كتب مسعود محمد: فخخ الرئيس بري مبادرة كتلة الاعتدال بجملة من النصائح التي اعتبر انها تساعد بالفعل على عقد جلسة الانتخاب مع التشديد على تمثيل كل كتلة بنائب او اثنين في جلسة المشاورات المنتظرة في البرلمان والاتفاق على جملة من الامور مع التركيز على عدم شطب اي من الاسماء المرشحة المطروحة، والا تكون هذه اللقاءات “حوارات صالونات” بل جدية تؤدي الى طاولة مستديرة تنتهي حصيلتها بالفعل الى جلسة انتخاب حقيقية. وهذه النصائح هي لضرب فكرة الخيار الثالث، والالتزام بالدستور المطلب الذي شددت عليه اللجنة الخماسية التي تؤكد على الالتزام بتطبيق الدستور وفق جلسات انتخابية مفتوحة ومتتالية، مروراً بكتلة الاعتدال الوطني التي أكدت بأنها ماضية بمبادرتها سعياً لكسر الجمود الرئاسي عن طريق الالتزام بالآلية الدستورية والتي تقول بضرورة المطالبة وتنفيذ جلسة بدورات متتالية، وصولاً إلى مواقف الفاتيكان التي اكد احد كرادلتها لموقعنا اخباركم اخبارنا في روما ان ” أولوية الفاتيكان هي الحفاظ على لبنان الذي وصفه البابا بولس السادس ببلد الرسالة بلد التنوع وتلك هي الرسالة التي اطلقها قداسة البابا فرنسيس الذي يسعى الى اخوة الأديان من خلال وثيقة الأخوّة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك التي وقعها مع شيخ الأزهر الشريف الإمام الأكبر أحمد الطيب في أبو ظبي في الرابع من شباط فبراير 2019 ” وقال ” من المشجع أن نرى كيف تتواصل مسيرة الحوار والصداقة والتعايش بين مكونات لبنانية مختلفة مع حق كل منها بالحفاظ على هويته”. وشدد على ضرورة الحفاظ على المواقع المسيحية ضمن التنوع للحفاظ على صيغة لبنان الهوية لأنه حسب ذاك الكردينال ” الصراع في هذه المرحلة هو صراع هويات، وهذا النوع من الصراع يشجع الانانية ويسهل فكرة الغاء الآخر”.
الفاتيكان تشدد مع عواصم القرار على ضرورة انهاء الشغور الرئاسي في لبنان وانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
بهذا الاطار يبقى العماد جوزف عون ابرز المرشحين المقبولين دولياً وذلك لاستكمال ما بدأه باطار المؤسسة العسكرية عندما حافظ عليها وعزز دورها لتطبيق الاتفاقات الدولية على رأسها الـ 1701 الذي يتعرض لأشرس هجوم سوري عبر أبراج المراقبة لان القرار يشير إلى ضرورة ضبط الحدود مع سوريا أيضاً شمالاً وشرقاً وجنوباً، وهذه الخطوة من قبل النظام السوري تعرقل وتعيق وتصعّب مهمة تنفيذ القرار 1701 الذي يمنع أي جهة من التدخل في الأراضي اللبنانية، وهذا الامر يزعج السوريين، لأن عبر هذه القرارات تنتقل سلطة ضبط الحدود بالكامل الى الجيش اللبناني ذاك الدور الذي يقلق الحزب مما يدفعه لتسويق فكرة ضعف الجيش اللبناني وعدم امتلاكه للقدرات التي تمكنه من الدفاع عن الأرض والسيادة”.
أن النظام السوري والنظام الإيراني وكل هذا المحور يريد ألا تكون هناك حدود مضبوطة فطهران رسمت خطوط امداداتها وانتشارها عبر اذرعها في المنطقة من طهران مروراً بالعراق عبر كردستان من خلال خط سنجار ومن بغداد عبر خط البوكمال إلى البحر المتوسط وصولاُ الى غزة، ولا يعترف بسيادات هذه الشعوب ويعمل على تغيير هويتها لتكون هوية من لون واحد تابع لإيران وهذا ما يقلق الفاتيكان فهذه الدول العراق وسوريا ولبنان فيها انتشار مسيحي فقد إمكانية تمثيله ووجوده. في الاطار قال احد الكرادلة لموقعنا اخباركم-اخبارنا “ان الوجود المسيحي في العراق كان محمياً ومعبراً عنه بوضوح في عهد الرئيس صدام حسين ولولا وجود إقليم كردستان لما بقي من الوجود المسيحي شيء في العراق فالإقليم يؤمن للوجود المسيحي بيئة حاضنة تحمي وجودها وتحفظ التنوع في العراق”.
واليوم الوجود المسيحي في لبنان مستهدف من خلال تعطيل انتخاب الرئيس والبحث عن رئيس من نفس اللون الذي يغطي خريطة المنطقة دولة تلو الأخرى ليقول النظام الإيراني بوقاحة انه سيطر على اربع عواصم عربية.