كتب باسل عيد: برحيل الفنان اللبناني، حسين منذر، الملقب بفنان الثورة الفلسطينية وقائد فرقة العاشقين المعروفة بأغانيها الوطنية، فقدت تلك الثورة علما من اعلامها التي طبع اذهان كل محبي فلسطين والمتعاطفين مع قضيتها، دندنات اغاني منذر الثورية الممتلئة بالحنين لتراب القدس وكل ركن من اركان فلسطين المحتلة.
وكان الرئيس الفلسطيني، محمود عباس نعى منذر الذي توفي الاحد الماضي، وقال في بيان “إن فلسطين فقدت ابنا من أبنائها المناضلين الأوفياء الذين كرسوا حياتهم لخدمة الثورة الفلسطينية عبر مسيرة فنية ونضالية شكل خلالها نموذجا فنيا سيظل خالدا في الوجدان الوطني الجمعي لشعبنا”.
وأضاف في البيان “أن الفنان الراحل حول بأغانيه وأناشيده الوطنية تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة ومعاركها وبطولاتها إلى صورة حية؛ من خلال فرقة العاشقين التي اقترن اسم الفنان الراحل بها”.
ولد منذر في بعلبك وكان قائدا لفرقة أغاني العاشقين الفلسطينية التي تأسست في عام 1978.
ووفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، فقد وضع الفنان الراحل بصماته الصوتية على أكثر من 300 أغنية وطنية، ومن أشهر أغانيه “من سجن عكا وطلعت جنازة” و”يا طالع ع جبال النار” و”اشهد يا عالم علينا وعبيروت” و”هبت النار”.
وكان منذر يعتلي المسرح واضعا الكوفية الفلسطينية على كتفيه، ويغني بحماسة استثنائية، تمزج بين الأسى والألم، والخيبة والأمل بالعودة لأرض فلسطين المحررة، ويواظب على رفع يديه، وكأنه يريد نقل عدوى الحماسة إلى الجمهور والناس، حتى لا يملوا من الغناء لأجل فلسطين والدفاع عنها بوجه الظلم التاريخي الذي تعيشه.
اما فكرة إنشاء الفرقة ولدت في ذهن الراحل عبد الله الحوراني، أما الذي شكلها فعليا وأعطاها اسمها الأول، فهو حسين نازك الذي بدأ بجمع العناصر اللازمة من الفلسطينيين المقيمين في سوريا، إضافة إلى بعض الكوادر من السوريين مثل ميزر مارديني الذي تولى مهمة تصميم الرقصات والتدريب عليها، والشقيقتين مها وميساء أبو الشامات اللتين عملتا في مجال الكورال، ومعهما مها دغمان التي نجحت في تقديم صوت صولو لافت للنظر والسمع.
ولم تلبث الفرقة أن وُفقت بالاهتداء إلى أسرة الهباش، المؤلفة من 3 شبان أشقاء (خليل وخالد ومحمد)، وشقيقتين (آمنة وفاطمة)، وكانت أهمية هذه الأسرة بتركيبتها، فمن جهة كان لوجود فتاتين تعملان مع أشقائهما أثر في تشجيع الفتيات على الانضمام إلى الفرقة، ومن جهة ثانية كان الإخوة بارعين في العزف النوعي، فخالد كان يعزف على القانون والشبابة، وكان خليل بارعا في استخدام الإيقاع (الطبل والدف)، أما صغيرهم فهو محمد الهباش، الذي أطلق عليه في حينها لقب “الطفل المعجزة”.