![](https://akhbarkum-akhbarna.com/wp-content/uploads/2024/01/PHOTO-2024-01-16-13-40-51-600x500.jpg)
أخباركم – أخبارنا
كتبت فاطمة حوحو:
يوآف غالانت، وزير الدفاع الحالي في حكومة بنيامين نتنياهو، يشهد له بأنه مجرم حرب من الطراز الرفيع، ليس فقط لأنه يقود معركة “السيوف الحديدة” رداً على عملية طوفان الأقصى التي قادتها “حماس” في 7 أكتوبر، بل لأنه تجاوز كل الحدود في إعلانه الذي أثار ضجة عالمية: “لقد أمرت بفرض حصارٍ تام على قطاع غزّة. لن يكون هناك لا كهرباء، ولا طعام، ولا وقود، كل شيء مغلق، نحن في معركة ضد حيوانات بشرية ونتصرّف وفقاً لذلك”.
هكذا برر إنتهاك جيش الدفاع الإسرائيلي بشكل صريح للقانون الدولي، وارتكابه جريمة حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، كونه يجرد شعباً بأكمله من صفته البشرية.
حرب الإبادة التي يخوضها ضد سكان قطاع غزة ويهدد لبنان بمثيلها كل يوم متوعداً بتدميره، كان أيضاً بحسب ما تردد على رأس العصابة الصهيونية التي اغتالت في تونس القائد خليل الوزير “أبو جهاد” مهندس إنتفاضة الحجارة عام ١٩٨٧، التي نقلت المواجهات إلى داخل الاراضي المحتلة في القدس والضفة والقطاع والوقوف ضد الإستيطان.
على الرغم من خلافه مع نتنياهو الذي أعلن إقالته ثم عاد عن قراره، بعد خلاف بينهما على خلفية معارضة غالانت للتعديلات القضائية، ويبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لاحقاً لم يتخلَّ عنه فأبقاه في منصبه “من أجل سلامة مواطني إسرائيل” على حد تعبيره. وقد توعد غالانت منذ انطلاقة حرب غزة بتصفية “حماس” ومحوها عن وجه الكرة الأرضية.
يوآف غالانت من مواليد 8 تشرين الثاني/نوفمبر 1958 في يافا، حاصل على بكالوريوس في المالية وإدارة الأعمال وهو خريج جامعة هارفارد AMP. يعيش في بلدة عميكام في شمال إسرائيل، مع زوجته كلودين وأطفالهما الثلاثة. عائلته من المهاجرين اليهود البولنديين. والدته ممرضة تمّ ترحيلها عندما كانت طفلة مع لاجئين آخرين عام 1947 من قبل البريطانيين إلى هامبورغ في ألمانيا ثم وصلت إلى فلسطين عام 1948. والده مايكل، من مواليد الاتحاد السوفياتي السابق، هاجر إلى فلسطين عام 1948، وخدم في لواء غيفاتي أثناء حرب عام 1948.
يعمل في خدمة دولة إسرائيل منذ أكثر من 40 عاماً، تنقل في مناصب مختلفة. جنرال سابق في قوات الدفاع الإسرائيلية، وموظف حكومي مخضرم ورجل أعمال. إنتخب نائباً عام 2015 عن ح ز ب الليكود، وشغل مناصب وزارية عديدة في التعليم والبناء والإسكان والهجرة والاستيعاب، وأخيراً الدفاع.
تجنّد في الجيش الإسرائيلي عام 1977 في القوات البحرية، ووصل إلى منصب قائد الوحدة في عام 1994. وفي أواخر التسعينيات، التحق بالقوات البرية، وترقى في النهاية إلى رتبة لواء بينما كان يشغل منصب السكرتير العسكري لرئيس الوزراء، ثم قائداً لقطاع القيادة العسكرية الجنوبية في إسرائيل.
لاحقاً، عمل في القطاع الخاص بإدارة شركة للتنقيب عن النفط والغاز الطبيعي. كما شغل منصب عضو مجلس إدارة في مؤسسة “IMPACT” و”هشومير حشداش”، وكذلك رئيس منظمة “أصدقاء المحاربين القدامى المعوقين”.
في العام 2005، أشرف على الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة بعدما اتخذ أرييل شارون قرار الانسحاب. وقاد الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة في الفترة من كانون الأول/ ديسمبر 2008 إلى كانون الثاني/ يناير 2009، والذي أودى بحياة أكثر من 1400 فلسطيني، وإتهم في تقرير للأمم المتحدة الجيش الإسرائيلي بارتكابه جرائم حرب خلال هذا الهجوم.
وكانت “حماس” قد قامت بعملية في 25 حزيران/يونيو 2006 أدت إلى مقتل جنديين من جيش الدفاع الإسرائيلي وأسر جندي ثالث، وهو جلعاد شاليط. ثم أطلق الجيش الإسرائيلي عملية “أمطار الصيف”، التي أدت إلى الحد من إطلاق حماس للصواريخ لبعض الوقت، لكنها فشلت في تحرير شاليط. وخلال فترة ولايته أيضاً، نفذ الجيش الاسرائيلي عملية “الرصاص المصبوب” مستهدفاً “حماس” في غزة وفشل مرة أخرى في العثور على شاليط، الذي جرى تبادله في عام 2011 مع 1027 فلسطينياً مسجوناً في إسرائيل. وقد تولى غالانت قيادة العملية في غزة ونال الثناء، وساعده ذلك في السباق إلى رئاسة الأركان. ومع ذلك، إتهم غالانت والجيش الإسرائيلي بتطبيق سياسة الأرض المحروقة نتيجة التدمير الواسع النطاق للبنى التحتية المدنية في حرب غزة 2008-2009، حيث خلص تقرير غولدستون إلى أن الاستراتيجية الإسرائيلية مصمّمة على معاقبة المدنيين وإذلالهم وإرهابهم.
في العام 2011، تمّ اختيار غالانت لخلافة غابي أشكنازي رئيساً للأركان العامة من قبل وزير الدفاع إيهود باراك. على الرغم من موافقة الحكومة على تعيينه، إلا أنه جرى إلغاء الأمر بسبب مزاعم بناء طريق غير مصرح به للوصول إلى منزله، وزرع بستان زيتون على أرض عامة خارج حدود ممتلكاته.
منذ حرب غزة لا يكاد يمضي يوم الا ويطلق غالانت تهديداته ضد لبنان إضافة الى غزة. وهو يتهجم ويتوعد لبنان متهماً “ح ز ب الله” بأنه “يجر لبنان إلى حرب قد تندلع، وهو يرتكب أخطاء وسيدفع الثمن مواطنو لبنان”.
ويؤكد “أن ما يمكن القيام به في غزة يمكن أيضاً القيام به في بيروت”، مشيراً إلى أنّ “عدوانية ح ز ب الله لم تعد مجرد استفزاز”.
وقد تصاعدت لهجته التصعيدية، مؤكداً أن الجيش الإسرائيلي “سيتحرّك في الشمال عند الحدود مع لبنان”. وقد حذر الأمين العام لـ “ا ل ح ز ب” حسن نصرالله من ارتكاب خطأ رئيس حركة “حماس” في غزة يحيى السنوار، إذ اعتبر أن العواقب ستكون وخيمة على لبنان”. وهدد بتحويل بيروت إلى غزة أخرى.
كما أنه منذ أيام، في وقت اعلن فيه عن نجاح المحادثات في التوصل إلى اتفاق هدنة خلال شهر رمضان، صعّد غالانت مواقفه بالقول: “إننا سنكثف إطلاق النار في الشمال، حتى لو أبرمت هدنة في غزة إلى أن يستسلم ا ل ح ز ب”. واعتبر أن “إمكانية التوصل إلى حل سياسي ضيئلة، وستأتي المرحلة التي سينفد فيها صبرنا على الجبهة الشمالية”.
وكان قد اكد خلال بدء الهجوم على غزة إنه “لا يُمكن إنهاء هذه الحرب بفارقِ نُقاط، بل بضربةٍ قاضيةٍ فقط”.
ولإثارة حماسة الجيش الإسرائيلي، روّج بأن “حماس” في أزمة كبيرة ولا تملك ما يكفي من السلاح أو الرجال وفقدت السيطرة في غزة، رافضاً إعطاءها فرصة لتحقيق ما فشلت به منذ بداية الحرب، ومؤكداً أن حماس لن تحكم غزة في مرحلة ما بعد الحرب.
ولفت في تصريحات له الى أن “حماس ظنّت أن ح ز ب الله سيساعدها، وأن جيش الدفاع سيخشى الخسائر وهو ما لم يتحقق”.
وفي حين كان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن يحذره من العمليات العسكرية في لبنان وتجنّب الخطوات التي قد تؤدي إلى حرب شاملة، هدّد بـ”مهاجمة بيروت”، وقال: “طائرات سلاح الجوّ التي تُحلّق الآن في سماء لبنان تحمل قنابل ثقيلة لأهداف بعيدة”، معلناً “يُمكننا الهجوم حتى عُمق 50 كلم في بيروت وأيّ مكان آخر”. وقال: “إذا اندلعت الحرب مع لبنان، فإن الوضع في حيفا لن يكون جيداً أما في بيروت فسيكون مدمّراً، وستأتي مرحلة سيتوجب فيها فرض السلام على الحدود الشمالية بالقوة”.