![](https://akhbarkum-akhbarna.com/wp-content/uploads/2024/07/327N3YQ-preview-1536x1024-1-800x500.jpg)
أخباركم – أخبارنا
كتب حنا صالح في صبيحة اليوم ال1722 على بدء ثورة الكرامة
الحدث في باريس والدروس الإنتخابية كبيرة والأيام الآتية ستبلور المعطيات، لكن المؤكد أن فرنسا في مرحلة مخاضٍ تغييري كبير سيترك التأثير على اوروبا وأبعد منها. قطع الطريق على اليمين المتطرف والعنصري ممكن جداً، لكن بدون تغيير حقيقي في السياسة الإقتصادية – الإجتماعية وإعادة النظر بجوانب متعلقة بالهجرة، سيكون من المتعذر كبح التطرف الذي إجتذب بقوة كتل ناخبة كانت تقترع تقليدياً لليسار وبعضها لليمين المعتدل.
شهدت الجولة الأولى من الإنتخابات المسبقة، إقبالاً فاق كل التوقعات مع مشاركة نحو 69% من الناخبين، بارتفاع زاد عن 21% عما كان عليه في العام 2022. وأبرز الدروس توجيه صفعة قوية للرئيس ماكرون الذي فشل في جعل الإنقسام بين اليمين المتطرف والمعسكر الرئاسي. الإنتخابات الحدث وضعت التجمع الوطني العنصري المتطرف على أبواب السلطة بعدما تصدر الجولة الأولى.
غير أن الصورة الحقيقية للجمعية الوطنية المؤلفة من 577 مقعداً ستبقى معلقة على نتائج الجولة الثانية الحاسمة يوم 7 تموز. وقد حثت مارين لوبن زعيمة المعسكر المتطرف أنصارها على الإقتراع بكثافة في الجولة الثانية لأن “الإنتصار لم يتحقق بعد”، وقالت إن “معسكر ماكرون تم محوه”. لكن إن نجح قيام تحالف “جبهة الجمهورية” فإنه سيحسم الأغلبية التي تضم الأطراف التي تتبنى “قيم الجمهورية” في “حرية، إخاء ومساواة” وهو تحالف بلغ مجموع أصواته نحو ال60% من المقترعين.
ميلانشون الزعيم اليساري(فرنسا الأبية) قال إن نتائج الإنتخابات تشكل “هزيمة ثقيلة لا تقبل الجدل للرئيس ماكرون”، وأعلن باسم الجبهة الشعبية اليسارية أن التعليمات واضحة بألا أي “صوت لليمين المتطرف ولا أي مقعد له” وأنه في حال كان اليمين المتطرف في المرتبة الأولى ونحن في المرتبة الثالثة سنقوم “إلتزاما بمبادئنا وقيمنا بسحب مرشحينا” لمنع إنتصار المرشحين من التجمع الوطني المتطرف. وأعلن أطراف الجبهة( الإشتراكي والشيوعي والخضر) إلتزام هذا التوجه. وكان غابريال أتال رئيس الوزراء قد أعلن أنه “يجب ألاّ يحصل اليمين المتطرف على أي صوت في الجولة الثانية.. يجب منعه من الحصول على الأغلبية المطلقة”. كما وجهت 220 شخصية سياسية ومن المجتمع المدني، رسالة إلى داعمي ماكرون إلى التوقيع على إتفاق مبدئي للتنازل المتبادل بين الجبهة الشعبية اليسارية وإئتلاف ماكرون لتمكين المرشح المتمتع بالفرصة الأفضل من مواجهة اليمين المتطرف.
بحصول حزب التجمع الوطني على أكثر بقليل من 33% من الأصوات ما يعادل 10 ملاين و400 ألف مقترع، حلّ في الطليعة..متقدماً على الجبهة الشعبية اليسارية التي حلت في الموقع الثاني مع نسبة تجاوزت قليلاً رقم 5،28 % وما يعادل 9 ملاين و260 ألف مقترع ..فيما حلّ في المركز الثالث إئتلاف الرئيس ماكرون بحصوله على نحو 21% من المقترعين. وحل حزب “الجمهوريون” في المركز الرابع مع نحو 10% من الأصوات ودعى أريك سوتي رئيسه المقال إلى التحالف مع التجمع الوطني فيما إنتقل أركان هذا الحزب الديغولي نظرياً إلى الآليزيه للقاء الرئيس ماكرون.. ونال “اليسار المستقل” نحو 2% فيما حصل أقصى اليسار على نحو 5،1 %.
نتائج الجولة الأولى أظهرت أن التنافس سيكون محصوراً بين مرشحين إثنين من الجبهة الشعبية اليسارية والتجمع الوطني في 210 دوائر إنتخابية. فيما ستحتدم المنافسة بين مرشحي التجمع الوطني والجبهة الشعبية اليسارية والتحالف الرئاسي في حوالي 290 إلى 320 دائرة إنتخابية.
وبعد، الأنظار مصوبة على البيت الأبيض بإنتظار ما سيتم الإعلان عنه بصدد إستمرار ترشح الرئيس بايدن من عدمه..
وداخلياً، أبعد من قرع طبول الحرب وتصاعد التهديدات الإسرائيلية بالحرب الشاملة، وردود حزب الله وإنعدام دور بقايا السلطة كما “معارضة” نظام المحاصصة الطائفي الغنائمي، يتنامى القلق مما يعد للبنان من صفقة خطيرة يدفع ثمنها لبنان وأهله ولا سيما أهل الجنوب،عنوانها مزيد من الهيمنة الإيرانية مقابل خطوات تضمن إستقرار المستوطنات وأمن المستوطنين!
وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن.