كتب ابراهيم بيرم: وضعت حلقة من متخصصين في التحليل والقرءاة السياسية في بيروت خلال الساعات القليلة الماضية، “تقدير موقف” حول مسار الاوضاع في الساحة الفلسطينية في ضوء ما ارسته عملية “طوفان الاقصى” التي تنفذها منذ صبيحة السبت الماضي حركة “حماس” من نتائج سياسية وعسكرية باهرة.
وانطوى هذا التقدير على الاستنتاجات الاتية:
– ان الجولة المرتقبة لوزير الخارجية الاميركية بلينكن في عدد من عواصم المنطقة والتي ستكون تل ابيب محطتها الاولى، والمتزامنة مع جولة مماثلة سيبدأها نظيره الايراني حسين امير عبد اللهيان والتي يتعين ان تشمل مبدئياً بيروت ودمشق وبغداد، تعنيان على نحو او آخر انطلاق مرحلة الجهود السياسية بحثاً عن حلول للازمة، وتعنيان استطراداً ان خيار تدحرج الامور نحو مواجهة اقليمية شاملة الى تراجع وانحسار، وتعنيان ضمناً ان الكيان الصهيوني قد اخذ فرصته ليرد على الهجوم الضاري عليه، وانه يفترض به ان يكيّف نفسه على وقائع مختلفة.
– كذلك فانّ جولتي رئيسي الديبوماسية الاميركية والايرانية في عدد من عواصم المنطقة، من شأنه ان يقلص الى اقصى الحدود، فرضية ان تقوم اسرائيل بعملية برية تقتحم فيها غزة وقطاعها، وهو ما بدأت تلوح به منذ اليوم التالي لبدء العملية الفلسطينية، اذ لا يمكن ان تتدحرج الامور نحو هذا النوع من الاعمال الحربية، فيما يقوم هذان الوزيران بجولة اتصالات سياسية مكثفة، خصوصاً ان هاتين الجولتين تتواكبان في الوقت نفسه حسب معلومات يتم تداولها، مع حركة اتصالات وجهود تتم بعيداً عن الاضواء وتشارك مصر في بعض محطاتها.
– امام اسرائيل يومان فقط من ممارسة المزيد من الضغط العسكري والتدمير الوحشي الذي تفرضه على غزة وقطاعها، ومناطق في الضفة الغربية المحتلة قبل ان ترضخ وتذعن لصيغة فتح ممرات انسانية في غزة في مقابل بعض التنازلات التي يقدمها الجانب الفلسطيني، كالافراج عن بعض الرهائن من المدنيين على غرار الافراج عن المرأة الاسرائيلية وطفلها والذي حصل امس.
– اما مسألة ان توافق حركة حماس على بدء المفاوضات في شأن الاسرى الموجودين لديها (جنود ومستوطنين) والذين يقارب عديدهم وفق بعض التقديرات المئتي اسير، فهو امر ليس بالسهل لأنه ورقة قوية ورابحة في حوزة الحركة لن تتخلى عنها من دون اثمان، وعليه ستكون المفاوضات في شأن هؤلاء عبارة عن مخاض عسير ولن تبدأ الا بعد اعلان وقف العمليات العسكرية.