![](https://akhbarkum-akhbarna.com/wp-content/uploads/2023/08/8159aa6d-1bf1-4eed-b289-70d34e8c4748-800x500.jpg)
كتب ابراهيم بيرم:
جرياً على عادته ونهجه يتكتم حزب الله ويرفض الافصاح عن الخيارات التي يمكن ان يلجأ اليها اذا ما تطورت الامور في غزة وانهارت الهدنة الانسانية وعادت المواجهات الضارية فيها الى ما كانت عليه قبيل نحو ثمانية ايام.
لكن مصادر على صلة وثقى بدوائر القرار فيه ابلغت الى موقعنا انه لم يغادر الميدان ولم يرفع مقاتلوه اصابعهم عن الزناد، وانه استطراداً ما انفك متمسكاً بالمعادلة التي جاهر بها منذ اليوم التالي على اطلاق حركة حماس لعمليتها النوعية المسماة طوفان الا قصى وهي تقوم على الاتي:
- لسنا محايدين في هذه المواجهات المفتوحة اذ ان حركة “حماس” هي جزء اساسي من محور المقاومة الذي يضمنا واياها مع حلفاء آخرين.
- اننا ما زلنا مقيمين عند معادلة وحدة الساحات، وقد اثبتت الايام الماضية انه صار هناك تطبيق عملاني لها للمرة الاولى منذ ان اطلقها قبيل اعوام الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله.
- عليه، فان الخطوات الميدانية التي يمكن ان نخطوها على الحدود الجنوبية ستتخذ وفق للتطورات الميدانية في غزة وقطاعها، وشعارنا الاساس المعروف اننا لن نسمح اطلاقاً ب “سحق حماس” كما هدد قادة العدو ولن نظل مكتوفين حيال اي خطر يتهدد غزة.
وتضيف تلك المصادر، ان (ا ل ح ز ب) يعتبر نفسه انه وخلال الايام التي تلت بدء المعركة في غزة ، قد وفى بالوعد والتزم ميدانياً بهذه القناعات المعلنة من جانبه من خلال امرين اثنين: - عمليات يومية استهدفت مستوطنات العدو ومواقعه واجهزة رصده على نحو اوجع العدو، وجعله يقر بلسان قادته والمهجرين بالالاف من سكان 14 مستوطنة في الشمال ( يقدرون بنحو 70 ألف مهجر).
- من خلال رفضه المطلق اعطاء اية تعهدات او ضمانات تحول دون انخراطه في المواجهات والمنازلات الحدودية الى اقصى الحدود.
ورداً على حملات الضغوط التي مورست على لبنان (ا ل ح ز ب) لتقييد يديه عن المشاركة في الميدان، اطلق سيده مقولته الشهيرة في منتصف المعركة ان “الكلمة من الان فصاعدا هي للميدان” لأن كل الاحتمالات واردة وكل الخيارات مفتوحة امامنا”.
وبناء على اسس هذه المعادلة، اعلن ( ا ل ح ز ب) لاحقاً التزامه بوقف الاعمال الحربية على الحدود مع الكيان عندما اعلنت حركة حماس قبولها ب “الهدنة الانسانية المحدودة” مع الاحتلال، وشرعت في خطوات تبادل الاسرى والمحتجزين مع سلطاته رغم اعلانه انه ليس جزءاً من المفاوضات وليس شريكاً في الهدنة.
وبالفعل شهدت الجبهة الجنوبية هدوءاً حذراً ما خلا بعض الخروق على مدى نحو اسبوع .
فقد وضع (ا ل ح ز ب) نفسه في موقع الراصد لمالات الاوضاع في غزة، منتظراً بطبيعة الحال كلمة حركة “حماس”، لكنه ابلغ في الوقت نفسه كل من يعنيهم الامر ان يده ما زالت على الزناد وان قواته في حال استنفار قصوى، لأنه على ثقة بأن المعركة مع الاحتلال لم تنته فصولا بعد.
وعليه، وبمجرد ان عادت جبهة غزة خلال الساعات القليلة الماضية الى دائرة التوتر والانفجار اثر اخفاق جهود الايلة الى تمديد الهدنة الانسانية، بادر (ا ل ح ز ب) الى التاكيد مجدداً بأنه جاهز لاستئناف فعله الميداني على الحدود الجنوبية، لافتة الى ان تقدير الامر عائد الى القيادة الميدانية للمقاومة، فهي وحدها لها حرية تقرير ساعة الصفر خصوصاً انه مزودة بتعليمات فحواها: اننا معنيون كحزب وكمحور بما يجري في غزة من تطورات ميدانية، واننا بناء عليه مولجون بالعودة الى دورنا ك “جبهة مساندة” لغزة ومقاومتها.
وكررت المصادر اياها ان (ا ل ح ز ب) لم يستجب ولم يذعن لكل الضغوط المكثفة التي مورست عليه وعلى لبنان الرسمي لكي يعطي ضمانات او تعهدات بممارسة الحياد تحت سيف ان ثمة مخاطر كبرى تنتظر لبنان كله اذا ما انزلق (ا ل ح ز ب) في المواجهات نحو فتح حرب مفتوحة.
وعليه تعتبر المصادر نفسها بأن كل الكلام الذي تصاعد بعد اتفاق الهدنة الانسانية في غزة عن جهود وتدابير تعد في الخفاء بغية تعديل مندرجات القرار الاممي الرقم 1701 على نحو يقود الى تعديل دور اليونيفيل، اي الاداة التنفيذية لهذا القرار، بهدف اقامة منطقة عازلة منزوعة السلاح تمتد بين الحدود الجنوبية شمالاً وحتى نهر الليطاني جنوباً، هي كلها جزء من حملة الضغوط الاميركية – الاسرائيلية – الاوروبية على لبنان في سبيل بلوغ هدف اساسي حصري هو اطفاء اي جبهة مساندة لغزة وتركها وحيدة في مواجهة الوحش الاسرائيلي الفالت من عقاله .
واجمالا فان (ا ل ح ز ب) يؤكد انه على بينة ان كل هذه المناخات التهويلية قد اعتاد عليها ويعرفها تماماً، وبرأيه انها ستبقى في اطار التهويل اياه لاعتبارين اثنين:
الاول ان واشنطن تعرف قبل سواها ان وضع حليفتها اسرائيل لا يسمح لها بفتح جبهة مواجهة اضافية الى جانب جبهة غزة والضفة الغربية.
الثاني ان المعادلة والمعطيات الميدانية التي فرضت نفسها بعد 48 يوما على انطلاق عملية “طوفان الاقصى “في الجنوب اللبناني وتحديداً على الحدود والتي انهت عملياً المفاعيل الخفية والمخيفة للقرار 1701 واجبرت القوة الدولية على الانكفاء والانسحاب من الشارع، ما زالت هي نفسها. فضلاً عن ان نتائج الهجوم في غزة لم تقنع احداً بأن اسرائيل ورغم كل ما ارتكبته من مجازر وعمليات ابادة وتدمير قد احرزت انتصاراً على نحو يمكنها فرض شروط الغالب سواء في الجنوب اللبناني او في غزة نفسها .
وتخلص تلك المصادر الى الاستنتاج بأن (ا ل ح ز ب) والمحور على جهوزيته، وهو كما اخرج من جعبته في ايام المواجهات الاولى العديد من المفاجآت للاسرائيليين، فانه يؤكد ان تلك الجعبة ما زالت حافلة بمفاجآت اخرى.