كتبت ناديا شريم : خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية بدا موضوع تأجيل التسريح لقائد الجيش ضبابي إلى حد كبير، وانقسم المعنيون بين من يريد أن يقر مجلس النواب مشروع قانون لتأجيل تسريح القائد وبين أن يحصل ذلك بمرسوم داخل مجلس الوزراء ، أما الرافضين لتأجيل التسريح فطرحوا تعيين قائد جديد أو تعيين رئيس أركان جديد يتولى مهام القيادة.
أمام هذا الواقع ماذا جرى ويجري في الكواليس خصوصا وأن الساعات القادمة ستكون حاسمة ولا مجال فيها للترف؟
في محاولة هادئة للجواب على هذا السؤال وبعد استعراض كل الوقائع سأل وزير دفاع سابق مقرب من عين التينة “ماذا لو مر تأجيل تسريح قائد الجيش في الحكومة وتعطل الطعن في مجلس شورى الدولة، هذا يعني أن العماد جوزيف عون سيبقى على رأس المؤسسة العسكرية لمدة سنة على الاقل دون تسجيل أي انتصار للدكتور سمير جعجع أو لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ودون تعريض القائد والمؤسسة العسكرية لاي هزة عملية ” وهو ما تطلبه الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا.
اضاف وزير الدفاع السابق الذي يعرف جيدا كيف يفكر الرئيس بري، صحيح أن الثنائي هو الحاكم الفعلى في هذه المرحلة لكن الصحيح أيضا أنه لا يستطيع أن يتجاهل موقف الاكثرية المسيحية وتحديدا موقف البطريرك الراعي الذي سلفه موقفا داعما لصموده في الجنوب منذ ايام، وعليه يشير الوزير السابق عن معلومات وصلت إليه من كواليس الرئيس بري ان موضوع التمديد لقائد الجيش كان موضوع مباحثات مكثفة جدا بين عين التينة وحارة حريك وأن اتفاقا حصل بين الفريقين يعمل نائب رئيس مجلس النواب على تنفيذه وهو مؤلف من ثلاث نقاط:
١-ان لا يسمح بتأجيل التسريح لقائد الجيش في المجلس النيابي وذلك كي لا يعطي رئيس مجلس النواب نبيه بري ورقة رابحة للقوات اللبنانية.
٢-ان يؤجل تسريح قائد الجيش العماد جوزيف عون بمرسوم يصدر عن حكومة تصريف الأعمال، ويكون سببا في إعطاء (ا ل ح ز ب )ورقة رابحة لرئيس تكتل “لبنان القوي”خصوصا وأن باسيل مصر على تقديم طعن لمجلس شورى الدولة وإبطال هذا التمديد.
٣-أن لا يقبل مجلس شورى الدولة الطعن فيبقى العماد عون قائدا للجيش.
ويختم الوزير السابق : بهذا المخرج يكون (ا ل ح ز ب ) ارضى حليفه جبران باسيل ، ويكون الثنائي وتحديدا الرئيس نبيه بري أرضى الغرب الذي مارس ضغوطات كبيرة عليه لإبقاء العماد جوزيف عون على رأس المؤسسة العسكرية.
