![](https://akhbarkum-akhbarna.com/wp-content/uploads/2023/12/Closing-JPG-17-800x500.jpg)
كتب إبراهيم بيرم: في الشهر الأخير من العام الفائت، اعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري على رؤوس الاشهاد وبقدر من الإصرار والثقة بالنفس، انه سيجعل شغله الشاغل في السنة الوليدة، العمل على طيّ صفحة الشغور الرئاسي، فبدا ذاك الاعلان بمثابة “بشرى ووعد” يحاكي تطلعات ورغبات الشريحة الأوسع من اللبنانيين التي تنادي بانهاء مرحلة “الرأس المقطوع للجمهورية” كمعبر إلى انجاز الكثير من الملفات الحيوية المتراكمة.
وعليه، ومع بدايات السنة الوليدة شخصت الأبصار نحو عين التينة، منتظرة أن يبدأ صاحب الوعد خطواته الأولى في رحلة الوفاء بالوعد والعهد.
الا ان ثمة من لا يزال يدرج المشهد كله في دائرة “إشاعة مناخات ايجابية لها مردود معنوي، مما يعزز فسحة الامل عند اللبنانيين التوّاقين إلى رؤية انفراجات ما في موازاة الضغوط والمخاطر اليومية في الجنوب الملتهب”.
من جهته، قال عضو “اللقاء الديموقراطي” الدكتور بلال عبد الله “إن الاحاديث المرتفعة عن بشائر ومؤشرات، تشي بقرب طيّ صفحة الفراغ الرئاسي، هي في خانة إشاعة المناخات الايجابية لتطغى على ما عداها”. وأشار في اتصال مع موقعنا “في العمق لا نرى أي مؤشرات أو وقائع صلبة جدية تترجم الرغبة العارمة بانتخاب رئيس للبلاد ينهي عهد الفراغ القاتل”.
وأضاف: “بالنسبة إلينا ننتظر تحوّلين من شأنهما اذا حدثا أن يطردا الشكوك ويعززان الآمال بقرب انتخاب الرئيس، وهما:
- أن يعلن الثنائي الشيعي جهاراً تراجعه عن ترشيح مرشحه الحصري للرئاسة الأولى وهو زعيم تيار المردة سليمان فرنجية.
- ان يجاهر حزب القوات اللبنانية ومعه قوى الاعتراض والتغيير بمقاطعة دعوات الرئيس بري إلى شكل من أشكال الحوار الوطني المخصص للتوافق على اسم رئيس جديد.
واستطرداً، ما دامت الأمور عبارة عن اشاعة مناخات فإن الفراغ مديد، إذ لا يمكننا أن ننسى أن أي جلسة لانتخاب رئيس جديد تحتاج الى نصاب 86 نائباً، وهذا لا يؤمنه الا توافق وطني واسع مبني على تفاهمات متينة وموضوعية.
ورداً على سؤال، أجاب عبد الله ان ما اعلنه جعجع سابقاً عن استعداده للذهاب الى حوارات ثنائية هو بداية مؤشر على الرغبة بالمراجعة، ولكنه لا ينم في نهاية المطاف عن رغبة اكيدة بالمضي الى سلوك يخالف ادائه السابق المعلوم.
وقال: “هنا لا بد من أن نشير الى أن جعجع وسواه قد اخطأوا في السابق عندما أعلنوا اعتراضهم على المبادرة الثالثة للرئيس بري، والتي تحدثت عن حوار غير مشروط لأسبوع واحد على أن تليها مباشرة خطوة الذهاب إلى جلسات مفتوحة لانتخاب الرئيس العتيد، فهي كانت فرصة للجميع من دون استثناء.
وعمّا اذا كان هناك اي تواصل بين اللقاء الديموقراطي والرئيس بري على توجه مشترك في المرحلة المقبلة؟ أجاب النائب عبد الله: “نحن في خط علاقة مفتوحة مع الرئيس بري وعلى قدر من الانسجام، ولكن لا شيء جديداً واضحاً ومحدداً يمكن البناء عليه”.
من جهته، اكد عضو كتلة “الاعتدال الوطني” سجيع عطية ان لا جديد في موضع انتخابات الرئاسة يضاف الى ما علم به الجميع قبل نهاية العام الماضي.
اضاف أن الأمر عبارة عن اشاعة مناخات ايجابية وتفاؤلية، ولم نعاين لحد اللحظة اية معطيات او وقائع او بوادر واعدة من احد يمكن البناء والرهان عليها للتبشير بدنو موعد الخروج من أزمة الفراغ الحاصل في قصر بعبدا منذ عام وشهرين.