كتب مسعود محمد لاخباركم اخبارنا: الصفة الأقرب لـ “هوكشتاين” باتت مندوب سامي بصفة دبلوماسية لينة تعتمد على المرونة والاستطلاع وتحديد الأهداف بدقة والقنص.
القنص الاوفر حظي به هوكشتاين امس كان عند الرئيس بري الذي وصفة هوكشتاين بالـ ” Boss” ومن هو فعلياً يفاوض باسم الأكثرية الشيعية امس وليس لبنان فلهم لبنانهم ولنا لبناننا الذي لا نعلم لاي مدى سنستطيع ان ندافع عنه ونحفظ هويته المتنوعة.
زيارة برع فيها هوكشتاين برمي قنابله الدخانية للتمويه ومنع رؤية ما حصل وسماع ما قيل في موقعين مهمين ومع شخصيتين محوريتين في مرحلة ما بعد الحرب هما الرئيس نبيه بري والعماد جوزف عون.
فالأول قال ما عنده للزميل في الجمهورية عماد مرمل معلناً انطلاق الجمهورية الثالثة ناعياً مبادرة كتلة الاعتدال معلناً “الامر لنا” اما تفاهم داخلي يعطينا ما نريد ” حصة وازنة بالحكم قالها تلميحاً” تحت عنوان رئيس يحمي ظهر المقاومة واما نبقي التعطيل ونحكم بطريقة غير مباشرة معلناً انه الشرعي الوحيد من خلال المجلس الذي يشرع في البلد واستغرب بري الفكرة القائلة بـ «تداعي عدد من النواب الى التلاقي في المجلس»، والتي يروّج لها البعض، معتبراً «انّ هذا الطرح العجيب الغريب يعكس نوعاً من الاستخفاف والخفّة على مستوى السلوك السياسي في واحدة من أدقّ المراحل التي يمّر فيها لبنان، وكأنّ هؤلاء النواب المتداعين ستجمعهم المصادفة في بهو المجلس، ثم يقرّروا بعد هذا اللقاء القدري أن يتداولوا في الاستحقاق الرئاسي».
ويؤكّد بري انّه «إذا تعذّر التفاهم …. ولكن في حال لم نتمكن.. من انتخاب رئيس فمن واجبي ان اقفل محضر الجلسة ثم احدّد موعداً لجلسة أخرى في وقت قريب.»
وينبّه بري إلى انّ «الإبقاء على الجلسة مفتوحة من شأنه ان يشكّل مخاطرة كبيرة لأنّه يعطّل الدور التشريعي للمجلس النيابي، في حين انّه أصبح المؤسسة الدستورية الوحيدة التي لا تزال منتظمة».
وينتقل بعدها الرئيس بري الى بيت القصيد ليقول ويلفت الى انّ اللجنة الخماسية «وافقتني على أهمية الحوار وضرورته»، وهنا يقول بكلام آخر “نحن متوافقين ونفاوض عن وباسم الجميع الكلمة للميدان والحزب اقلق القريب والبعيد وايران تحيك سجادتها قطبة في عمان وأخرى في قطر والثالثة بالدم السوري والرابعة بشهامة اليمني والخامسة بأكثر من 200 شهيد للحزب ومشاركة جدية من قبل حركة امل سقطوا لتثبيت المواقع” ملاحظاً «انّ هناك في لبنان من يتصرّف للأسف على أساس انّ الكنيسة القريبة لا تشفي.»
ليكشف بري السر ويقولها تلميحاً على طريته وهو الأستاذ فيستعيد مثالاً حياً سبق الوصول إلى «اتفاق الدوحة» الشهير، موضحاً انّه كان قد اقترح قبل الذهاب إلى قطر اعتماد سلّة متكاملة للحل، الّا انّ اقتراحه رُفض داخلياً من قبل قوى عدة، قبل أن يعود ممثلو هذه القوى ويوافقوا على السلّة المتكاملة ذاتها عندما أصبحوا في الدوحة!
الجلسة الثانية الأهم كانت في اليرزة حيث تمحور النقاش حول دور الجيش اللبناني وتنفيذ اتفاق 1701 الا ان ما لم يتم نقاشه بعد هو هوية الرئيس العتيد لتنفيذ الاتفاق وحمايته من خلال معرفته بالتفاصيل وتمتعه بثقة داخلية وخارجية، وهنا يبرز اسم قائد الجيش العماد جوزف عون.
الطبخة كانت ما بين عين التينة واليرزة حيث قال هوكشتاين انه سينفذ خطته على مرحلتين الأولى تنفيذ وقف إطلاق النار ومن ثم الانتقال لانتخاب رئيس ومن ثم الانتقال للنفط والغاز والاعمار.
وقال في المطار بوضوح بعد ان كان رمى قنبلة دخانية لتسهيل التفاوض الجانبي عبر تصريح جاء فيه ” ليس بالضرورة ان ينسحب وقف إطلاق النار على غزة” ليعود ويقول بالمطار بلغة إنكليزية واضحة لا يشوبها الشك “ان الحل سيكون ديبلوماسي ليسهل عودة الإسرائيليين واللبنانيين الى منازلهم”.
وافهم من يجب ان يفهم من خلال لقاء الوزير وليد فياض انه لن يكون هناك لا نفط ولا غاز أي بكلام آخر لا اعمار قبل وقف إطلاق النار والتفاهم الكامل.
لقاء هوكشتاين مع الزعيم وليد جنبلاط والمعارضة وضعته مصادر سياسية بإطار ارسال مزيد من الرسائل التطمينية لابعاد النظر عن حقيقة المفاوضات، وارسلت الرسالة الأقوى على الجبهة المسيحية التي لم يلتق هوكشتاين بأحد أكبر ممثليها التيار الوطني الذي يعرقل في هذه المرحلة ويعارض الحزب ويعيد خلط أوراقه وعلاقاته.
المطلوب بوضوح إعادة تشكيل للسلطات في لبنان بظل قلق حقيقي لبكركي التي تعلم حقيقة ما يحصل، وخلاف ماروني ماروني تم استخدامه من قبل الثنائي ببراعة، على قاعدة سحب المزيد من سلطات الرئيس الماروني “ما يخلوه يحكم” كما قال الجنرال ميشال عون ويحكم نائب رئيس شيعي بصلاحيات مالية ودفاعية واسعة، كما يحكم رئيس الحكومة العراقي بظل رئيس كردي لا يملك سلطة الحكم الفعلي لذلك انتخاب الرئيس مؤجل لحين تبلور التفاهم الإيراني الأميركي وتوضيح كيف سينتهي دور الرجل الشجاع “حماس”، ويعم السلام من خلال حل يوفر للفلسطيني دولة لا تشبه الدول وتعطي الأمان لإسرائيل فتصبح حدودها آمنة شمالاً وجنوباً ويأتي طريق الهند ليكمل رسم خريطة الشرق الأوسط الجديد.