كتب ابراهيم بيرم: على الرغم من حسم رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في الساعات القليلة الماضية، تأييده ترشيح الوزير جهاد ازعور للرئاسة الاولى، متقاطعاً مع حزب القوات اللبنانية وحزب الكتائب وقسم من التغيريين والمستقلين في مجلس النواب، مما يوحي بأن أمر تبني ترشيحه قد بات محسوماً، فان رئيس مجلس النواب نبيه بري يمضي قدماً في رحلة تشكيكه بهذا الأمر وتحديه لـ “المعارضين”، اذ قال في تصريح له اليوم: فلتصدر المعارضة موقفاً واضحاً من مرشحها، وعندها اتصرّف في ضوء ذلك الموقف”.
في الساعات الـ 36 الماضية بدأ خصوم الثنائي الشيعي والمعارضون لمرشحه للرئاسة الاولى، اكثر اصراراً على تسويق اعتقاد فحواه ان تقاطع الجهات المسيحية الثلاث مع بعض التغييريين والمستقلين على ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور لسدة الرئاسة الاولى الشاغرة منذ نحو سبعة اشهر، قد اصاب من هذا الثنائي مقتلاً، اذ اربك حساباته وجعله يكبح جماح اندفاعته لتبني ترشيح سليمان فرنجية، ويخطو خطوات اولى في اتجاه البحث عن صيغة تمزج بين اقراره بالهزيمة من جهة والتفتيش عن سلم ينزل فيه عن شجرة اصراره، وتحفظ له بعض ماء وجهه من جهة اخرى.
واستتباعاً باتت مروحة خصوم الثنائي تتصرف وكأنها اوقعت الخصم في المصيدة التي نصبتها، فلا هو قادر بعد اذ اوشكت شروط مضيّه في معركة ترشيح فرنجية على الانطواء ولم يعد امامه الا الانكفاء الى مربع خيار آخر وكلاهما من علامات الافول والتراجع لهذا الثنائي.
لكن لعين التينة قرءاة مضادة تنطلق من مقولة ان “ثمة من يستعجل اعلان فوز خياراته ويتصرف من منطلق ان الامور صارت تحت سيطرته تماماً، وان موعد رفع شارة النصر النهائية لم يعد الا مسألة وقت”.
بيد ان هذا المتعجل، وفق المصادر عينها، انما يمارس عملية بلف للرأي العام لأنه يعلم علم اليقين ان واقع الحال هو خلاف كل ما يروج له ويسوّق، لأن الامور ما انفكت في مربعها الاول المعروف. فلا الثنائي ومن والاه في السياسة، قد انتقل الى مرحلة الاقتناع بأن طريق مرشحه الى قصر الرئاسة الاولى قد صار مسدوداً، ولا مرشح الاطراف الاخرى صار على عتبة القصر اياه ليلجه ولو بعد حين.
وتتابع تلك المصادر، صحيح ان الاطراف التي وضعت نفسها في طرف الخصم لنا ستتمكن بين ساعة او اخرى ان تتقاطع مصالحها على اسم مرشح واحد تنزل به الى ساحة النجمة فترد على التحدي، لكن ذلك لا يعني اطلاقاً انها قادرة على ان تجعل من هذا التقاطع معبراً لضمان ايصال هذا المرشح.
وبمعنى آخر تستطرد تلك المصادر، ان ما جرى خلال الساعات الماضية نقرأه على انه “حركة اعتراضية محلية” هدفها الاقصى اشهار الاعتراض على اتفاق يعلمون انه مبرم سابقاً وهو الذي انتجته “اللجنة الخماسية”. لذا، فان ما حصل هو خط اعتراض أخير يراد منه محاولة اعاقة انفاذ هذا الاتفاق والانقلاب عليه، عسى يقيّض لجعجع بالدرجة الاولى ان يكرر تجربة الانقلاب الشهير الذي قاده على الاتفاق الثلاثي الشهير الذي ابرم في منتصف عقد الثمانينات من القرن الماضي، ونجح (جعجع) في حينها وبدعم من جهات محلية في الانقلاب على هذا الاتفاق، ولكن الامر كان لبعض الوقت لأن ما كتب حينها قد كتب.
وتتهم المصادر اياها الرئيس فؤاد السنيورة كشريك في التحضير للانقلاب الجديد وتأمين التغطية السنية له، اذ ان الاسم المقترح (ازعور) للرئاسة هو من صنع السنيورة، وهو من اتى به الى وزارة المال في حكومته الاولى في عام 2006 وهو الذي يردد في كل زيارته الاخيرة “ان ازعور هو موضع ثقتي”. فضلاً عن ان “مشروع الانقلاب الجديد” له متتماته ومن ابرزها الوعد بتكليف الوزيرة السابقة ريا الحسن برئاسة اول حكومة تؤلف في العهد المنتظر.