كتب ميشال ن. أبو نجم: انفجرت سلسلة ردود من نواب “التيار الوطني الحر” وقياداته، رداً على البيان العنيف والهجومي الذي أصدره رئيس “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع على “إكس”، وصب فيه جام غضبه على رئيس “التيار” الوزير جبران باسيل. ويأتي هذا التصريح لجعجع الذي اعتبر فيه أن باسيل هو “عار على لبنان والمسيحيين” بسبب موقفه من التمديد لقائد الجيش وعمله على تعيين قائد جديد، بعد اتجاه رياح المؤسسة العسكرية من التمديد إلى تعيين قائد جديد. ذلك أن هذا الغضب المفاجئ هو تعبير عن تخوف من نجاح باسيل و”التيار” في تبديل سير الأشرعة نحو التعيين، أو أقله عدم التمديد للعماد جوزيف عون. وفي هذا السياق، تتجه قيادة “التيار” إلى تصعيد الرد على جعجع وشموليتها عبر النواب والكوادر، والتذكير بما تعتبره انقلاباته على الدستور ومواقفه التي تغطي “عدم شرعية” حكومة تصريف الأعمال بقيادة الرئيس نجيب ميقاتي، فضلاً عن الإشارة إلى مواقف سابقة لجعجع و”القوات” ضد المؤسسة العسكرية و”التحريض” ضد تسليحها في الولايات المتحدة. وقد كان لافتاً جداً هذا السجال بين الفريقين المسيحيين الأبرز، بعد فترة من الهدوء وأيضاً التقاطع الناجح على جهاد أزعور في مواجهة ترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، والذي رفع من الأمل بتعزيز المساحات المشتركة ولو القليلة، تجاه الإستحقاقات الكبرى والتي تعني المسيحيين بالدرجة الأولى، في النظام اللبناني.
وتكمن غرابة موقف جعجع في أن التعيين لقائد جديد لم يُحسم بعد، لكن الإشارات إلى انقلاب في مشهد القيادة العسكرية من التمديد للعماد عون إلى التعيين، برزت قوة في نهار اليوم الجمعة، مع سيل من المواقف خاصة لقريبين من فريق حزب الله. وهذا ربما ما يفسّر غضب جعجع في بيانه الشديد اللهجة، الذي ركّز فيه على باسيل في شكلٍ خاص، وأعاد إلى الذاكرة الحملات الإعلامية العنيفة بين الطرفين المسيحيين.
وفي هذا السياق، يعتبر مراقبون أن الخطأ الأساس يكمن ليس في محاولة التمديد فحسب مع ما يعنيه أيضاً من سلبية تجاه المؤسسة العسكرية الأكثر تعبيراً عن الوطنية اللبنانية، بل أيضاً في هذا الإستشراس غير المسبوق من قبل مجموعة واسعة من الطامحين للمراكز والأدوار، والذين أضروا بصورة العماد جوزف عون، أكثر مما قدموا إليه من إيجابيات، بحسب أولئك المراقبين لأدوار قيادة الجيش اللبناني عبر تاريخ الوطن الحديث.