كتبت ناديا شريم:
كان لافتا كلام الرئيس الاميركي جو بايدن بالأمس والذي أكد فيه أنه لم يطلب من تل أبيب تأجيل العملية البرية على قطاع غزة خصوصا وانه جاء بعدما تأكيد الإسرائيليين بأن واشنطن طلبت ذلك وكان اللافت أكثر البلبلة التي تسبب فيها الكلام عن اجتياح غزة بين صفوف الجيش والاسرائيلي حيث ظهر بعض الجنود عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهم يوجهون كلاما نابيا إلى رئيس حكومتهم بنيامين نتانياهو الذي استدعى الاحتياط لاجتياح غزة في وقت ما زال ابنه في ميامي”في عطلة ترفيهية”.
يقول ملحق عسكري لبناني خدم في أكثر من عاصمه عربية واوروبية و يتابع ما يجري بين الفلسطينيين والإسرائيليين أن الثابت حتى الإن ان هناك خلافا أميركيا -اسرائيليا حول اجتياح غزة وتوسيع الحرب إلى جبهات أخرى وهو أمر لا ترغب به واشنطن والثابت أيضا وجود خلاف جدي داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية حول اجتياح غزة بريا،لكن ما هو غير واضح هو رغبة نتانياهو نفسه بتأجيل الغزو البري حتى إشعار آخر.
إذن ما ينتظر نتانياهو؟
يرى الملحق العسكري أن رئيس الحكومة الإسرائيلي اتخذ قراره بإجتياح غزة بريا ،لكنه خائف من ردود الفعل الداخلية والخارجية في حال كانت الخسائر كبيرة جدا على الجيش ،ويبقى خوفه الأكبر من انقسام الجيش نفسه في حال وقع الغزو وكانت خسائره كارثية على المؤسسة العسكرية وهذا أمر واقعي لان الدخول إلى غزة سيكون مدمرا للجيش الإسرائيلي على كل المستويات لان معظمه سوف يدفن في الإنفاق الموجودة في القطاع .
من هنا-وبحسب الملحق العسكري- فإن نتانياهو يعمل على خطين ،الأول هو إقناع الأميركيين بأن الدخول إلى غزة حاجة اسرائيلية وحاجة أميركية غربية للتخلص من “الارهابيين “وهو-في حال نجح- يخفف من الاحتقان داخل الشارع الإسرائيلي وداخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية شرط أن تكون موافقة واشنطن على الغزو معلنة .
أما السبب الثاني والأهم عسكريا فهو أن نتانياهو تحدث مع الاوروبيين عن مشكلة الانفاق وما قد تسببه من خسائر للجيش وكان الاتفاق بأن ترسل ألمانيا حوالي خمسة عشرة مضخة عملاقة لاسرائيل لوضعها في البحر وضخ مياهه إلى داخل الانفاق الموجودة في غزة للقضاء عليها وعلى المقاتلين فيها وهو ما قد يحدث شبه زلزال خصوصا وأن” تربة غزة رخوة جدا نتيجة لارتفاع الرطوبة فيها”.