![](https://akhbarkum-akhbarna.com/wp-content/uploads/2024/06/AP24180088129986.jpg)
كتب جميل نعمة لـ “أخباركم – أخبارنا”
حظيت المناظرة التلفزيونية التاريخية بين الرئيس الديموقراطي جو بايدن ومنافسه الجمهوري دونالد ترامب، والتي أقيمت فجر الجمعة، على إهتمام بالغ في كل الأوساط السياسية العالمية، خصوصاً أنها تأتي في ظل توتر العلاقات الاميركية – الروسية من جراء الحرب في اوكرانيا، واتساع رقعة الأزمة المفتوحة مع الصين سياسياً واقتصادياً، والتخّوف الكبير من حرب اسرائيلية – إيرانية نتيجة الوضع المتشنج الى حد كبير في منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً أن هذه الحرب قد يعرف الجميع كيف تبدأ، لكن لن يعرف أحد كيف ستنتهي ولا يمكن لأحد التكهن بنتائجها، خصوصاً أنها قد تتحول الى حرب اقليميّة شديدة الضراوة. وقد تطرق المتناظران أيضاً إلى القضايا الداخلية التي شهدت خلافاً حاداً بينهما.
في ظل كل هذه الاجواء الملبّدة بالقلق والتشاؤم والخوف من أزمات عالمية كبرى لم تلح لها في الأفق أية بوادر للحلول، تبادل الرئيس بايدن ومنافسه ترامب الاتهامات والهجمات التي اتصفت أحياناً بالشراسة. حتى أن الرئيس الأميركي وجّه كلامه مباشرة الى منافسه قائلاً: “الشخص الوحيد المجرم المدان على هذه المنصة، هو هذا الرجل الواقف أمامي”.
وفيما تعثر بايدن مبكراً، دعاه ترامب للخضوع لاختبار إدراكي. في حين ساد في ختام المناظرة التاريخية، قلق في أوساط الديمقراطيين بعد أداء الرئيس، واعتبروا أن “أداءه لم يكن جيداً”.
كما تضمنت المناظرة تبادل الهجمات في شأن قضايا مثل الإجهاض، وطريقة إدارة الاقتصاد، والحرب في أوكرانيا وغزة، والتي أتاحت للناخبين فرصة نادرة لرؤية المرشحين للانتخابات الرئاسية الأميركية وجهاً لوجه.
وقد تحدث الرئيس السابق ترامب لمدة 40 دقيقة خلال المناظرة، فيما تحدث بايدن 35 دقيقة فقط.
وتحدّى الرئيس الأميركي السابق خصمه، عندما دعاه إلى الخضوع لاختبار إدراكي، قائلاً إنّه لا يعتقد أنّ منافسه الديمقراطي في السباق إلى البيت الأبيض لعام 2024 قادر على اجتياز اختبار كهذا. وخلال أوّل مناظرة بينهما في إطار الانتخابات الرئاسيّة الأميركيّة، قال ترامب: “خضعتُ لاختبارَين، اختبارَين إدراكيَّين. وقد اجتزتُهما كما تعلمون، وقد أعلنّا ذلك على الملأ. لم يخضع هو (بايدن) لأيّ اختبار. أودّ أن أراه يخضع لاختبار واحد، واحد فقط، اختبار سهل جداً، وأن يجتاز الأسئلة الخمسة الأولى”.
وبحسب ما نقلت شبكة “” CNNعن مسؤول ديموقراطي، فإن أداء الرئيس بايدن لم يكن بالمستى المطلوب، مشيرة إلى أن هناك قلقاً في أوساط الديموقراطيين بعد أدائه خلال هذه المناظرة. كما نقلت الشبكة عن مصادر، أن إثارة بايدن ملف الحدود خلال رده على سؤال عن الإجهاض كان محرجاً للغاية.
وخلال النصف ساعة الأولى من المناظرة، بدا بايدن متردداً في بعض الأحيان وتعثر في الحديث أكثر من مرة، في حين كان ترامب يشنّ الهجمات الحادة، علماً أنها تضمنت العديد من المعلومات المغلوطة على غرار الادعاء بأن المهاجرين ينفذون موجة جرائم وأن الديموقراطيين يدعمون قتل الأطفال.
في هذا السياق، يتعرض كل من بايدن (81 عاماً) وترامب (78 عاماً) لضغوط من أجل إظهار تمكنهما من التعامل مع مختلف القضايا وتجنب أي زلاّت في الحديث، بينما كانا يسعيان إلى إحراز نقطة للانطلاق منها والتقدم في سباق تظهر إستطلاعات الرأي منذ أشهر أنه متقارب جداً.
والجدير ذكره، أن الرجلين اللذين لا يخفيان كراهية شديدة كل منهما للآخر، لم يتصافحا قبل إنطلاق المناظرة.
الأسئلة الأولى ركزت على الاقتصاد، في وقت تظهر فيه إستطلاعات الرأي أن الأميركيين غير راضين عن أداء بايدن، على الرغم من نمو الأجور وانخفاض البطالة. وقد أعرب اثنان من مسؤولي الحزب الديمقراطي، أحدهما في منصب كبير، عن قلقهما في شأن أداء الرئيس في المناظرة.
بعد اللحظة المهزوزة التي عاشها بايدن عندما بدا وكأنه فقد سلسلة أفكاره في شأن الرعاية الطبية، قال أحد المسؤولين عن أداء الرئيس: “لا شيء جيداً”.
وأشار المسؤولون إلى لحظات أخرى في وقت لاحق من المناظرة، عندما بدا أن الرئيس يوجه بعض اللكمات، خاصة في ما يتعلق بعلاقة ترامب مع نجمة إباحية.
لكن المسؤولين تساءلوا أيضاً عن سبب تفويت بايدن فرصاً أخرى لانتقاد تعليقات ترامب، وخاصة في ما يتعلق بقضية الإجهاض.