![](https://akhbarkum-akhbarna.com/wp-content/uploads/2023/12/06126005702022735218031124275062-650x500.jpg)
كتبت فاطمة حوحو: على الرغم من أن البعض يقرأ في تطورات الحرب على غزة قرب انتهائها، معيداً ذلك إلى إخفاق إسرائيل في تحقيق هدفها بالقضاء على حماس، وفشلها في التفاوض على إطلاق أسراها، وانكشاف أكاذيبها أمام العالم لتبرير جرائم القصف على المستشفيات، وتدمير المباني فوق رؤوس ساكينها وتهجير أهاليها، والقضاء على كل ما يتعلق بحياة الإنسان وكرامته، إلا أن آخرين لا يعتقدون ذلك، إذ يرى متابعون أن التطورات خلال الأيام القليلة الماضية لا توحي بذلك. فالحبل إنفلت والتصعيد على جبهات “وحدة الساحات” سيكون وخيماً جداً، وليس بالإمكان تصور ما قد يحدث على جبهة جنوب لبنان وفي الجولان، وكذلك في البحر الأحمر.
ووفقاً للمعطيات، تؤكد هذه المصادر المتابعة لموقعنا، أن ما يحدث من تطورات يؤشر إلى معطيات حقيقية حول مصالح الاطراف المعنية بالمسألة الفلسطينية، متسائلة هل “من باب الصدفة أن يترافق إعادة احياء مشروع قناة بن غوريون بديلاً لقناة السويس مع “مفرقعات” البحر الاحمر”؟ مشيرة إلى معاناة سيعيشها نتيجة ذلك إقتصاد مصر والخليج العربي، فأغلب واردات وصادرات اسرائيل وشرايين تجارتها هو البحر المتوسط والموانئ التي عليه، أي أن تضرر إسرائيل أقل مما يروّج له”.
من هنا، يرى هؤلاء المتابعون أن ما يجري “هو مجرد استعراض ليس اكثر لخطف اهتمام العالم عما يحصل من قتل في غزة، وهو عملياً يريح اسرائيل اكثر مما يزعجها، وهي سياسة ديماغوجية علنية لتحسين موقع إيران التفاوضي”.
وتجد المعطيات أن ما يحدث في جنوب لبنان مبرمج أيضاً، مشيرة إلى أن “التراشق إجمالاً يبدأ بعد الساعة الرابعة بعد الظهر، حيث تكون ما قبل ذلك فترة سماح ليمارس ما تبقَّى من الناس أعمالهم لتحتدم ما بين الثامنة والعاشرة مساء، تراشقاً وضحايا من شباب لبنان من أجل تعزيز موقف ايران، فكل ما يحدث في البحر الأحمر وجنوب لبنان لم يخفف ولو قيد انملة عن غزة وقطاعها”.
وتشير الى أن “الغزاويين والفلسطينيين والجنوبيين يلبسون الأكفان، والفارسي الصفوي يقبض الأثمان. كما أن إسرائيل مستمرة في تصوير نفسها ضحية، وأن اخطاراً وجودية تتهددها لكي تبرر للعالم جرائم الحرب التي ترتكبها، بينما يروّج البعض شعارات حماسية ويهرول لركوب الموجة والهوبرة”.
وبعيداً عن هذا التحليل، ماذا على صعيد الداخل الفلسطيني ووحدة الموقف؟ منذ أيام قليلة انطلقت مبادرة من مجموعة من الشخصيات، وقعت عليها حتى الآن أكثر من 300 شخص. ويقول مدير عام مركز مسارات للبحوث والإستشارات هاني المصري لموقعنا، إن “عدداً قليلاً جداً من الفصائل وليس من القيادات وقع عليها”، مشيراً إلى أن “المبادرة تقدم نوع من الحل المبني على القواسم المشتركة، وتقوم على اساس حوار وطني شامل يبنى على أسس وطنية ديمقراطية كفاحية، أي هي مبادرة للخلاص الوطني، من أجل الوحدة والقيادة الموحدة قبل كل شيء”.
وتنص المبادرة على “وقف العدوان ومعالجة آثاره، تشكيل قيادة مؤقتة للمنظمة إلى حين إجراء انتخابات المجلس الوطني، تشكيل مجلس وطني جديد، تأليف حكومة وحدة أو كفاءات وطنية تعمل على إنهاء الانقسام وتوفير مقومات الصمود، التحضير للانتخابات خلال عام واحد، الاتفاق على رؤية شاملة وبرنامج كفاحي، واخيراً وضع إستراتيجيات فاعلة”.
وبرأيه، إن “حماس قبل 7 أكتوبر كانت تريد وحدة على أساس الشراكة ولا تمانع المحاصصة بينها وبين فتح، لكن بعد 7 أكتوبر من غير الواضح ما إذا كان موقفها هذا سيبقى كما هو أم أنها ستتخذ موقفاً جديداً”.
وبإعتقاده انها “ستحسم موقفها على ضوء نتيجة الحرب إذا انتصرت فيها أي بمعنى أنها لم تهزم، الذي يمكن أن يكون مع الوحدة مع أفضلية لها، أما إذا هزمت فستقوم بمحاولة لتجاوز هذا الامر”.
وعن موقف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس “أبو مازن”، فيشير إلى إنه “قبل 7 أكتوبر وحتى الآن لا يريد وحدة الا وفقاً لشروطه وأهمها أن تخضع حماس لقيادته، فهو ضد الشراكة ويريد الاستفراد بالقرار وبكل السلطات”.
ماذا عن حركة فتح؟ يجيب المصري: “تضم أقساماً عدة، قسم خاضع للرئيس وقسم معارض له وقسم “بين بين” ينتظر نتيجة الصراع مع الاحتلال والتنافس الداخلي وموت أبو مازن”.
ويشير في هذا المجال، الى انه إذا اطلق سراح الأسير مروان البرغوثي قد تتغير قواعد اللعبة داخل فتح وداخل النظام السياسي الفلسطيني كله. فهو الأكثر شعبية في جميع الاستطلاعات وبنسبة كبيرة، وهو يستطيع إذا تبوأ مركزاً قيادياً أن يرتب حركة فتح ويوحدها، ويمكن أن تكون فرصة الوحدة بين فتح وحماس أكبر بكثير مما هي الآن”.
ومع ذلك يعتقد المصري، إنه “ليس من السهل أن يطلق سراحه على الأقل سريعاً لأن الاحتلال يخشى من أن هذا الامر سيظهر بمثابة نصر لحماس، وهو يخشى من وحدة الفلسطينيين ويريد أن يمزقهم أكثر. ويمكن أن يضعف إطلاق سراحه، إذا لم يكن في الضفة وإنما في الخارج أو في غزة، تأثيره المطلوب”.
ويؤكد أن “الكثير من الامور يعتمد على مسار الحرب ونتائجها وهل ستطول أم لا؟ أنا أرى أنها ستطول على الأرجح ولكن بوتائر أخف، وخلال الحرب المنخفضة سيتم العمل لبلورة سيناريوهات ما بعد الحرب. حتى الآن حماس تبلي بلاء حسناً هي والجهاد، وهذا يربك قيادة الاحتلال وحلفاؤها”.