجنة الدفاع عن القضية الأرمنية في حزب الطاشناق المحلل لودفيك ايفازيان لموقعنا :” أن مقاطعة ارتساخ أو كاراباخ هي أحد مقاطعات ارمينيا التاريخية والمنطقة الوحيدة التي ظلت مأهولة بالارمن لآخر 1500 سنة متواصلة ،دخل إليها الروس في القرن التاسع عشر عندما اجتاحوا واحتلوا القوقاز وقسموا جنوبه إلى ثلاثة مناطق والحقوا ارتساخ إلى منطقة إليزابيث بول ذات الأكثرية التتارية أي الآذرية لتحقيق التوازن الديموغرافي فيها ،ومنذ ذلك الحين والتتار أي سكان منطقة اذربيجان الحديثة يعتبرون ارتساخ أرضهم التاريخية.”
وماذا جرى في القرن العشرين؟
يجيب:”في أوائل القرن العشرين ثارت كارباخ بوجه التتار حين نالت ارمينيا استقلالها عقب المجازر الأرمنية التي نفذها الأتراك هام 1915 و مع انتهاء بالحرب العالمية الأولى في العام 1918 ،ولكن مع اجتياح الشيوعية للقوقاز في العام1920 خضعت ارمينيا للإتحاد السوفياتي وقام لينين وستالين بضم ارتساخ إلى جمهورية اذربيجان ارضاء للتتار والاتراك ولمسايرة مصطفى كمال الذي كان يقود حروبا ضد الحلفاء ،كما ولتحقيق التوازنات الديموغرافية في المنطقة بين الأتراك والجورجيين والارمن “
أضاف:”انتظر الأرمن حتى العام 1988 حين ظهرت بوادر انهيار الاتحاد السوفياتي فثار الأرمن في كاراباخ وحرروها وأعلنوا جمهورية ارتساخ في ايلول من العام 1991 وبقيت ارتساخ مستقلة حتى عام 2020 حين بدأ النظام العالمي الجديد بالتغير وراحت مناطق النفوذ تتبدل وفق مصالح الدول الكبرى وأعطى رئيس روسيا فلاديمير بوتين الضوء الأخضر فشنت اذربيجان بمساعدة تركيا واسرائيل حربا غير متكافئة على ارمينيا انتهت الهدنة 9 تشرين الثاني من العام 2020 برعاية روسية ولكن التوازنات بقيت لصالح اذربيجان.”
أضاف:”وفي السنتين الاخيرتين استغلت اذربيجان انشغال روسيا داخل أوكرانيا وحسنت شروط اللعبة بإجتياح باقي مناطق كاراباخ وقد تخلى العالم مرة أخرى عن الأرمن الذين لم يتلقوا سوى الدعم الكلامي.
وحول سؤال عما يجري في هذه المرحلة يقول :” اليوم تقف ارتساخ أمام خطر إبادة جديدة عبر إخضاع أهلها عنوة الجمهورية اذربيجان،قطعة جديدة من ارمينيا التاريخية يتم تتريكها بالقوة والعالم يقف متفرجا،الروسي باع ارتساخ بأرخص الاثمان لقاء ارضاء تركيا اردوغان عالييف اذربيجان اللذان يشكلان متنفسا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتهرب من العقوبات الدولية ،حتى مجلس الأمن الذي دعي مرتين لمناقشة مسألة كاراباخ لم يتمكن من التوصل إلى قرار بخصوص هذه القضية ،أنها لعبة الأمم ومصالحها التي تجرف في طريقها الشعوب والأمم الصغيرة ، ففي حال كوسوفو مثلا قامت الدنيا ولم تقعد حتى نالت كوسوفو استقلالها ، أما في حالة كاراباخ فقد غض المجتمع الدولي الطرف عن أفظع الارتكابات والجرائم في القرن الحادي والعشرين.”