كتب مصطفى احمد في همسته الصباحية: لن يتم انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية في المدى المنظور وقبل الانتخابات الرئاسية الأميركية. رغم كل الاجتماعات التي تحصل وستحصل ورغم حركة الموفدين السابقة واللاحقة، ورغم كل مسحات التفاؤل التى تطلق على عواهنها ولا تعبر الا عن رأي من يطلقها.
لن يتم انتخاب رئيس للجمهورية قبل أن يحصل تفاهم إقليمي ما أساسه حصول تفاهم أميركي _ايراني، وهناك شواهد كثيرة على ما أنتجه هذا التفاهم غير المباشر في لبنان في السابق، على صعيد انتخاب رئاسة الجمهورية، وتشكيل الحكومات من جهة، وحاليا على صعيد وضع قواعد اشتباك، وضوابط لحرب المساندة والمشاغلة الجارية على الحدود الجنوبية والتي يخوضها حزب الله منذ ثمانية اشهر وهو ماتزم بهذه القواعد والضوابط رغم خطابات امينه العام.
السؤال الذي يطرح نفسه هذه الايام هو: هل سيستطيع بايدن وإدارته، إنجاز هكذا تفاهم، خلال الفترة الزمنية الفاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسية، والتي لا تتجاوز عدة أشهر ؟ وهل هو راغب اساسا؟
ان إنجاز أي اتفاق سيتطلب من كل الأطراف المعنية تقديم تنازلات متبادلة. فهل أن بايدن قادر على تقديم تنازلات ما للنظام الايراني، وهو على أبواب معركة انتخابات رئاسية اميركية معقدة؟ وهو يواجه فيها ترامب المعروف بسلوكه المتشدد (المعلن) في التعاطي مع النظام الايراني، وهو ينتقد سياسة بايدن وإدارته في التعاطي مع هذا النظام. ويعتبر ترامب أن بايدن أ تساهل كثيرا مع هذا النظام، ووضع في يده مليارات الدولارات ولم يكن حاسما تجاه سلوكياته.
ويعرف النظام الايراني جيدا مدى حاجة بايدن لتصفير المشاكل في المنطقة، ولكنه في الوقت نفسه يتخوف من وصول ترامب ، فهل سيقدم هذا النظام التنازلات المطلوبة التي قد تساعد بايدن في معركته الرئاسية ، وبالتالي تساعد في وصوله إلى البيت الأبيض .
لكن علينا ألا ننسى في الوقت نفسه، أن هناك من يقف بالمرصاد للنظام في إيران ولإدارة بايدن فيما يخص مصلحة الكيان الصهيوني، الا وهو نتنياهو ومعسكره اليميني واليميني المتشدد، والذي يرغب بعودة ترامب إلى البيت الأبيض . وبالتالي فهو سيمارس نوع من التشدد في مواجهة خطط إدارة بايدن بهذا الخصوص، يساعده في ذلك دعم من مراكز قوى أساسية في أميركا من جهة، وارتباك في مواقف إدارة بايدن ، إلى حد أن مسؤولين أميركيين قالوا أننا قمنا بزيارات كثيرة إلى الشرق الأوسط، وعقدنا عشرات الاجتماعات هناك وفي وزارة الخارجية في واشنطن ، ولكننا لم نحقق اي تقدم يذكر !!!. من جهة ثانية.
إذا، نحن أمام وضع معقد، ومن المتوقع أن يزداد تعقيدا، أو على الأقل أن يستمر بوتيرة التصعيد القائمة حاليا من الناحيتين العسكرية والسياسية ، مع احتمال ليس بقليل من إمكانية انفلات الأمور ، وتوسع وتيرة المعارك على اكثر من جبهة ومنها جبهة لبنان ، رغم كل التطمينات التي نسمعها من هنا ومن هنالك ؟ وبالتالي لا تغيير في الوضع القائم في لبنان إلا إذا حصل تغيير ما في عواصم ثلاث هي : طهران وتل أبيب وواشنطن … أو تطورات ما غير قادرين على توقعها…..
ولن نقول بيروت لأنو بينطبق عليها المثل يلي بيقول “تيتي تيتي متل ما رحتي مثل ما جيتي !!!”