كتب باسل عيد: تتسارع التطورات في لبنان والمنطقة وسط أجواء قاتمة على الصعيد العسكري، كان آخرها السبت استهداف اسرائيل بغارة جوية قائد استخبارات “فيلق القدس” في الحرس الثوري الايراني محمد كاظمي “الحاج صادق” ونائبه غلام “محرم” وعدد من المسؤولين الآخرين في منطقة المزة في قلب العاصمة السورية دمشق، في حين ذكرت “واشنطن بوست” ان القيادي الايراني الحاج صادق هو “العقل المدبر للهجمات التي استهدفت القوات الاميركية في المنطقة”.
وفيما يبدو سعي اسرائيلي لاستدراج ايران الى حلبة المواجهات العسكرية المباشرة، بالاضافة الى رسائلها النارية الى (ا ل ح ز ب)، وكان آخرها قصف طيرانها سيارة في بلدة البازورية في جنوب لبنان أدى الى مقتل محمد حدرج، القيادي اللبناني في “فرع فلسطين” في “فيلق القدس”، برز كلام عن ان زيارة الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين المقبلة الى لبنان ستكون “الزيارة التحذيرية الاخيرة” قبل انفلات الاوضاع.
وفي هذا الإطار، توجه موقع “أخباركم أخبارنا” الى النائب السابق مصطفى علوش لاستيضاحه عن كل تلك الأمور وعن مآلات الاوضاع في لبنان وفي المنطقة.
علوش رأى انه بالنسبة لما يقال عن زيارة تحذيرية أخيرة لهوكشتاين الى لبنان، فإنه “طالما ان اسرئيل من خلال تصرفاتها هي التي تسعى الى توسعة اطار الحرب، فإن كلام هوكشتاين يجب ان يوجه اليها”، معتبرا انه اذا اراد ان يوجه الموفد الاميركي كلامه الى الدولة اللبنانية “فإنها محتلة ومأخوذة ومسيطر عليها بالكامل من قبل (ا ل ح ز ب)، أما في حال وجه كلامه الى (ا ل ح ز ب) فهذا يعني انه يجب ان يتوجه كلامه الى ايران، لانها هي من تقود (ا ل ح ز ب) باعتراف قادتها”.
واذ اكد علوش على اعتبار اسرائيل “دولة معتدية ومجرمة”، سأل في المقابل: ماذا أضيف أنا إن أطلقت قذائف وصواريخ من الاراضي اللبنانية باتجاه الاراضي المحتلة غير جلب المزيد من الدمار الى لبنان؟”.
وقال: سيأتي هوكشتاين الى لبنان وسيوصل الرسالة الى الرئيس نبيه بري الذي سينقلها بدوره الى أمين عام (ا ل ح ز ب)، لكن السؤال ماذا تريد ايران من لبنان؟
وتابع: على ما يبدو حتى الآن بأن ايران تسعى لأن تكون جزءا من المفاوضات على الشرق الاوسط، وما تقوم به اليوم في لبنان وسوريا واربيل واليمن وباكستان عبارة عن محاولات استدراج عروض.
وعن عملية اغتيال القيادي الايراني ورفاقه في المزة في دمشق وعما اذا كانت ستلقى ردا ايرانيا قال: حدثت عمليات اغتيال في الآونة الاخيرة لقيادات ايرانية واخرى في محور الممانعة منهم صالح العاروري ولم يتغير شيء. إيران تعتبر هؤلاء أفرادا في حربها وهم اغتيلوا على اراض اجنبية وليست ايرانية، وبالتالي فإن ايران تضع حساباتها وتعرف ما هي خياراتها، والمهم بالنسبة اليها ليس الدخول في حرب، بل الجلوس على طاولة المفاوضات. فإذا دخلت طهران الحرب فهذا يعني ان رغبة اسرائيل قد تحققت بأن تقوم بما تريده في غزة وبالتالي تجاوز كل الخطوط الحمراء”.
وخلص الى ان ايران، حتى هذه اللحظة، تريد ان تحارب بعيدا عن اراضيها من خلال اذرعتها في اليمن والعراق ولبنان ولا تريد ان تكون جزءا من الحرب القائمة.
وردا على سؤال عما اذا شهدت شعبية “حماس” تراجعا بين أبناء غزة بعد عملية 7 تشرين وما تلاها من عدوان اسرائيلي على القطاع، قال علوش: هناك علامات استفهام كبيرة حول نسبة تأييد الغزيين لحماس في السابق، اذ لا يمكننا اعتبار الانتخابات التي حصلت او استطلاعات الرأي التي اجريت بأن نتائجها ديموقراطية في ظل الظروف القائمة. لكن ما من شك من ان حماس تتمتع بغطاء، اذ ان هناك 30 الف مقاتل ينتمون الى الحركة هم من ابناء غزة ويمثلون ما يمثلون مع عائلاتهم. في المقابل هناك مليون ونصف المليون غزاوي نزحوا عن منازلهم بالاضافة الى عشرات آلاف الشهداء والجرحى والمعوقين والمفقودين. اضاف: موضوع شعبية حماس في غزة لن يتظهر الا ما بعد انتهاء الحرب هناك.
وعن الملف الرئاسي، اعتبر علوش أنه “لايزال موجودا في الثلاجة بانتظار ان تتغير موازين القوى الاقليمية التي تنعكس بدورها موازين قوى على الساحة اللبنانية. ففي غياب تسويات اقليمية وانقلاب في تلك الموازين نحن سنبقى في المكان نفسه”.
وختم: الافق الوحيد الذي يلوح في الافق هو من خلال اعادة رسم خرائط جديدة في المنطقة من ضمنها لبنان.