كتبت ناديا شريم: عن موضوع الحرب الدائرة بين حماس وإسرائيل وإمكانية تطورها يقول النائب السابق اسماعيل سكرية:”أن الحرب الدائرة في غزة هي حرب مفصلية في تاريخ الصراع العربي -الاسرائيلي ، لان إسرائيل تلقت ضربة قاسية جدا أسقطت هيبتها واضعفت بشكل كبير من رمزية أنها القوة الضاربة والأساسية في المنطقة القادرة على حماية المصالح الغربية وأسقطت قوة و قدرة أجهزة مخابراتها من شاباك وغيره والأهم من كل ذلك أنها أسقطت ثقة الكثير من الإسرائيليين بدولتهم بدليل أن الكثيرين منهم ممن يحملون جنسيات مزدوجة غادروا إسرائيل ولو فتحت المطارات بشكل طبيعي لغادر إعداد اكثر ، وهنا أصبحت إسرائيل أمام خيار عبر عنه أحد المسؤولين الغربيين عندما قال ، أن هذه الحرب هي لتأكيد إمكانية استمرار إسرائيل في المنطقة وهذه هي الحقيقة،لذلك فإن إسرائيل تشن حرب إبادة مع اعتماد الأرض المحروقة من الجو للضغط على قطاع غزة وتعويض ما أمكن يوما بعد يوم من سقوط هيبتها ومصداقيتها ولتغريغ غزة من أكبر عدد من أهلها وتهجيرهم نحو سيناء وخلق وطن لهم -وهو مخطط لتقسيم الشرق الاوسط وضعه برنار لويس- بالمقابل فإن حماس تقاتل وتحمي بندقيتها و وجودها في غزة مدعومة من محور المقاومة الممتد من ايران إلى اليمن إلى العراق وصولا إلى سوريا ولبنان .”
أضاف:”من هنا نحن أمام حرب عالمية على مستوى المنطقة ،وهذا المحور يواجه حاليا بتصعيد يومي في الشارع وبتصعيد مسلح من خلال المواجهات التي تدور في الجنوب اللبناني والمحكومة بقواعد الاشتباك إضافة إلى التحركات في العراق وضرب القواعد الأميركية بمسيرات أو صواريخ الحوثيين من اليمن بإتجاه باخرة أميركية تقول واشنطن أنها كانت بآتجاه إسرائيل،هذا الواقع وتحت خطر وجود إسرائيل أو عدم وجودها اوصل حاملة الطائرات الأميركية والقطع البريطانية واستنفر الغرب بتصريحات
موالية لإسرائيل بشكل واضح جدا حتى أن وزير خارجية أميركا صرح انه أتى إلى إسرائيل بصفته يهوديا وليس بصفته وزير خارجية اميركا وهذا كلام يحتقر بحد ذاته الديبلوماسية والموقع الذي يمثله ،ما أقصده أن حجم الصراع وصل إلى حد غير مسبوق .”
أما بالنسبة للدول العربية وموقعها فإعتبر :انها ضمنيا تريد أن تتخلص من حماس وأن يكون الحل ب “حل الدولتين” من خلال منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية ولكن لا تستطيع ان تجاهر بهذا الموقف خاصة مع تصاعد تحركات الشوارع العربية الضاغط عليها،لكن وبالرغم من أنها أنظمة تابعة لاميركا فإنها ما زالت تتحرك ضمن حدود معينة ظهر برفض مصر على لسان رئيسها عبد الفتاح السيسي لطرد الفلسطينيين وتهجيرهم إلى سيناء لانه يعرف أن الأمر سيشكل مشكلة كبيرة لمصر وسيعرضها للتقسيم على المدى البعيد ،كذلك ملك الأردن رفض التهجير بشكل قاطع لانه يعرف ان ذلك يعني أن الأردن تحول إلى “الوطن البديل”للفلسطينيين ،أن كل المنطقة تتحرك بعناوين ضخمة وكبيرة ومصيرية.”
و عن التطورات والاحتمالات،فقال :” لا أحد يعرف حتى القيادات الكبيرة والدول الموجودة داخل المعركة وحتى تدير المعركة بشكل أو بآخر لا تستطيع التنبؤ بالنهاية اما اذا حللنا الامور ، فإن إسرائيل باتت أمام خيار لا يمكن أن تتراجع عنه ولن تتراجع عنه وهو الخلاص من حماس بأي شكل وهذا دونه حرب طويلة سوف تمتد إلى أماكن أخرى مما يجعلها مترددة للقيام بالاجتياح البري لغزة لانه مكلف جدا بوجود عدد كبير من المقاتلين والإنفاق و أبنية واكتظاظ سكاني مما يجعل العملية من أصعب أشكال الحروب ، لكنها في الوقت نفسه لا تستطيع ان تعود إلى الخلف لانه ستصبح مهزومة وستضع وجودها في المنطقة على طريق النهاية لذلك فهي مستمرة في الحرب والقصف والتدمير ،لكن كيف يستطيع محور المقاومة أن يتحرك ويضرب للتخفيف من شراسة الهجوم على غزة لا اعرف؟هل تتطور الامور لتصبح حربا إقليمية ؟ برأي تتطور في حال شعر محور المقاومة بأن حماس تكاد تنهزم أن بإجتياح بري أن بإستمرار القصف أو حصول اغتيالات لقيادتها أو برضوخ مصر لطلب التهجير إلى سيناء أي ما يعطي إسرائيل انتصارا واضحا على سلاح المقاومة المتقدم داخل إسرائيل عندها عندها سيدخل محور المقاومة المعركة وستحترق المنطقة ولا أحد ينتهي إلى أين تنتهي الامور”.
وختم سكرية:” في النهاية فإن هذه الأرض هي فلسطينية عربية ولا يمكن لإسرائيل أن تبقى مزروعة فيها كما لو أن أحدا زرع عضوا غريبا في جسم انسان وهذا الجسم يرفضه”.