كتبت بدرية عيتاني : بعد أن انهت مقالاً عرمرمياً تلعن به دول الجوار……
لعنت أولاً : الجار الذي أغلق الأبواب في وجه الملهوف وتناسى أن تلك الخصلة النبيلة كانت فيما مضى تلصق بالعرب فمحاها مع سبق الاصرار و العناد……
لعنت ثانياً الجار الآخر : الذي فتح أبوابه للطبل والزمر و اقامة الزينات والليالي الملاح ووزع الهدايا و الألواح وتبختر الجميع فوق السجاجيد الحمراء…
بينما ارض أخوه مصبوغة باللون الأحمر أيضا لكنه من هذا السائل الذي يجري بالعروق….
كتبت وكتبت….
كتبت أيضاً عن تلك الجارة التي تتراقص فوق موجات الخليج وهي بكل صفاقة ترسل الهدايا والمعونات لأولاد العم هناك…
لاولاد العم الذين ينحرون أولادنا كالنعاج…
ترسل ما ترسله لهم عبر الجار بالجنب…..
ياللعار….
لكن بعد أن شعر قلمها بالتعب من الكتابه وفرغ مداده قهراً وحزناً وكمداً….
مزقت كل الكلام…..!
لن يجدي الكلام…. 😢
ربما لأن العم مارك لن يعجبه ذلك كالعادة…
ربما أخفى كل ما كتبت….
لكن لن تظلم العم مارك ربما هو لن يفعل….
لن يفيد الكلام….
لان العالم كله مشغول….
وليس لديه وقت للقراءة ولا يحب تلك القصص أصلاً…
لم يعد الأمر يهمه….
لقد تجاوز الحدث المئة يوم وأصبح نسياً منسياً…
هم مشغولون الآن باحداث أهم…
مشغولون بأخبار الفنانين وملابسهم…
واخر صيحات التجميل…
و خبر فلان طلق فلانه حدث مثل هذا على سبيل المثال قد غطى سماء الفضاء الأزرق بامتياز..
و عن جميع الأخبار الأخرى …
و بخبر غناء تلك المطربة الجميلة في المهرجان بين مستهجن ومستحسن….
صدقوني الجميع مشغول بقضايا تافهة تهم غرائزهم فقط….
أما من هم تحت النار….
الله يتولاهم برحمته….
هم ليسوا بحاجة لكلماتنا….
لديهم ما يكفي من القوة و من الاحتساب….
هم أُناس قادمين من زمن الصحابة……
لكن صدقوني هم متعبين حتى الرمق الأخير…
أما دول الجوار…
حتى أبو لهب وأبو جهل لو حضرا لقالا لهم….
يا عيب الشوم….