![](https://akhbarkum-akhbarna.com/wp-content/uploads/2024/04/1710768850701202404020950165016-original.jpg)
كتبت عايدة الاحمدية: شكلت قضية قتل إسرائيل سبعة من عمال الإغاثة التابعين لمنظمة “وورلد سنترال كيتشن” الإنسانية في الأول من نيسان الجاري في قطاع غزة، اضافة جديدة الى ملف إسرائيل الإجرامي الذي يندى له الحبين. الجريمة التي لاقت استنكارًا وتنديدًا دوليًا واسعًا، نُفذتها اسرائيل بدم بارد ، في حين اكتفى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتعبير عن “أسفه” ووصف الحادثة بأنها “غير مقصودة”. علمًا أن “المطبخ المركزي العالمي”، الذي أعرب عن صدمته إزاء مقتل سبعة من أعضاء فريقه، قال إن “السبعة الذين قُتلوا كانوا يُسافرون في “منطقة لا يوجد بها صراع”وكانوا في سيارتين مصفحتين تحملان شعار المنظمة، إلى جانب سيارة عادية أخرى عندما استهدفتهم مسيرة اسرائيلية
. وطالبت منظمة “وورلد سنترال كيتشن ، بـ”تشكيل لجنة تحقيق مستقلة في مقتل عامليها مؤكدة أن “الجيش الإسرائيلي لا يمكنه التحقيق بمصداقية في إخفاقه هو نفسه في غزة”.
وجاء البيان بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي أنه “كان يستهدف مسلحا من حماس عندما قتل سبعة عاملين إنسانيين في قطاع غزة، وأقرّ بأنه اقترف سلسلة أخطاء فادحة وانتهاكات لقوانينه الخاصة”.و زعم المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أنّ “التّحقيق في ملابسات الحادث ، اظهر أنّ قوّات الجيش رصدت مسلّحًا واحدًا على متن إحدى شاحنات المساعدات، ثمّ فكّرت بوجود مسلّح آخر. وبعد مغادرة السّيّارات للمستودع الّذي تمّ إفراغ المساعدات فيه، أخطأ أحد القادة الاعتقاد بأنّ المسلّحين يتواجدون في السّيّارات المرافقة وبأنّهم من عناصر “حماس”. ولم تتعرّف القوّات على السّيّارات المذكورة باعتبارها تابعة لمنظّمة “WCK”.
ويأتي مقتل عمال الاغاثة الذين كانوا يحاولون توصيل الطعام إلى المدنيين الذين يتضورون جوعًا في غزة، ليؤكد مرة جديدة استمرار اسرائيل في خرقها لكل المواثيق الدولية وامعانها في ابادة الشعب الفلسطيني وقتله جوعا من خلال رسالة ترهيب وردع لمنظمات الإغاثة والمساعدات الأجنبية وخلق جو من الخوف والرهبة بين عمال الإغاثة، مما قد يُعيق عملهم ويؤثر على فعالية المنظمات الإنسانية، ويعرقل الجهود التي تبذل لفتح ممر بحري للمساعدات من قبرص للمساعدة في تخفيف الظروف البائسة في شمال غزة.
ولعل ما هدفت إليه إسرائيل قد تحقق جزء منه، إذ علقت منظمة “وورلد سنترال كيتشن” وجمعيات خيرية أخرى عمليات توصيل الغذاء للفلسطينيين المعرضين لخطر المجاعة.
وقالت قبرص، التي لعبت دورًا مهمًا في إقامة الممر البحري، إن السفن التي كانت قد وصلت يوم الاثنين في الاول من الشهر الحالي عادت إليها، وعلى متنها نحو 240 طن من المساعدات التي لم تسلم للفلسطينيين. لكنها قالت أيضًا إن تسليم المساعدات عن طريق البحر سيستمر.
الدعم الأميركي لاسرائيل لن يتأثر
على الرغم من أن قتل عمال الإغاثة كان يفترض أن يشكل نقطة تحول في مسار الدعم الدولي اللامحدود لإسرائيل، وخاصة الدعم الأميركي، إلا أنه يبدو أن ما تفعله إسرائيل يظل خارج نطاق المساءلة. فبعد أن أصدر الرئيس الأمريكي جو بايدن بيانًا أعرب فيه عن الإحباط والغضب إزاء مقتل 7 من عمال الإغاثة، كررت الإدارة الأمريكية دعمها للحرب الإسرائيلية ضد حماس مؤكجة ان دعمها لاسرائيل سيستمر
تنديد عربي ودولي
مقتل عاملي الإغاثة التابعين لمنظمة “وورلد سنترال كيتشن” الأميركية غير الحكومية اثار موجة من التنديد الدولي الا انه لم يرق الى الرد المطلوب على هكذا جريمة .
ولفت الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط الى أن عُمال الإغاثة السبعة قتلوا كمئات غيرهم من العاملين في مجال المساعدات الإنسانية، وكعشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، بدمٍ بارد، وبدون أدنى اعتبار لقوانين الحرب أو وازع من ضمير.وأكد المتحدث باسم ابو الغيط أن نحو مائتين من العاملين في مجال الإغاثة قُتلوا منذ بداية الحرب الوحشية على القطاع، منهم نحو 176 من الأونروا، وهي أعداد غير مسبوقة في أي نزاع في القرن الحادي والعشرين، وتمثل سابقة خطيرة تعود بنا إلى ما قبل اعتماد الأعراف والقوانين الدولية التي تُميز بين المدنيين والعسكريين في زمن النزاع المُسلح.
وأوضح المتحدث أن أبو الغيط دعا إلى تحقيق دولي محايد في هذه الواقعة، مُشككاً في مصداقية التحقيقات الإسرائيلية ومُذكراً بوقائع سابقة تمت خلالها التغطية على جرائم جيش الاحتلال، مثل جريمة استهداف الصحافية شيرين أبو عاقلة بالضفة الغربية المحتلة.وشدد على أن أحداثاً مأسوية مثل قتل عمال الإغاثة تُزيل أي شكوك لدى المجتمع الدولي بشأن الطريقة الهمجية التي تباشر بها إسرائيل عملياتها العسكرية في قطاع غزة.
وعبرت دول عربية عدة عن إدانتها الشديدة لما حدث، في حين حمّل بيان للخارجية الإماراتية “إسرائيل مسؤولية هذا التطور الخطير كاملة”، مطالبا “بتحقيق عاجل ومستقل وشفاف بشأن ما حدث، ومعاقبة المتسببين في هذه الجريمة النكراء التي تعتبر انتهاكا صارخا لقواعد القانون الدولي الإنساني”.
وأعرب العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني عبر منصة أكس عن “تعازيه الحارة” لخوسيه أندريس مؤسس منظمة “وورلد سنترال كيتشن” الأميركية الخيرية غير الحكومية اثر مقتل أعضاء من فريقه وقال “نقدر تضحياتكم وإنسانيتكم. يجب حماية المنظمات الإنسانية في غزة وتمكينها من إيصال المساعدات الحيوية للأشقاء في القطاع”.
.
من جهته أعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن الإحباط والغضب إزاء مقتل 7 من عمال الإغاثة، وحذرت الإدارة الأمريكية من أن إسرائيل لا تفعل ما يكفي لحماية المدنيين. كما طالب وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن السلطات الإسرائيلية بإجراء تحقيق “سريع ومحايد” لفهم ما حدث بالضبط.
وعبرت دول أخرى مثل أستراليا وإسبانيا والمملكة المتحدة وفرنسا والاتحاد الأوروبي عن إدانتها واستنكارها لهذا الحادث، وطالبت بتحقيق شامل وضمان محاسبة المسؤولين.
كما أعربت الصين عن “صدمتها” حيال الضربة الإسرائيلية، ودان ممثل منظمة أطباء بلا حدود هذه الضربة باعتبارها “رسالة” من الجيش الإسرائيلي تهدف إلى منع العاملين في المجال الإنساني من التدخل
ضحايا “وورلد سنترال كيتشن”
يذكر ان السبعة أفراد العاملون لصالح منظمة “وورلد سنترال كيتشن” الذين كانوا ضحايا الهمجية الاسرائيلية هم:
سيف الدين عصام عياد أبو طه (فلسطيني، 25 عامًا)
اللزاومي “زومي” فرانكوم (أسترالية، 43 عامًا)، كانت قد انضمت للمنظمة بعد مسيرة مهنية سابقة في بنك الكومنولث. شاركت في أنشطة إغاثية خلال الفيضانات في باكستان وبنغلاديش في عام 2022 وفي هايتي. عُرفت بتراحمها وشجاعتها وحبها.
داميان سوبول (بولندي، 35 عامًا)، موظف إغاثة يقيم في بريزميسل بجنوب شرق بولندا. ظهر في مقاطع فيديو قبل وفاته وهو يشرح تفاصيل المساعدات الموجهة إلى غزة.
جون تشابمان (57 عامًا)، جيمس كيربي (47 عامًا)، وجيمس هندرسون (33 عامًا) – من البريطانيين، كانوا أفراد أمن خاصين متعاقدين مع المنظمة.
جاكوب فليكنجر (33 عامًا)، ذو الجنسيتين الأمريكية والكندية.
جميع هؤلاء الأفراد كانوا يعملون على تقديم المساعدات الإنسانية في مناطق مختلفة حول العالم. وتم نقل جثامينهم الستة الاجانب عبر معبر رفح بعد الحادث المأساوي بينما دفن سيف الدين عصام عياد أبو طه في رفح وشارك في مأتمه مئات الفلسطينيين.
تأتي هذه الحادثة في سياق استمرار المعاناة الفلسطينية على مرأى العالم. ولكن رغم هذا الفقد الأليم لاشخاص ساهموا بتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني ، فإن تضحيات هؤلاء الأفراد وجهودهم الإنسانية النبيلة لن تنسى.