![](https://akhbarkum-akhbarna.com/wp-content/uploads/2024/03/WhatsAppImage2023-08-20at142008_627361_2455704e3c213e3bc95a65899b36f9df-547x500.jpg)
كتبت عايدة الأحمدية لأخباركم – أخبارنا: لطالما كانت الصحافة الورقية مصدرًا رئيسيًا للأخبار والمعلومات للمجتمعات على مدار قرون. لكن مع ظهور الإنترنت وتطور التكنولوجيا، واجهت الصحافة الورقية تحديات كبيرة أدت إلى تراجعها بشكل ملحوظ، وبات الكثيرون يتساءلون عن مستقبلها.
لا شك أن الصحافة الورقية تواجه تحديات كبيرة، لا سيما التمويل الذي كان السبب الرئيسي وراء إغلاق صحف عريقة في لبنان، آخرها صحيفة “نداء الوطن” التي ستصدر آخر أعدادها اليوم، حيث أعلنت إدارة الصحيفة عن توقف طبعتها الورقية، ليكون العدد الصادر يوم الجمعة 29 آذار آخر نسخة مطبوعة من الصحيفة.
جاء القرار المفاجئ بعد توقف التمويل من الجهات الممولة للصحيفة، حسبما أبلغ المدير العام رجا الراسي الصحافيين والعاملين، في خطوة أثارت حالة من البلبلة في صفوفهم. ولم يصدر أي قرار رسمي أو اجتماع تفسيري من رئيس التحرير بشارة شربل لشرح الخطوات القادمة المتعلقة بحقوقهم ومستحقاتهم.
تعتبر “نداء الوطن” إحدى أبرز الصحف الورقية في لبنان، وتعد خطوة توقفها عن الصدور ورقيًا انتهاء لحقبة من الصحافة المطبوعة التي شهدت ازدهارًا قبل أن تتراجع أمام الصحافة الرقمية.
“نداء الوطن” كان قد أصدرها رجل الأعمال هنري صفير في العام 1992 ثم توقفت عن الصدور في العام 2000، وصرح صفير في ذلك الوقت عن سبب التوقف قائلًا إنه “يعود إلى سببين؛ الأول وضع خطة من أجل التكوين المالي والثاني هو الإعداد لانطلاقة جديدة”.
لكن الانطلاقة الجديدة لم تتم، وبيع امتيازها قبل أن يشتريه رجل الأعمال الراحل ميشال مكتف، الذي أكد حين الإعلان عن إطلاقها أن الصحيفة ستعبّر عن “الرأي الحر وتحترم الموضوعية والأمانة في تغطية الأخبار وتحليلها، وستكون هادفة وفي طليعة المطالبين بالدولة القوية السيدة”.
ويأتي قرار توقف “نداء الوطن” في أعقاب توقف عدد من الصحف اللبنانية عن الصدور ورقيًا في السنوات الأخيرة، بسبب الأزمات الاقتصادية والمالية الخانقة التي تعصف بالبلاد. ويواجه محبو الصحف المطبوعة واقعًا جديدًا باختفاء هذه الوسيلة الإعلامية التقليدية شيئًا فشيئًا من حياتهم اليومية.
تعود أسباب تراجع الصحافة الورقية إلى انتشار الإنترنت الذي وفر سهولة الوصول إلى المعلومات والأخبار من مختلف أنحاء العالم، مما أدى إلى تراجع الاعتماد على الصحف الورقية كمصدر وحيد للأخبار، إضافة إلى التكلفة العالية في الإنتاج والتوزيع، مما يجعلها غالية الثمن للمشترين. وقد يكون أحد الأسباب تغير سلوك القراء اليوم الذين باتوا يميلون إلى الحصول على المعلومات بسرعة وسهولة، وهو ما لا توفره الصحف الورقية. أضف إلى ذلك، تقدم الصحف الإلكترونية التي باتت بديلًا سهلًا وسريعًا للصحف الورقية، مع إمكانية الوصول إلى محتواها في أي وقت ومن أي مكان.
ومما لا شك فيه أن لغياب الصحافة الورقية آثارًا عديدة، إذ أدى تراجعها إلى تسريح العديد من الصحفيين والموظفين في هذا القطاع وفقدان مصدر موثوق للمعلومات، كما أن تراجعها قد يؤدي إلى انتشار المعلومات المضللة وتقييد حرية التعبير، خاصة إذا سيطرت قلة من الشركات على وسائل الإعلام الرقمية.