![](https://akhbarkum-akhbarna.com/wp-content/uploads/2023/10/517106-1427091830-800x500.jpg)
كتب حنا صالح في صبيحة اليوم ال1703 على بدء ثورة الكرامة
التطورات الميدانية الناجمة عن إيغال العدو الإسرائيلي في جرائمه ضد لبنان تقدمت ما عداها. وإتسع تبادل القصف الصاروخي عبر الحدود الجنوبية فأحدث حرائق في المستوطنات الإسرائيلية المهجورة، لكنه إرتد خسائر مضاعفة على لبنان. واليوم رد حزب الله بعنف على عملية جويا الخطيرة، فأمطر الشمال الإسرائيلي بنحو 100 صاروخ، وبلغ القصف صفد وطبريا في إستهداف مواقع عسكرية، وردت إسرائيل بقصف مدمر ممنهج لتحويل جنوب الليطاني إلى غزة رقم 2!
لكن الجديد والخطير تمثل في الغارة على بلدة جويا في قضاء صور ليل أمس، ونجم عنها مقتل 4 من القادة الميدانيين في ميليشيا حزب الله. بين الأربعة طالب عبدالله أعلى مسؤول ميداني للحزب يقتل منذ بدء حرب “مشاغلة” العدو. قيل أنه يقود “وحدة النصر” المسؤولة عن المنطقة الوسطى الغربية، أي من الشريط الحدودي حتى نهر الليطاني، وقد يكون الحج أبوطالب( لقبه) أعلى مسؤولية عسكرية في الحزب من وسام الطويل القائد في قوة “الرضوان”، الذي قتل في شهر كانون الثاني في عبوة إستهدفت سيارته. هنا نذكر أنه عندما كشف حسن نصرالله عام 2013 عن مشاركة ميليشيا حزبه في حرب البوسنة، ليوجه رسالة بأن حزبه الذي يقاتل السوريين ضمن “فيلق القدس” ليس ضد السنة، عُلم من ذلك التاريخ، أن طالب عبدالله كان بين مسؤولين في ميليشيا حزب الله التي قاتلت في البوسنة كجزء من قوات الحرس الثوري الإيراني.
القادة الذين إغتالتهم إسرائيل مع أبو طالب هم علي سليم صوفان ومحمد حسين صبرا وحسين قاسم حميّد، وهذه العملية تحمل دلالات خطيرة عن حجم الإختراق الأمني والإستخباراتي الإسرائيلي للبنان. وهنا لافت أن عملية جويا حدثت بعد أقل من 24 ساعة على إستهداف إسرائيل لرتل شاحنات قرب مدينة الهرمل (على بعد نحو 150 كلم من الحدود) كانت تنقل من سوريا الأسلحة والذخائر وقد تفجرت وإشتعلت بفعل القصف ونعى حزب الله 3 عناصر سقطوا فيها.
التصعيد الكبير جنوباً تزامن مع تتالي التحذيرات الخارجية من خطر إقدام العدو على توسيع العمليات ضد لبنان أكثر فأكثر.. رغم ذلك تقول الوقائع أن الطبقة السياسية شريكة حزب الله في نظام المحاصصة الطائفي الغنائمي، أدارت ظهرها للسيادة والإستقلال وأخذ لبنان إلى حربٍ مفروضة لا ناقة له بها ولا جمل، غير عابئة بحجم الدمار والتهجير الواسع، وسقوط نحو 600 ضحية بين لبنانيين ومقيمين، من بينهم قرابة 400 من عناصر حزب الله وكادراته الميدانية!
2- هموم مافيا التسلط على البلد في مكان آخر، بدليل مشاريع قوانين ثلاثة مطروحة على المجلس النيابي تلتقي على هدف واحد ألا وهو وضع اليد على أصول الدولة، وحماية مصارف مفلسة، وكارتل مصرفي سياسي ناهب فاجر، وتحميل الدولة المسؤولية عن جرائم مالية لها أب وأم وليست بفعل فاعلٍ مجهول! هنا ينبغي القتال من أجل حماية أصول الدولة لأنها تعود إلى كل الشعب اللبناني.
لا أولوية تفوق مواجهة البرلمان الذي لا هاجس لأكثرية أعضائه سوى حماية البنكرجية، ما يحتم إستخدام كل الوسائل المتاحة ديموقراطياً لتحميل هذا الكارتل الخطير مسؤوليته. والأمر هنا يتطلب الضغط لبدء تحقيق قضائي حقيقي بما توصل إليه “التدقيق الجنائي” وبما توصلت إليه تحقيقات “كرول”. رقم 8 مليار دولار من الرشى مرت عبر “أوبتيموم” ألا تستحق أوسع حملة لكشف الناهبين المستفيدين، والمضي خطوة مهمة على طريق حماية جني أعمار الناس؟
وأيضاً ما من أولوية تفوق الإصرار على القضاء للمضي في القضايا المرفوعة على رياض سلامة الفار من وجه العدالة منظم المنهبة الخطيرة والمتهم بإرتكاب أخطر جرائم غسل الأموال والرشوة والتهرب الضريبي وغيرها.
وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن