كتب ابراهيم بيرم: نجحت الجهود الفلسطينية – اللبنانية الاستثنائية التي بذلت اخيراً في تحقيق ثلاث خطوات اجرائية – عملانية لاعادة مخيم عين الحلوة الى حضن الاستقرار والامان، بعد اكثر من شهرين من الاضطراب وجولات العنف الضارية، وهي:
– تثبيت وقف اطلاق النار وصموده .
– نشر القوة الامنية المشتركة التي ضمت بين صفوفها عناصر سمتهم كل القوى الفلسطينية، الوطنية والاسلامية، فيما صار يعرف بمناطق التوتر وخطوط التماس، وتحديداً في حي الطوارىء ومنطقة التعمير التحتاني، وكلتاهما تقعان في خارج النطاق الاصلي للمخيم، خصوصاً وان المنطقة الثانية هي عملياً منطقة تقطنها غالبية لبنانية، وفق قول احد علماء الدين الناشطين في صيدا الشيخ العيلاني.
– اخلاء مجمع مدارس الاونروا من مقاتلي حركة “فتح” والمجموعات المتشددة المعادية لها والتي تتجمع في اطار تنظيمي “جند الشام” و”الشباب المسلم”. علماً ان مقاتلي الطرفين تقدموا الى المجمّع كل من جهته، واتخذوا فيه مراكز قتالية مما عطل التدريس فيه.
هذه الخطوات المتتالية بفارق زمني مدروس ومحسوب بعناية شكلت انجازاً، بدأ قبل فترة شبه مستحيل، خصوصاً بعد سقوط اكثر من نحو عشرة اتفاقات لوقف النار، وتبدد جهود تهدئة مضنية شاركت فيها الدولة اللبنانية واكثر من طرف لبناني وفلسطيني. كما كان بمثابة اختبار جدي اثبت رغبة طرفيه في العبور الى دائرة استقرار دائمة وواعدة وانهاء جولات العنف.
وعليه، تبقى مسألة تسليم المتهمين الثمانية بقتل القيادي العسكري في “فتح” اللواء ابو اشرف العرموشي ومرافقيه الاربعة.
وفيما تشيّع حركة “فتح” ان مسالة تسليم المتهمين الى الامن اللبناني، بات امراً في حكم المحسوم وان لا رجعة عنه، فان متصلين بالمجموعات المسلحة يتحدثون عن “تفاهمات غير معلنة” لمعالجة هادئة لهذه المسألة البالغة الحساسية، وهو ما ستتكشف عنه الايام القليلة المقبلة.
وتؤكد حركة حماس المشاركة في القوة الامنية المشتركة وفي الجهود التي ادت الى وضع خريطة طريق ممنهجة للتهدئة، ان هذه القوة انتشرت خلال الايام الماضية بنجاح في الاماكن والنقاط المتفق عليها سلفاً، وهي مناطق التوتر المعروفة، معتبرة ذلك بأنه “انجاز يبنى عليه ويعتد به”.
وفي تصريح لموقعنا، قال الناطق بلسان الحركة في لبنان جهاد طه ” ان انتشار القوة بعد سحب المسلحين من دون تسجيل اية عوائق كان ايضاً محطة مهمة نظراً الى حساسيتها عند كلا الطرفين، وهو ما يعطي انطباعاً فحواه انه يمكن الاعلان بأن كل بؤر التوتر في المخيم قد اطفئت تماماً.
واشار طه ايضاً الى ان المهمة التالية والعاجلة والتي يتعين ان تتركز عليها الجهود، تتركز في امرين:
الاول، معالجة مسألة تسليم المطلوبين، وهنا نؤكد ان المسألة حساسة ويتعين ان تبذل جهود لبنانية وفلسطينية لمعالجتها، وهي تسير وفق ما هو مرسوم ومتفق عليه.
الثاني، اعادة النازحين من المخيم بعد ايجاد المعالجات اللازمة التي تؤمّن عودة كريمة لهم، مع ما يقتضي ذلك من جهود يتعين ان تشارك فيها المنظمات الدولية وكل القوى الوطنية والاسلامية .
وخلص طه الى ان ما تمّ تنفيذه حتى اللحظة يبرهن عن استعداد كل المعنيين لتحمل مسؤولياتهم الوطنية ومعالجة تداعيات الاشتباكات الاخيرة، وما خلفته من جروح ومعاناة لابناء المخيم.