كتب ابراهيم بيرم:
من جديد يضع الاعلام الاسرائيلي قوة النخبة لدى حزب الله والمعروفة بقوة ” الرضوان” في دائرة الضوء، فيتحدث خلال الساعات القليلة الماضية عن ان قيادة (ا ل ح ز ب) قد سحبت جزئيا عناصر هذه القوة من اماكن انتشارها وتموضعها التقليدية على طول الحدود اللبنانية مع الاراضي الفلسطينية المحتلة من جنوب الجنوب الى شماله.
واللافت ان الاعلام الاسرائيلي نفسه يعزو هذه الاجراءات الميدانية الى عاملين:
الاول اعادة تمركز هذه القوة لتلافي المزيد من الخسائر في صفوفها لا سيما ان الهجمات الإسرائيلية المتكررة قد الحقت بهذه القوة وبمجموعات اخرى خسائر جسيمة..
الثاني ان (ا ل ح ز ب) بات يضع في حساباته جدياً امكان ان تشن اسرائيل هجوماً برياً واسع النطاق على الجنوب اللبناني.
بطبيعة الحال ليست المرة الاولى منذ اندلاع المواجهات في الجنوب التي يأتي فيها الاعلام الإسرائيلي على ذكر “قوة الرضوان ” النخبوية. فالمعلوم ان هذا الاعلام قد نفخ في صورة هذه القوة ليجعلها قوة خارقة جبارة اعدت خصيصاً لاقتحام منطقة الجليل الاعلى المحتل.
فضلاً عن انه قد صورها بأنها مبعث رعب للمستوطنين الاسرائيليين الذين اضطروا الى النزوح من الشمال الى الداخل الإسرائيلي هرباً من جولات العنف . ومن المعلوم ان هؤلاء قد رفعوا صوتهم مراراً وتكراراً، رافضين العودة الى اماكن اقامتهم الاصلية ما دامت قوة الرضوان “موجودة تحت نوافذهم” وتترصد حركتهم، محذرين من ان هذه القوة قد تكرر تجربة الاقتحام التي قامت بها مجموعات حركة حماس في السابع من شهر تشرين الاول الماضي من غزة في اتجاه غلافها.
حيال هذا الكلام، يصر حزب الله كعادته على موقفه المعروف وهو عدم الرد على اي كلام يأتي من الجانب الاسرائيلي يتعلق بالامور الميدانية والعسكرية لا تاكيداً ولا نفياً ولا توضيحاً ليقينه بأن تل ابيب تبني على موقف يصدر عنه.
وابلغت مصادر على صلة وثقى با ل ح ز ب الى موقعنا، ان الكلام الاسرائيلي المستجد عن قوة الرضوان يستبطن اغراضاً دعائية هذه المرة الهدف منها التخفيف من وطأة التطورات الميدانية الاخيرة عليه.
اذ من الواضح ان القيادة الاسرائيلية تسعى منذ فترة الى استيعاب واحتواء “موجة الخشية” العارمة التي تسكن في نفوس المستوطنين النازحين من الشمال الواقع تحت وطأة صواريخ الحزب وقذائفه عبر العمل على اقناعهم تدريجاً بأن ما كان يشكل عنصر خوف ورهاب عندهم، قد شرع في الانسحاب وانه في الطريق لكي ينزاح خطره نهائياً.
اضافة الى ذلك، فان القيادة الاسرائيلية وفق المصادر عينها تسعى ايضاً لاقناع هؤلاء المستوطنين الخائفين من (ا ل ح ز ب) انه هو ايضاً يعاني من نتائج الضربات المتوالية عليه من جهة، ويتعامل جدياً مع التهديدات الاسرائيلية المتكررة باجتياح واسع لجنوب لبنان اذا لم يوقف نشاطه العسكري. لذا فهو يشرع للتو في اعادة النظر بتموضع قواته تجنباً لمزيد من الخسائر.
وما يذكر ان اسرائيل هي البادئة بالحديث عن قوة الرضوان، خصوصاً بعد ان اعادها (ا ل ح ز ب) من الميدان السوري لينشرها على طول الحدود استعداداً لليوم الموعود.