كتبت عايدة الاحمدية: على الرغم من القلق الذي يعيشه اللبنانيون بسبب انزلاق بلدهم نحو حرب مدمرة ووسط الألم الذي يملأ قلوبهم بسبب الآلاف من الضحايا الذين يسقطون في غزة بفعل همجية العدوان الإسرائيلي، يصر الشعب اللبناني على نقل رسالة أمل وعدم الاستسلام من خلال الاستمرار في تنظيم الأنشطة الثقافية والسياحية. وفي هذا السياق، نظمت بلدية عالية بالتعاون مع جمعية Association avec Expat، جولة إعلامية في أنحاء مدينة عالية بمناسبة إطلاق “سياحة الشتاء”.
تُعتبر مدينة عالية مقصدًا للسياح العرب الذين غادروا لبنان مؤخرًا بسبب التحذيرات من احتمالية حدوث حرب، وقررت مدينة عالية أن تقاوم اليأس والاستسلام من خلال إطلاق سياحتها الشتوية وفي الوقت نفسه، استعدادًا لاستقبال النازحين في حال تصاعدت الحرب.
موقع “أخباركم اخبارنا” شارك في الجولة الإعلامية في بعض المواقع الحيوية.
المسافة من وسط بيروت إلى مدينة عالية لا تزيد عن 30 دقيقة، حيث تقع عالية على بعد نحو 15 كيلومترًا من العاصمة اللبنانية.
كانت المحطة الأولى في “بلاكيين عالية”، حيث تمتعنا بإطلالة جميلة على البحر وجبال لبنان معًا، وبالهواء العليل الذي يمكن التنفس به من هذا الارتفاع الرائع. تحدث رئيس بلدية عالية، جدي مراد، عن الجهد الكبير الذي بذلته البلدية للحفاظ على جاذبية عالية للسياح. وتحدث أيضًا عن إعادة بناء الفندق الشهير “طانيوس”، بالإضافة إلى كازينو “بيسين عاليه” الذي شهد العديد من الحفلات لأبرز نجوم الفن العربي.
في “سيمبوزيوم” عالية في منطقة رأس الجبل، وهو واحد من ثلاثة معارض مماثلة، تتواجد العديد من المنحوتات التي صُنعت من قبل فنانين لبنانيين وعرب وأجانب. تحكي هذه المنحوتات الجميلة قصصًا عديدة وتندمج بشكل رائع مع الطبيعة الخلّابة.
على مقربة منه، تحديدًا على تلة “الثلاث ثمانيات” التي ترتبط بذاكرة الحروب والصراعات خلال الحرب الأهلية، توجد منحوتات أخرى تعكس رسالة قوية عن استمرارية لبنان كوطن للثقافة والفن والجمال بغض النظر عن تحديات الصراعات.
بعد فترة قصيرة من الراحة، اكتملت الجولة بزيارة السوق العتيق الذي تم ترميمه وتجديده بعناية بواسطة رئيس بلدية عالية، مع الحفاظ على هويته التراثية. في هذا السوق، يمكن العثور على منتجات تراثية وقروية، إلى جانب المدافئ الشتوية والأفران التي تم تصنيعها في عالية.
أضاف الى بهجة التجول في السوق العتيق حضور ملك وملكة جمال أطفال عالية
وللطفولة اهتمام خاص من قبل رئيس بلدية عالية وجدي مراد الذي كان له دور داعم للمدارس ودور الحضانة التي تعتمد اعلى المعايير التربوية والصحية
وفي الاطار الصحي والاجتماعي كان للفريق الاعلامي زيارة الى” جمعية المرأة الدرزية” التي تقدم العديد من الخدمات الصحية والاجتماعية لكل قاصديها
اختتمت الرحلة في “نادي عالية للفروسية”، والذي يقدم تجربة فريدة تأخذك إلى عالم آخر بعيدًا عن الضجيج والضغوط الحياة. يُمكنك هنا الاستمتاع بأنشطة مثل ركوب الخيل وتعلم أصولها من مدربين مختصين. يوفر المكان أيضًا معدات ومسارات مجهزة بمعدات وحبال ذات مواصفات معترف بها عالميا لممارسة هذه الهواية”
عالية، تمثل نموذجًا يلهم الأمل والإصرار وستبقى تتحدى التوترات والصراعات القائمة ككثير من المدن والقرى اللبنانية التي يبقى رهان اهلها على عودة الاستقرار الاقتصادي والمالي وزوال شبح الحرب