![](https://akhbarkum-akhbarna.com/wp-content/uploads/2023/05/24d7b43e-a6c0-4fbf-b0bb-5c4d5f787111-800x500.jpg)
كتب ابراهيم بيرم
في لقاء عقده قبيل بضعة ايام مع وفد لقاء “مستقلون من اجل لبنان” وهو لقاء نخبوي يضم شخصيات مسيحية، اطلق قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون جملة مواقف مهمة غير مسبوقة تتصل بشأنين يطغيان على ما عداهما في المشهد السياسي العام:
الأول، مسألة النزوع السوري التي تثقل كاهل لبنان وتعمق من ازماته.
والثاني، وضع المؤسسة العسكرية وما تعانيه وتواجهه للمحافظة على الأمن والاستقرار وعلى نفسها.
في الشأن الاول أعلن العماد عون بصراحة بأن السفراء الاجانب الذين يلتقيهم يطالبون بوضوح من لبنان ان يعمل على ادماج النازحين السوريين في النسيج اللبناني. ويضيف ان الحجة التي يستند اليها هؤلاء لاطلاق دعوتهم تلك ان ثمة موانع تحول دون اعادة هؤلاء (النازحين) الى بلادهم في ظل وجود نظام الرئيس بشار الاسد وفي ظل غياب الحل السياسي للازمة في سوريا.
وبالقدر نفسه من جرأة، اجاب العماد عون عن طرح هؤلاء السفراء، ان وجود الرئيس الاسد على رأس السلطة في دمشق هو امر واقع يتعين التعاطي معه، ويتعين ايضاً التحدث اليه بشكل مباشر لايجاد حل عاجل لملف النازحين السوريين من خلال اعادتهم الى بلادهم.
وعلى نحو متصل، يفصح العماد عون عن شكواه من “انتفاء رغبة الحكومة اللبنانية وغياب حماسها في فتح ابواب حوار وقنوات اتصال سياسي مع الحكومة السورية بهدف ايجاد معالجات جدية وعاجلة لمسألة النازحين السوريين”.
وفي الشأن الثاني، توقف العماد عون عند ما “ما يعتبره امراً مقلقا وهو احجام الشباب المسيحي عن التطوع في سلك المؤسسة العسكرية، على رغم ارتفاع منسوب البطالة في صفوف هؤلاء الشبان ولا سيما في المناطق الريفية التي كانت عادة ترفد الجيش بضباط ورتباء وعناصر.
وذكر العماد عون في ذلك الحوار، ان قيادة الجيش سبق لها وتوجهت الى المرجعية الروحية المسيحية في بكركي والى قيادة الاحزاب والقوى المسيحية بغية حض الشاب المسيحي وتشجيعه على التطوع في السلك العسكري، ولكن من دون جدوى.
وسأل العماد عون عن الاسباب التي تمنع الشباب المسيحي من الانخراط في المؤسسة العسكرية التي هي المؤسسة الأهم فعلياً للطائفة المسيحية في لبنان .
وذكر ان هناك نحو 20 الف طلب للتطوع في المؤسسة العسكرية، لكن نسبة المسيحيين فيهم متواضعة جداً.
وذكر ايضاً ان قيادة الجيش نجحت في الآونة الاخيرة في التقليل الى حد بعيد من انعكاسات الانهيار المالي والنقدي الذي حصل في الاعوام الثلاثة الماضية على افراد المؤسسة العسكرية. فقد نجحت جهود هذه القيادة في رفع مرتب الجندي الى نحو 18 مليون ليرة شهرياً مع تأمين وسائل النقل ومساعدات عينية، فضلاً عن تأمين الطبابة ورفع قيمة المساعدات المدرسية ومبلغ نقدي بالدولار شهرياً، وهذا يعني ان قيادة الجيش قد نجحت الى حد بعيد في انهاء “ذيول الازمة الاقتصادية” على المؤسسة العسكرية وعناصرها ورتبائها وضباطها، مما ساهم في اعادة تماسك هذه المؤسسة من اجل تأدية المطلوب منها وهو امر ليس بالقليل الاهمية.