بعد كشف النقاب عن لقاء جمع رئيس “تيار المردة” الوزير السابق سليمان فرنجية بقائد الجيش العماد جوزيف عون في منزله باليرزة، تخلله مأدبة عشاء حضرها أيضا عقيلة فرنجية ونجله النائب طوني، طرح هذا اللقاء الذي جرى عشية الجلسة النيابية التي شهدت تمديدا لعون جملة أسئلة عن أهدافها ومضمونها وتوقيتها.
فالمحلّل والكاتب السياسي جوزيف أبو فاضل، كتب في منشور على حسابه عبر منصّة “إكس”: “لبّى رئيس تيار المردة الوزير سليمان فرنجية دعوة قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون الى طاولة العشاء في منزله في اليرزة، ليل الخميس الحالي 14/12/2023 بحضور عقيلة فرنجية السيدة ريما ونجله النائب طوني فرنجية وعقيلة العماد عون السيدة نعمت والعائلة؛ وكانت أجواء الألفة وحسن الضيافة والعلاقات الطيّبة “الطبق الرئيسي” الذي أثنى عليه الجميع بعيدا عن التشّنجات السياسية”.
وأضاف، “وأكد فرنجية أن القناعات والقضايا والأمور السياسيّة شيء، وأن العلاقات العائلية-الإجتماعية شيء آخر ولا يجب أن يؤثرا على بعضهما البعض”.
من جانبه كتب الصحافي داني حداد: “لعلّ هذا الواقع المستجدّ، بعد التمديد، هو الذي أنتج التواصل واللقاء بين فرنجيّة وقائد الجيش اللذين جمعهما، قبل أيّ أمرٍ آخر، خصومتهما لباسيل، كي لا نقول النكاية به.
ويرى مصدرٌ سياسي على صلة بفرنجيّة وعون أنّ اللقاء الذي جمعهما سيؤسّس لعلاقة مستقبليّة قد يكون لها انعكاسٌ مباشر على الاستحقاق الرئاسي. ويضيف: قد نصل، بعد فترة غير بعيدة، إلى تحالفٍ بين الرجلين، من دون أن يضعا القوات اللبنانيّة “في ظهرهما”، إلا أنّ هدفهما الأوّل سيكون باسيل.
ما يُقرأ بين سطور كلام المصدر هو أنّ فرنجيّة سينسحب في توقيتٍ ما لصالح عون. ويتلاقى مع ما تسمعه من المقرّبين من رئيس “المردة” عن أنّه لن يكون حجر عثرة أمام الاتفاق على انتخاب رئيس. كما مع مواقف برزت في اليومين الماضيين عن انفراجٍ رئاسيّ محتمل بعد أشهرٍ قليلة، ومنها موقف النائب ميشال ضاهر، الداعم لعون، والذي رأى “أنّ المعطَيات الأخيرة تشير الى أنّ ملفّ رئاسة الجمهوريّة قد وُضِع على نارٍ حامية على أمل أن نجري هذا الاستحقاق قبل نهاية الربيع المقبل. وفوْرَ انتخاب رئيس نذهب لتشكيل حكومة فاعلة تعيد بناء المؤسسات للبدء جدّيًا في عملية الإنقاذ ولنَطْوي صفحة سوداء من تاريخ هذا الوطن”.
وكشفت مصادر مقرّبة من بنشعي لـmtv أن فرنجية لبّى دعوة قائد الجيش لقناعته بأنه منافسه الجدي الوحيد للرئاسة ولإيصال رسالة بأنه يمكن التنافس ديمقراطياً والحفاظ على علاقات جيدة.
وأكدت المصادر ان العشاء تناول كل ملفات الساعة ولا سيما الاستحقاق الرئاسي والعلاقة المتدهورة مع “التيار الوطني الحر”.
ولفتت إلى ان فرنجية أراد تطبيع العلاقة مع قائد الجيش بعد فترة فتور وهو يدرك أن وصول عون للرئاسة رهن قراره بالانسحاب ما ليس مطروحاً حالياً لكن فرنجية لن يكرر تجربة ميشال عون بعرقلة الاستحقاق الرئاسي وتأخيره للوصول الى بعبدا.