![](https://akhbarkum-akhbarna.com/wp-content/uploads/2024/06/Untitled-47.jpg)
خاص أخباركم-أخبارنا
بعدما أنهى جولته في لبنان، زار الموفد الفرنسي جان إيف لودريان الفاتيكان، حيث التقى أمين سر الفاتيكان بيترو بارولين وأمين سر الفاتيكان للعلاقات مع الدول بول ريشارد غالاغر في لقاء ليس الأول بين المسؤولين الذين يعرفون لبنان جيداً. خلال مهمته وزيراً للخارجية في الولاية الأولى للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، التقى لورديان الذي كان قد بدأ خطاباً متشدّداً تجاه الوضع اللبناني، في كانون الأول 2020، بارولين وغالاغر، وكان لبنان أحد ملفات البحث بينهم. كذلك يعرف الكاردينالان لبنان جيداً، لكن لكل منهما نظرته إلى سبل الحل التي يفترض سلوكها لإنقاذه. فقد سبق لغالاغر أن ذهب خلال زيارته للبنان عام 2022، في منحى خارج المألوف السائد، حين تلاقى مع سياسة فرنسا التي فتحت خطوط اتصال مع (ا ل ح ز ب )وبعد الضجة التي أثارها كلامه الواضح وغير الملتبس بضرورة الحوار مع (ا ل ح ز ب )حصل ضغط لبناني مضاد في الفاتيكان ومعه دوائر فرنسية معترضة على أداء فريق الإليزيه، أعاد بارولين الإمساك بدبلوماسية الفاتيكان تجاه لبنان، والتزم المسار التقليدي في العلاقة مع المكوّنات اللبنانية من دون سيناريوهات تثير قلق من أبدوا اعتراضاً على توجهات غالاغر. وبارولين الذي يفترض أن يزور لبنان قريباً سبق أن أبدى خلال زيارة سابقة، بعد انفجار المرفأ، وفي تصريحات متكررة، خشية على لبنان ومستقبله.
لكن ماذا حصل في اللقاء الثلاثي الذي جمع لو دريان،بارولين و غالاغر في العاصمة الفرنسية؟
في معلومات خاصة لموقعنا فإن الفاتيكان يريد استطلاع الوضع اللبناني الحقيقي من الفرنسيين وما يمكن القيام به بما يتعدى الملف الرئاسي، وإن كان ذلك أولوية ، لكن مستقبل لبنان يعني الكرسي الرسولي من خلال الاتصالات المكثفة مع العواصم المعنية ولا سيما واشنطن، كما مع فرنسا في شكل دائم، والحفاظ على زيارات دورية على أعلى المستويات إلى لبنان، إذ يريد الفاتيكان استيضاح موقع لبنان في التحولات في المنطقة، ومستقبله، وكيفية الحفاظ عليه وعلى مكوّناته والحضور المسيحي فيه وفي المنطقة. في المقابل تريد فرنسا، بعد التطورات الأخيرة، طمأنة القوى المسيحية – المارونية التي تعترض على أداء الدبلوماسية الفرنسية في السنوات الأخيرة، وتلمح إلى مؤامرة سلكتها إدارة ماكرون على حضور هذه القوى في الخريطة السياسية. كما تريد فرنسا، بالتواصل مع الفاتيكان، تأكيد سياستها المتوازنة وعدم الانحياز لأي طرف، وسعيها إلى ضمان مستقبل لبنان وتحييده عن الصراعات في المنطقة.
وفي وقت أكدت المعلومات أن لو دريان رفع لبارولين وغالاغر تقريرا أكثر من مهم بعد زيارته الأخيرة للبنان كشفت الفقرة الأهم فيه وفيها “ثمة منظومة سياسية بلغت حد التآكل التام. هي ليست مؤهلة لادارة الأزمة، دون أن تكون لديها الرغبة أو القدرة على التفاعل مع مقتضيات بقاء الدولة المطلوب انتفاضة دستورية كبديل عن الكوميديا الديبلوماسية الراهنة، لاصلاحات جذرية حتى في البنية الفلسفية للدولة. الأمر الذي يبدو أنه ممنوع من قوى خارجية شديدة التأثير في الساحة الداخلية”.