كتب ابراهيم بيرم لأخباركم – أخبارنا: سرت اخيراً “حملة ترهيب وتهويل وتصعيد” في وجه “الحزب” ولبنان عموماً تماثل الى حد بعيد، بل تفوق في مناح كثيرة الحملة التي انطلقت بعد ان بادر (ا ل ح ز ب) الى فتح ابواب المواجهات على طول الحدود الجنوبية مع الاراضي المحتلة، بدءاً من مزارع شبعا في اعالي مرتفعات العرقوب في الثامن من تشرين الاول الماضي.
فقبل ساعات قليلة، قال وزير الدفاع الاسرائيلي يوان غالانت، ان جيشه قد اطلق لتوه ما اسماه “الحملة الهجومية” على الجنوب، معلناً ان العمليات والهجمات العسكرية السابقة التي نفذها هذا الجيش قد افضت الى “مقتل نصف القادة الميدانيين للحزب”. وكان الاعلام العبري قد تحدث عن ان اسرائيل قد طالت اخيراً في عمليات جوية وبرية 40 هدفاً للحزب في غضون دقائق معدودة.
وذكر الاعلام نفسه، ان عاملاً مستجداً ادخلته القيادة الاسرائيلية على تفاصيل الميدان وهو تنفيذ “زنار نار” حول العديد من البلدات والقرى الحدودية، يماثل اسلوب زنار النار الذي استخدمه الطيران الاسرائيلي ضد اهداف ومواقع بعينها في غزة وقطاعها.
امام كل هذه الوقائع الميدانية والسياسية المتصاعدة، كان بديهياً ان يعاد طرح السؤال عن احتمال ان تنفلت الامور على الحدود من قواعدها السابقة، وان تنفذ تل ابيب استتباعاً تهديداتها السابقة باطلاق عمل عسكري واسع نحو لبنان يضع حداً للحرب الحدودية المضبوطة وفق قواعد صارمة والتي ضاقت اسرائيل ذرعاً بها كونها تضعها في موقف حرج؟
ما انفك “حزب الله” الطرف المعني مباشرة بكل تطورات الجنوب يرد بثقة زائدة على لسان احد نوابه حسن فضل الله، بأن “الكيان الصهيوني اعجز من ان يفتح حرباً واسعة ضد لبنان، مقرناً هذا الاستنتاج بلازمة معروفة فحواها اذا غامر وفعل فنحن على اتم الاستعداد لنريه بأسنا ونظهر مقدراتنا التي يعلمها هو علم اليقين.
والى هذا تضيف مصادر على صلة وثقى بـ (ا ل ح ز ب) بأن هذا التصعيد الميداني والوعيد الكلامي الذي يمارسه الاحتلال خلال الساعات الماضية ما زال ضمن السقف المعروف والضوابط المألوفة، وهو قد بادر في الساعات القلية الماضية الى توسيع مديات المواجهة من خلال محطات عدة ابرزها اغتياله لأحد كوادر المقاومة على اوتوستراد الجنوب ( بالقرب من عدلون )، فكان رد (ا ل ح ز ب) عاجلاً عندما نزلت عشرات الصواريخ على مقر قيادة لواء الجولاني، اي لواء النخبة في المؤسسة العسكرية الاسرائيلية بالقرب من عكا موقعة الخسائر في هذا المقر.
وهكذا، تضيف المصادر اياها، تيقن الاسرائيلي بأن المعادلة التي سبق للامين العام للحزب السيد حسن نصرالله ان اطلقها وفحواها اننا “سنوسع في كل مرة توسعون”، قد اخذت طريقها نحو التنفيذ الدائم.
يرى الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد الياس فرحات: على رغم الضجيج الاسرائيلي المتصاعد، فان الوقائع الميدانية تثبت بأن المواجهات الدائرة منذ اكثر من ستة اشهر على الحدود الجنوبية ما زالت تحت سقف القواعد المعروفة وليس هناك لحد الان من أي تغيير ذي طبيعة استراتيجية.
اضاف: كان طبيعياً ان ترتفع وتيرة “الجنون” الاسرائيلي اخيراً في اعقاب الضربة التي تلقتها المؤسسة العسكرية الصهيونية عندما انهمرت الصواريخ على مقر لواء غولاني بالقرب من عكا. فهذه ضربة موجعة للاسرائيلي لأنها استهدفت لواء النخبة في هذه المؤسسة والمعلوم ان القيادة العسكرية الاسرائيلية قد وضعت هذا اللواء منذ فترة “في العناية واعادة التأهيل والترميم بعد الخسائر الكبرى التي مني بها خلال مواجهات حرب غزة ، الى درجة ان قسماً من وحداته قد سحب من الميدان، وفق ما كشف عنه الاعلام الاسرائيلي نفسه”.
وخلص فرحات الى انه ما زلت عند التقدير الاولي الذي يستبعد عملاً عسكرياً اسرائيلياً واسع النطاق ضد لبنان، وان يترجم تهديداته بشكل عملي ورادعه الاساس هو معرفته خطورة ان تتعرض المنطقة الواقعة بين تل ابيب وحيفا وعكا لسقوط الصواريخ، اذ ستكون النتائج كارثية على كل الكيان.