كتب ابراهيم بيرم لأخباركم أخبارنا: تمضي اسرائيل على لسان وزير حربها يواف غالانت وآخرين، في اطلاق التهديدات ضد لبنان ما لم توقف المقاومة الأعمال الحربية التي اطلقتها منذ ستة اشهر على الحدود الجنوبية إسناداً لغزة.
آخر تلك التهديدات، تحديد تاريخ الخامس عشر من الشهر الجاري موعداً فاصلاً، فإما أن يوقف “حزب الله” انشطته وهجماته، وإما على لبنان الاستعداد لهجوم بري اسرائيلي عليه شبيه بالحرب الاسرائيلية المدمّرة ضد غزة وقطاعها.
لكن الخبير الاستراتيجيى العميد الدكتور امين حطيط يؤكد مجدداً صعوبة أن تنفذ تل ابيب تهديداتها المتكررة يومياً للبنان، ويقول في حديث لموقعنا: ان جبهة الحرب المشتعلة مع لبنان وضعت تل ابيب خلافاً لكل ما يقال في وضع بالغ الصعوبة والتعقيد ان لم نقل في مأزق، فهي لا تستطيع الانفكاك منها رغم ما يلحق بها من خسائر بسببها، ان على المستوى السياحي او الزراعي او الصناعي، فضلاً عن تهجير ما يقرب من 80 ألف مستوطن من مستوطنات الجليل الاعلى.
وعليه، يضيف حطيط، أن العدو بدا في هذه الجبهة منهكاً، وهو يسعى الى إحداث تحول نوعي يفضي الى اغلاق هذه الجبهة لكي يرتاح من اعبائها، واما الى تفجيرها على نطاق واسع، لكن اميركا تحول دون جنوحه نحو هذه المحاولة وتقف له بالمرصاد.
لذا يستطرد العميد حطيط، ان تل ابيب تحاول الخروج من القيود التي تمنع عليها الحراك الواسع عبر استثناءات عدة، منها استهداف المدنيين او توسيع مديات الحرب الى العمق اللبناني، وخصوصاً عندما استهدفت للمرة الاولى نقاطاً في البقاع، الى محاولة التسلل عبر احدى النقاط الحدودية حيث وجدت المقاومة لها بالمرصاد عبر مكمن محكم. وقد تبين لاحقاً ان محاولة التسلل تلك، وهي الاولى من نوعها، كانت بمثابة عرض عضلات من جهة ومحاولة اختبار لقوة المقاومة ويقظتها ونقاط ضعفها.
ورداً على سؤال، قال العميد حطيط: ان محاولات العدو اليائسة لاقفال جبهة الجنوب توالت منذ اشتعال الجبهة الجنوبية في 8 تشرين الاول الماضي عبر اطلاق سيل من التهديدات ضد لبنان والمقاومة، ثم بارسال الموفدين والوسطاء الغربيين وآخرهم وابرزهم الموفد الاميركي آموس هوكشتاين الذي وصل على ما يبدو الى قناعة فحواها ان لا مجال لثني “حزب الله” عن المضي قدماً في المواجهات تحت عنوان إسناد غزة.
وفي تقدير العميد حطيط، أن الوضع القائم حالياً على الحدود الجنوبية والحرب المقيدة الدائرة عليها، هي اذكى فعل استراتيجي تقوم به المقاومة. إذ أن العدو الاسرائيلي لا يستطيع تنفيذ تهديداته اليومية بحرب واسعة على لبنان لأن الولايات المتحدة تمنعه وتصده، وهو ايضاً لا يستطيع التوقف عن هذه الحرب لأن القرار في هذه الحال بيد المقاومة اللبنانية التي ترفض كما هو معلوم اي وقف للنار والكف عن حربها لإسناد غزة، على الرغم من كل الضغوط التي مورست عليها وعلى لبنان منذ الأيام الاولى لاندلاع المواجهات.
واشار حطيط الى أن المقاومة تعرف تماماً هذا الامر، لذا فهي تعمل ضمن خطوط عدة منها:
- تثبيت معادلة الرد الاستراتيجي القائمة، لذا فهي تعرف تماماً كيف تتصدى ومتى ترد.
- تحرص أيضاً على الا تقع في فخ الاستدراج للخروج من قيود الحرب، وتعمل تحت سقف ذلك مع استثناءات توجع العدو.
ويخلص العميد حطيط الى ان المقاومة ماضية في المواجهات مع الاسرائيلي ما دام العدوان على غزة قائم، ونجدد القول أن الحرب بعيدة رغم كل ما نسمعه من تهديدات من هنا او هناك.