كتب مسعود محمد: سقط أكثر من 100 قتيل و150 جريحًا في حريق شبّ في قاعة للأعراس في بلدة الحمدانية المسيحية بالموصل التي يهيمن عليها السيد ريان الكلداني.
وعلم موقعنا عبر مصادر خاصة أن حجم الكارثة سببه مخالفة شروط السلامة للقاعة والتي تعود ملكيتها أيضاً للسيد ريان الكلداني والذي هو نفسه كان وراء مغادرة البطريرك لويس ساكو رعيته والانسحاب من بغداد.
مصدر خاص قال لموقعنا “من هجّر المسيحيين من بغداد واستولى على املاكهم مش غريبة عليه يستعمل أي شخص للقضاء على ما تبقى من العيش المشترك في هذا البلد”
وقال “هل استوعبتم الآن حجم المؤامرة على هذا البلد العظيم”
واكد لموقعنا انه “أينما حلّت إيران حل معها النار والدمار”
وختم قائلاً “نسأل الله الرحمة لأرواح الضحايا والشفاء العاجل للجرحى.”
راح الدفاع المدني يبحث عن ناجين وسط حطام المبنى المتفحم حتى الساعات الأولى من صباح الأربعاء.
وقال نائب محافظ نينوى حسن العلاف إنه تأكد مقتل 113 شخصا، وذكرت وسائل إعلام رسمية أن عدد القتلى لا يقل عن 100، فضلا عن إصابة 150.
وقال الدفاع المدني العراقي: “المعلومات الأولية تشير إلى استخدام الألعاب النارية أثناء حفل الزفاف مما أدى إلى إشعال النيران داخل القاعة بادئ الأمر ونشر الحريق بسرعة كبيرة وفاقم الأمر”.
أضاف: “قاعة الأعراس مغلفة بألواح الإيكوبوند سريع الاشتعال والمخالفة لتعليمات السلامة والمحالة إلى القضاء حسب قانون الدفاع المدني.. لافتقارها إلى متطلبات السلامة من منظومات الإنذار والإطفاء الرطبة”.
من جهته أعلن رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الأربعاء، الحداد العام في جميع أنحاء العراق لمدّة 3 أيام، عزاءً في الضحايا الذين سقطوا في حادث حريق الحمدانية بمحافظة نينوى، الذي راح ضحيته أكثر من 100 شخص.
ويأتي ذلك بعد أن ذكر الرئيس العراقي في تدوينه له على منصة “إكس”: “ما حصل لأبنائنا في قضاء الحمدانية فاجعة مؤلمة، وحادث اعتصر قلوبنا وقلوب كل العراقيين”.
وأكد على “ضرورة فتح تحقيق ومعرفة ملابسات الحادث واتخاذ كافة إجراءات السلامة لمنع تكراره”.
وأضاف: “عميق مواساتنا وخالص تعازينا الى ذوي الضحايا والشفاء العاجل للمصابين”.
وذكر مقربون من العروسين لقناة “الأولى” العراقية الخاصة إن “العروس والعريس بخير، لكن حالتهما مدمرة بسبب ما حدث للناس هناك”.
بيان هيئة العلماء المسلمين في العراق المتعلق بفاجعة حريق الحمدانية في محافظة نينوى
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله محمد بن عبد الله، وعلى آله وأصحابه ومن والاه، وبعد:
ففي مأساة جديدة تنزل بساحة العراقيين؛ لقي (114) شخصًا مصرعهم، وأصيب ما يقرب من (200) آخرون بجروح وحروق -ما يزال عدد كبير منهم في حالة حرجة وغير مستقرة تنذر بارتفاع هذه الحصيلة- نتيجة حريق كبير اندلع داخل قاعة للمناسبات أثناء حفل زفاف مساء أمس الثلاثاء (26/9/2023م) في قضاء (الحمدانية) بمحافظة نينوى.
وبينما تؤكد مصادر في الدفاع المدني أن الانتشار السريع للنيران في القاعة -غير المرخصة من الدفاع المدني- سببه البناء المخالف لشروط السلامة؛ حيث استُخدمت في تشييدها مواد سريعة الاشتعال لا تستخدم في هذا النوع من المباني؛ يتضح مرة أخرى أن من بين أسباب الكوارث التي تحلّ بالعراقيين هو الفسادَ المستشري في وزارات ومؤسسات وأجهزة (حكومات الاحتلال) المتعاقبة التي سرعان ما بدأت (الحكومة الحالية) بمحاولات التقليل من تداعيات الحادثة الأليمة وصرف الانتباه عن مسبباتها بالادعاء تارة أن الحريق سببه أطفال، أو بالإعلان تارة أخرى عن حصيلة للضحايا أقل من الحصيلة الحقيقية، والاكتفاء بمناشدة المشافي في محافظات: صلاح الدين وكركوك وأربيل وغيرها؛ لاستقبال المصابين، ثم بالإعلان المعتاد عن (تشكيل لجنة تحقيق) يدرك العراقيون جميعًا أنها لن تحقق شيئًا، على غرار ما سبق من لجان على مدى السنوات الماضية.
إن مأساة حريق (الحمدانية) تعيد إلى الأذهان حوادث مؤلمة مشابهة، ومنها: حادثة الحريق في (مستشفى ابن الخطيب) في بغداد في نيسان/2021م، وقبلها حادثة غرق العبارة في نهر دجلة بمدينة الموصل في آذار/2019م، التي كان أحد أسبابها الرئيسة هي المكاتبُ الاقتصادية التابعة لميليشيات الحشد المهيمنة على محافظة نينوى، التي تعبث بأمن وحياة المواطنين هناك، وتتخذ من فسادها وسيلة للتحكم بالناس وأنماط معيشتهم.
ولعل في محاولات الاستعراض الرخيصة التي بدأت بممارستها منصات وقنوات تابعة لأحزاب طائفية، في سياق تجميل الوجه القبيح للميليشيات مع الساعة الأولى لحريق القاعة؛ دليلًا على ما تقدم بيانه.
إن المسؤولية الأولى والمباشرة عن فاجعة (الحمدانية)، التي يملكها أحد التابعين لميليشيا (بابليون) إحدى تشكيلات الحشد الشعبي؛ تقـع على عاتـق حكـومة الاحـتلال التاسعة، وأجهـزتها الأمـنية، وأحـزاب السلطة التي تسـابـق ممثلوها
وشخصياتها في الترويج لأنفسهم وكياناتهم السياسية بمواقف مصطنعة وسريعة تجاه الحادثة في مشهد أقل ما يوصف به أنه انتهازي، فهو يكشف عن بواعث هذه المواقف التي تُستثمر فيها جراح العراقيين، ويُراد منها التحشيد لسباق الانتخابات المحلية بعد أشهر.
ونحن في هيئة علماء المسلمين في العراق؛ إذ نعرب عن تضامننا مع ذوي الضحايا ووقوفنا إلى جانبهم، ومشاركتهم في مصابهم الجلل، وندعو الله عز وجل أن يكتب الشفاء والعافية للمصابين؛ فإننا ندعو العراقيين كافة إلى أن تكون كلمتهم قوية، ومواقفهم موحدة؛ في مواجهة الراقصين على جراحهم، والمستثمرين في مآسيهم، من أحزاب العملية السياسية، وتحالفاتها، وميليشياتها، الذين لا يُفرِّق فسادهم المستشري وفواجعه بين عراقي وآخر؛ حيث طالت (حرائق) فسادهم العراقيين من كل الأطياف، ومازالوا على حالهم لا يلقون بالًا لفاجعة أليمة، ولا تهمهم أرواح بريئة، ولا يعملون على إنهاء مسبباتها أو يعالجون آثارها وتداعياتها بما يحفظ أرواح العراقيين ويوقف سيل دمائهم.