يواجه حزب الله اليوم أزمة هويّة حقيقيّة، فأفعاله مرفوضة من أغلب الشعب اللبناني، الذي بات ينظر إليه كأداة بيد إيران، غير مبالٍ بما يجري في لبنان أو بأحوال الناس. يسعى الحزب، بطريقة تثير الجدل، إلى دعوة اللبنانيين ليكونوا وطنيّين، محاولاً أن يصوّر نفسه كمرشّح أعلى للدولة، رغم أنّ تصرّفاته تشير بوضوح إلى أنّ أولويّاته تتمحور حول مصالح إيران بالدرجة الأولى، تليها مصالح بيئته الخاصة ودوره، دون اعتبار يذكر لتداعيات ذلك على الشعب اللبناني.
يكشف هذا النهج مرحلة اليأس غير المسبوق في تاريخ الحزب، حيث يبدو أنه يلجأ إلى مزايدات وطنيّة في محاولة لإقناع اللبنانيين بأنه يمتلك الفهم الأعمق لمصالحهم، أكثر منهم أنفسهم. هذا النهج يعدّ دلالة على الإفلاس السياسي والأخلاقي الذي بلغه الحزب، وهو يسلِّط الضوء على تناقض عميق بين مزاعم الانتماء الوطني التي يحاول أن يصوّرها لللّبنانيين وولائه الفعلي للخارج المحرّك الرئيسي لسياساته.
حزب الله اليوم أمام تحدٍ كبير، إذ يواجه مطالب متزايدة بإعادة تقييم موقفه وأولويّاته، في ظلّ تزايد الوعي بين اللبنانيين بأهمية السيادة الوطنية والمصلحة العامة. يرفض معظم اللبنانيين اليوم أن يعيشوا كمواطنين درجة ثانية كما يريد لهم الحزب.