كتب مصطفى أحمد في همسته الصباحية سقوط الطفلة بنت ١٣ ربيعا من أرضية “باص” نقل التلامذة
أو “اوتوكار” هالايام المعترة ووفاتها في طرابلس ، احدث صدمة كبيرة لدى الكثير من الناس المتروكين لمواجهة مصيرهم مجردين من كل حماية اجتماعية وانسانية ، إلا لدى المسؤولين اللبنانيين فلم يترك عندهم اي اثر ، فقد مر الأمر بالنسبة إليهم مرور الكرام ، وتعاطوا معه كأنه من الأضرار الجانبية التي ينبغي تقبل حدوثها . وهم خلقوا للاهتمام بالقضايا الكبيرة ، والاهتمام بجيوبهم وارصدتهم العينية وغير العينية ، ولم يخلقوا الالتفات للأمور التافهة كسقوط طفلة من باص لنقل الطلاب .
ان هذه الحادثة المريعة، تعبر عن مدى الإهمال واللامسؤولية والطمع والرغبة في الكسب المادي ، بأية طريقة كانت ، ومن دون الالتفات لحياة بقية الناس ، وخاصة الأطفال منهم ، ومن دون التمتع بأية ذرة من الإنسانية ومن الاخلاق .
كنت افترض أن جمعيات رعاية الطفولة والجمعيات الأهلية والمدنية في طرابلس والشمال ستتحرك بشكل سريع وتتظاهر وتعتصم وتطالب باتخاذ التدابير العاجلة والضرورية … لكن اللامبالاة هي سيدة الموقف . ويبدو أن مهماتها أسمى من مهمة حماية الطفولة من وحوش العصر .
انا اتنقل بواسطة وسائل النقل الخاص ، لأنو ما في نقل عام عنا،، الحمدلله على نعمة الطبقة السياسية الحاكمة الفاسدة والمؤهلة من قبل اتباعها …. وقد شاهدت في أكثر من باص فتحات في أرضيته أو اهتراء في هذه الأرضية أو الكراسي مكسرة وممزقة … الخ من أمور لا تتلاءم مع السلامة العامة . إضافة إلى تسابق هذه الباصات على الطرقات من أجل راكب من هنا وراكب من هناك ، وعدم أهلية قسم كبير من السائقين سلوكا وشكلا ومنطقا .
اين هي مؤسسات الدولة المسيطر عليها من قبل ادوات الطبقة السياسية الحاكمة وزبانيتها ؟ إلا يكفينا انها لزمت النقل لعصابات المناطق المدعومة وللمحظيين . فمن ابسط واجباتها أن تراقب فانات وباصات نقل التلامذة من والى المدارس ، كي تتأكد من صلاحيتها الفنية والمهنية ، وهل لديها تراخيص للقيام بهذا الأمر وهل هي صالحة لنقل الاطفال . لكن لا حياة لمن تنادي .