![](https://akhbarkum-akhbarna.com/wp-content/uploads/2023/11/M2Fiq-original.png)
كتب ابراهيم بيرم: فيما تواصل اسرائيل هجمتها الضارية على حركة “حماس” في غزة، توعد اخيراً رئيس جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي “الشاباك ” روبين بار قادة الحركة المقيمين في بيروت والدوحة وانقرة بـ “الملاحقة حتى لو استغرق الأمر سنوات”، في اطار السعي الصهيوني لسحق الحركة اينما كانت.
وقد ذكر القيادي الامني نفسه بعملية ميونيخ التي حصلت عام 1972 عندما هاجمت مجموعة “كوماندوس” فلسطينية تنتمي الى منظمة ايلول الاسود السرية التي نشأت حينها برعاية حركة فتح، مقر البعثة الرياضية الاسرائيلية الى دورة العاب ميونيخ الشتوية ونجحت في تصفية 11 لاعباً من اعضاء هذه البعثة “تقريباً كلها”.
فما كان من الموساد الاسرائيلي الا ان جرّد حملة ملاحقة لاعضاء هذه المنظمة وقياداتها استمرت سنوات، ومن ابرزهم المسؤول الامني الاول في حركة فتح أبو حسن علي سلامة المعروف بـ ” الأمير الأحمر” (لقب اطلقه عليه الموساد) ونجح في اغتياله عام 1979 بتفجير عبوة كبيرة في موكبه أثناء مروره على طريق كورنيش المزرعة في قلب العاصمة اللبنانية.
وبناء عليه، لا يشكل الكلام والوعيد الاسرائيلي عنصراً مستجداً ومفاجئاً. فالتطاحن الأمني بين الاسرائيليين وأجهزتهم الأمنية وبين الفلسطينيين قديم ويعود الى اواخر اوائل السبعينات من القرن الماضي، وقد ذهبت ضحيته عشرات القيادات الفلسطينية.
ولكن اللافت ان بيروت التي وضعها المسؤول الامني الاسرائيلي الرفيع كواحدة من بنك اهدافه لانفاذ أمر تصفية قادة حماس، كانت اكثر محطات هذا التطاحن، فضلاً عن انها كانت منصة انطلاق الغارات الامنية الاسرائلية بقصد تصفية القيادات الفلسطينية العسكرية منها والسياسية والاعلامية.
ولعل آخر القيادات العسكرية الفلسطينية التي نجح الاحتلال الاسرائيلي في تصفيتها في بيروت بطريقة نظيفة، هو المسؤول العسكري للجبهة الشعبية – القيادة العامة جهاد جبريل عندما انفجرت عبوة ناسفة بسيارته التي كانت مركونة في أحد المواقف عام 2005 في محلة المزرعة.
ومن باب التذكير، فإن الاسرائيليين نجحوا مراراً في اغتيال قيادات من “حزب الله” متخطين كل تدابير الوقاية والحماية التي نفذها الحزب.
وابرز هؤلاء مؤسس وحدة الصواريخ في الحزب حسان هولو اللقيس الذي سقط في (4 كانون الاول) على يد وحدة كوماندوس اسرائيلية تسللت الى بيته في محلة صفير في عمق الضاحية الجنوبية وصفّته.
وعليه، فان الوعيد الاسرائيلي المتجدد اخيراً بعمليات اغتيال لقادة حماس في بيروت وفي عاصمتين أخريين، دفع الكثير الى استذكار حقبة التصفيات الطويلة التي نفذها الامن الاسرائيلي من جهة، وزاد من منسوب الضغوط الاسرائيلية على لبنان الغارق في لجّة مخاوف واوضاع غير مستقرة من جهة اخرى.
والمعلوم ان اسرائيل بادرت قبل اقل من ثلاثة اسابيع الى اغتيال احد القادة العسكريين الواعدين لحركة حماس ابو خليل الخراز من مخيم الرشيدية، بمسيّرة لاحقت سيارته على طريق فرعي لأحد القرى الجنوبية في قضاء صور (الشعيتية).
وهذا إن دل على شيء، فانه يدل على ان اسرائيل ليست بحاجة الى الوعيد والتهديد بممارسة فعل الاغتيال، فهي تقدم على مزاولة نهج التصفية والاغتيال لكوادر حماس و”حزب الله” ساعة يتوفر لها الهدف.
والمعلوم ايضاً، أن تل ابيب هددت سابقاً واكثر من مرة بتصفية احد ابرز القيادات السياسية والعسكرية للحركة والذي يظهر دوماً في بيروت ويعتقد انه مقيم فيها، وهو الشيخ صالح العاروري الذي تصفه اسرائيل بأنه الاخطر عليها بعد يحيى السنوار.
وفي حينه، اطل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لاحقاً ليعلن ان العاروري هو ضيف لبنان وبحمايته، وبأن اي استهداف له سيرد عليه (ا ل ح ز ب) فوراً.
والمعلوم ايضاً ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو اعلن في ظهور له في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، انه طلب من جهاز الموساد العمل ضد قادة حماس “في اي مكان يتواجدون فيه حول العالم”.
وتعتبر “حماس” ان هذا التهديد الاسرائيلي الجديد صارت معتادة عليه ولا قيمة له، الا انه حلقة في سلسلة الضغوط المعنوية والحرب النفسية على الحركة والشعب الفلسطيني.
ويقول الناطق بلسان الحركة في لبنان جهاد طه في تصريح لموقعنا، ان ” الوعيد الاسرائيلي ليس جديداً وليس وليد مرحلة بدء المواجهات في غزة. فالاجرام والاغتيال والتدمير والبطش هو جزء من الهوية والشخصية الاسرائيلية. ومستوى الاجرام الذي تمارسه اليوم في غزة دليل جلي على هذه العقلية الاجرامية وبرهان على انها لا تتورع عن اي فعل اجرامي بحق البشر والحجر.
أضاف: لذا نحن نضع هذا الموقف في سياق سياسة الاجرام الصهيوني تجاه شعبنا وتجاه مقاومتنا التي شرّعتها كل الشرائع الدولية.
وخلص طه الى ان هذا التهديد والتهويل لن يثنينا بطبيعة الحال عن المضي قدماً في نهج الواضح والراسخ لانتزاع حقوقنا على ارض فلسطين.