
رأى متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذوكس المطران الياس عودة في عظة الاحد، أن كل طرف في لبنان يَــبْــحَــثُ عَــنْ أَخْــطــاءِ الــطَّــرَفِ الآخَــرِ حَــتَّــى يُــعَــرْقِــلَــهُ، وتــالِــيًــا يَــتَــعَــرْقَــلُ الــعَــمَــلُ الــنَّــافِــعُ لِــلــجَــمــيــع، بــســبــبِ الــخُــصــومــاتِ والــمُــنــاكَــفــاتِ والــحِــقــدِ والـمــصـالــح. لِــمَ لا يَــتَــبــارى الــمَــســؤولــون بِــالــمَــواهِــبِ الــفُــضْــلَــى، كَــمــا يَــقــولُ الــرَّســولُ بــولُــس، أَيْ يَــعْــمَــلــونَ بِــطَــريــقَــةٍ مُــتَــكــامِــلَــةٍ، بـصـدقٍ وأمـانـة، عــوضَ أن يــحــاولَ كُــلُّ واحِــدٍ أَنْ يَــهْــدُمَ عَــمَــلَ الآخَــرِ لـتَــظْــهَـــرَ أَنــاهُ، ويَــسْــتَــعْــلِــنَ لِــلــجَــمــيــعِ أَنَّــهُ الــمُــنْــقِــذ.
وسأل، “هــل هــكــذا تُــبْــنَــى الأَوْطــان؟ هَــذا سَــيُــغْــرِقُ سَــفــيــنَــةَ الــوَطَــنِ بِــمَــنْ فــيــهــا، فَــنَــخْــسَــرُ جــمــيــعُــنــا كُــلَّ شَــيْءٍ ولا يــعـودُ لــلــنَــدمِ نــفــعٌ.
ودعا الـجـمـيعِ “للإعــتـمادُ عـلـى الـدولـةِ الـتـي يـجـبُ أن تـكـونَ مَـلْـجـأَ الـجـمـيـعِ وحـامِـيَــتَـهـم، تُـؤَمِّـنُ حـقـوقَ جـمـيـعِ الـمـواطـنـيـن وتَــنـشُــرُ الـعـدالـةَ فـيـمـا بـيـنَـهـم. ولـكـي نَـصِـلَ إلى هـذا الـوضـع، يـجـبُ بـنـاءُ دولـةٍ قـويّـةٍ مُـكـتَـمِـلَـةِ الـعـنـاصِـر، وعـدمُ الـتَـطـاوُلِ على سـيـادتِـهـا وهـيـبـةِ الـقـضـاء، والـتـوقُّـفُ عن الـتـنـافُــرِ والـتَـنـاحُـرِ والإبـتـعـادِ بـالأهـدافِ عن هـدفِ الـدولـةِ. هـذا يُـؤَدّي إلى صـراعـاتٍ وانـشِـقـاقـاتٍ لا تُـجـدي ولا تَـنـتَـهـي إلاّ بـفَـشَـلِ الـجـمـيـعِ وخـسـارتِـهـم. الأجـدى الـعَــمَـلُ الـسـريـعُ عـلى انـتـخـابِ رئـيـسٍ وتـكـويـنِ الـسـلـطــةِ وتَــركُـهـا تَـحـكُــمُ بـالـقـانـونِ والـعَــدلِ والـمُـسـاواة”.