![](https://akhbarkum-akhbarna.com/wp-content/uploads/2023/09/QGZTCWSZAR-800x500.jpg)
كتب ابراهيم بيرم لأخباركم – أخبارنا: تجد ” الجماعة الاسلامية ” نفسها تنزلق ساعة بعد ساعة الى دائرة المواجهة المفتوحة والمكلفة مع الاسرائيليين على طول الحدود الجنوبية ، لتخسر على مدى الاشهر التي انقضت على انطلاق عملية “طوفان الاقصى ” ما يقرب من عشرين من عناصرها ، كان اخرهم الشبان السبعة الذين قضوا دفعة واحدة من جراء قصف اسرائيلي متعمد لمقر الاسعاف والدفاع المدني العائد للمؤسسة الصحية والرعائية التابعة للجماعة في بلدة الهبارية في أعلى مترفعات منطقة العرقوب .
وقبلها قدر للجماعة ان تفقد ثلاثة من مقاتليها قضوا معا بقذيفة استهدفت مركبة كانوا يستقلونها على احدى طرق العرقوب وهم في طريقهم لتنفيذ امر عمليات في تلك المنطقة التي حافظت الجماعة على حضور نوعي ووازن في قراها وبلداتها الخمس ( شبعا وكفرشوبا والهبارية وكفر حمام وحلتا) .
المعلوم ايضا ان الجماعة اياها كانت خسرت خمسة من جسمها المقاوم ابان وجودهم برفقة القيادي في حركة ” حماس ” الشيخ صالح العاروري عندما استهدف طيران حربي اسرائيلي مقرا سريا كان اتخذه في مبنى يقع في ، ” احد شوارع الضاحية الجنوبية ، فكان ان سقط واياهم ومعهم خمسة اخرين من عناصر ” حماس ” وقياداتها .
في ذاك التاريخ ( مطلع السنة الجارية ) اتضح ان الجماعة قد انطلقت لتوها في مسيرة الالتزام بخطوط توجه عملاني قد صدر ويقضي بولوج باب المواجهات الدائرة مع الاحتلال الاسرائيلي والممتد من غزة الى الضفة الغربية المحتلة وصولا الى الحدود الجنوبية اللبنانية .
وعليه ثبت ان الوجه الاخر لهذا التوجه هو انه آن الاوان للانتقال من مرحلة الدعم السياسي والاعلامي للمقاومة الفلسطينية التي انتهت الى مرحلة الدعم في الميدان باي شكل من الاشكال والمضي قدما في هذا الخط الى ان يتوقف العدوان على غزة .
وبناء عليه ما لبثت الجماعة ان اعلنت بيانها الاول الذي كشفت فيه عن انخراطها في الميدان بعد اقل من ثلاث اسابيع على انطلاق المواجهات الحدودية بمبادرة من حزب الله ، وذلك عندما اعلنت ان احدى مجموعاتها قد نفذت عملية اطلاق صواريخ وقذائف باتجاه المواقع الاسرائيلية .
وعلى رغم انها لم تكشف في هذا البيان عن الموقع المستهدف الا انه ظهر ما يثبت ان بقعة العمليات الرئيسي لهذا التنظيم هو منطقة العرقوب نفسها بناء على اعتبارات عدة ابرزها ان الجماعة تمتلك في تربة هذه المنطقة جذور تنظيمية راسخة ولها فيها بيئة حاضنة ونواة تجربة مقاومة قديمة تحت مسمى ” المقاومة الاسلامية – قوات الفجر ” يعود انطلاقتها وفعلها المقاوم الى ايام الاحتلال الاسرائيلي الاوسع للجنوب منذ عام 1982 وصولا الى عام 1986 حيث كان لعناصر تلك المجموعة صولات وجولات مع الاحتلال وخصوصا في شوارع صيدا ومحيطها .
كان جليا ان الجماعة اخذت على عاتقها مهمة استعادة دور مقاوم اطلعت فيه لحقبة من الزمن ، لكنها ما لبثت ان غادرته تدريجياً على غرار ما فعلته احزاب اخرى علمانية التوجه لاسباب شتى تذرعت بها ، ولكن الجماعة تميزت عن تلك الاحزاب بانها تتحجج بذريعة انها اغصبت على ترك الميدان لتترك المهمة على عاتق جهة حصرية .
وعليه بدت الجماعة الاسلامية ( الفرع اللبناني للاخوان المسلمين ) وكانها اول الذين واكبوا حركة ” حماس التي تشارك الجماعة المنبت نفسه في الانعطافة والنقلة النوعية التي ادت الى عودتها الى افياء “محور المقاومة ” عبر قيادة جديدة حاسمة اتت على حساب قيادة سابقة اخذ عليها الافراط في السير في مقتضيات الربيع العربي .
وهكذا صار لزاما على الجماعة التي لم يمر زمن على استيلادها لقيادة جديدة ، ان تواجه على جبهتين الاولى داخل الجماعة التي لم تسلم شريحة منها بسهولة بامر التحولات المستجدة والثانية البيئة الحاضنة التي لم يكن بمقدورها ان تتقبل رؤية قوى 8 اذار وفي مقدمها حزب الله ووفودها تحج الى المقر المركزي للجماعة في محلة عائشة بكار – الملا .
وعليه وجد الجو المستاء والمتحسس من كل هذا التحول للجماعة ضالته المنشودة يوم ان كانت الجماعة تشيع شهيدا لها في بيروت سقط في الجنوب، وفي موكب التشييع ظهر بعض المسلحين الملثمين ، فشن نواب بيارتة وقوى حملة انتقاد شديدة للجماعة تحت عنوان استنكار هذا “العمل الاستفزازي” فما كان من قيادات الجماعة ان ردوا وهم موقنون بان المستهدف ليس الملثمون بقدر ما المستهدف الاساس قطع الطريق على اعادة البيئة السنية وخصوصا البيروتية منها الى زمن تولى وعبر.
و ما ان شعرت الجماعة بانها استوعبت مفاعيل تلك الحملة عليها حتى وجدت نفسها انها صارت وجها لوجه مع عدو لايسامح ولايغفر لاي قوة تشهر العداء في وجهه مهما كان نوع هذه العداوة وحجمها .
لذا وجدت الجماعة ان راسها صار مطلوب من اسرائيل وان قرار معاقبتها قد اتخذ على اعلى المستويات في تل ابيب .
وهكذا وقبل نحو ثلاث ايام على ضرب المقر في الهبارية قصفت مسيرة اسرائيلية سيارة كانت تمر في احد طرق البقاع الغربي فقضى عامل سوري كان يستقلها وتبين لاحقا ان المستهدف الاساس هو قيادي ميداني في الجماعة ورغم ان الرجل نجا باعجوبة فلقد تيقنت الجماعة انها وضعت كلها ضمن بنك الاهداف الاسرائيلي وانها صارت تعامل من الان فصاعدا معاملة الحزب وحركتي “حماس “و”الجهاد الاسلامي” وسواهم من قوى المقاومة .