![](https://akhbarkum-akhbarna.com/wp-content/uploads/2024/04/PHOTO-2024-04-13-11-21-18-600x500.jpg)
كتب ابراهيم بيرم لأخباركم – أخبارنا: إستبعد خبير استراتيجي لبناني، آثر عدم الافصاح عن اسمه كلياً، وجود علاقة او روابط بين عمليتي اغتيال المسؤول البارز في حزب القوات اللبنانية باسكال سليمان، وبين العثور على الصيرفي محمد ابراهيم سرور الموضوع من جانب واشنطن على “اللائحة السوداء” بتهمة العلاقات المالية مع (ا ل ح ز ب) وحركة “حماس” مقتولاً ومشنعاً به في شقة في بلدة بيت مري (المتن الشمالي)، وذلك على الرغم من التقارب الزمني بين مقتلهما، وعلى الرغم من انهما قتلا تقريباً بطريقة واحدة، اي الاغتيال والتصفية.
وقال الخبير في حديث لموقعنا: إن سليمان شخص معروف بالتزامه الحزبي ونشاطه المصرفي، وهو في الاجمال شخصية اجتماعية محبوبة في محيطها (جبيل وعمشيت والجوار)، وملابسات خطفه ثم تصفيته والعثور على جثته في منطقة سورية محاذية للحدود الشمالية اللبنانية، تبدو أكثر جلاء ووضوحاً، خصوصاً وان مخابرات الجيش قدمت إلى من يعنيهم الأمر رواية أمنية معززة بالوثائق توضح بأن “عملية الاختطاف والقتل” قد نفذت بدافع سرقة سيارته الرباعية الدفع، أي انها تمت بناء على اسس جنائية، فضلاً عن ان القسم الاكبر من المنفذين السوريين باتوا معتقلين لدى الاجهزة الامنية الرسمية و اعترافاتهم حاضرة.
لكن، يضيف الخبير نفسه، تبدو الرواية القائمة على اساس أن الجناة هم من اللاجئين السوريين الذين يشكلون عصابة اعتادت القيام بمثل هذه الاعمال، اي سرقة السيارات ونقلها الى الداخل السوري عبر طرق ومسارب تهريب معروفة “غير مقنعة تماماً”، خصوصاً لجهة الدافع الجرمي أي السرقة فقط.
لذا، ظل التشكيك في هذه الرواية حاضراً عند جمهور حزب القوات وعند شريحة واسعة من الشارع المسيحي، وكلاهما اعلن بلسان صريح أن التشكيك بالسردية الرسمية سيبقى قائماً عندهم الى أن تثبت معطيات ووقائع دامغة النقيض تماماً.
وعليه ايضاً، يقول الخبير إياه، انه لا يأخذ في الاعتبار رواية سرت في صفوف خصوم فريق “القوات”، وتذكر ان قتل سليمان تم “لارتباطه” بعصابات تهريب وابتزاز سورية – لبنانية مشتركة، لكن الخبير إياه لا يستبعد تماماً فرضية سرت ايضاً على خلفية أن موقع الرجل الحساس في مصرف يعمل به (بنك بيبلوس) والذي كان له ذات يوم اكثر من فرع عامل في سوريا قبل ان تصفى تلك الفروع وتغلق إبان الاعوام الاخيرة.
لذا، فان الخبير اياه لا ينفي السردية الرسمية عن أن الرجل قتل على يد عصابة افرادها من اللاجئين السوريين في لبنان، لكن الهدف الأساس قد لا يكون بالضرورة سرقة سيارة انما للتغطية على امر آخر أو بقصد مختلف تماماً، وهو ما يتعين اماطة اللثام عنه في اسرع وقت ممكن.
واقع الحال هذا، يقلل عند الخبير إياه من فرضية ان اغتيال الرجل قد تمّ إنفاذاً لأمر عمليات سياسي وفي مقدمها افتعال اشتباك مع حزب القوات، أو توجيه رسالة الى رئيسها سمير جعجع وهو ما يحاول هذا الفريق ترسيخه.
اما بالنسبة إلى مقتل الصيرفي سرور (وهو من البقاع)، فان الخبير اياه يؤكد انه لحد الآن لا يملك اية معلومات او اشارات تكشف عن ملابسات هذه الجريمة التي كان الدويّ الناتج منها اقل من الدويّ الناجم عن قتل سليمان.
وبناء عليه، يستطرد الخبير إياه ان فرضية ان يكون جهاز “الموساد” الاسرائيلي هو القاتل، هي فرضية لا يمكن الاخذ بها لكنها تبقى عرضة للتشكيك لاعتبارات عدة ابرزها:
- أن سرور، وإن كان موضوعاً على اللائحة الاميركية السوداء بتهمة اقامة صلات مالية مع (ا ل ح ز ب) والحرس الثوري الايراني وحركة “حماس”، الا ان هذه اللائحة تضم اكثر من 200 صيرفي ورجل اعمال لبنانيين.
- فضلاً عن ذلك، فان بيروت كما هو معلوم بسبب انهيار قطاعها المصرفي وتحولها الى “اقتصاد الكاش”، قد سهل على هؤلاء التحويل الى اي جهة ومنها الداخل الفلسطيني من دون اي رقابة او خشية من قوانين او اجراءات.
- لم يسبق للموساد الاسرائيلي ان صفّى متعاملين ماليين مع الفصائل الفلسطينية، بل اعتاد ان يصفي المتعاملين عسكرياً وميدانياً مع هذه الفصائل. الا اذا كان الاسرائيلي قد قرر توسيع دائرة الاشتباك والمواجهة في الداخل اللبناني، وهذا يعني ان ثمة مرحلة اخرى اشد ضراوة من ذي قبل.
- الى ذلك، فان المبالغ التي كانت في حوزة المغدور ساعة تصفيته او تلك التي ذكر انه سبق وحوّلها أو قبضها هي مبالغ بآلاف الدولارات، اي انها مبالغ متواضعة جداً لا تقدم ولا تؤخر سواء حولها الى حركة “حماس” كما قيل، او كان يحضّر لتحويلها.
- وبناء عليه، يرى الخبير ان قضية الصيرفي سرور يصعب فك الغازها الحقيقية، خصوصاً وأنها ستظل طيّ الكتمان الى اجل غير مسمى، لا سيما ان (ا ل ح ز ب) لم يبدِ اهتماماً كبيراً بالقضية او يظهر ما يشي بأن الصيرفي سرور هو من جهازه المالي المترامي.