كتب ابراهيم بيرم
تمضي الجماعة الاسلامية (الفرع اللبناني لجماعة الاخوان المسلمين) قدماً في رحلتها لمعاودة الانفتاح على بيئات واطر كانت تقاطعها وتعارضها الى الأمس القريب، وفي طليعتها حزب الله وبيئته.
فللمرة الاولى منذ انتخابه قبل نحو عام، يظهر الأمين العام للجماعة الشيخ محمد طقوش في الضاحية الجنوبية محاضراً ومحاوراً جمهور الحزب حول المستجدات.
اللافت، ان اطلالته تلك تزامنت مع احتفالات الحزب بالذكرى الـ 23 لتحرير الجنوب في 25 ايار.
“حدث” الاطلالة تلك كان عبر بوابة “الفكر السياسي”، اذا اطل طقوش من على منبر “مركز الحضارة الاسلامية لتنمية الفكر الاسلامي”، وهو مركز ثقافي وفكري ناشط منذ نحو عامين من خلال اصدارات متنوعة ومنفتحة على كل القوى ومن خلال انشطة وندوات. علماً ان القيمين على هذا المركز يؤكدون انهم منفتحون على كل القوى والتيارات، وانهم ليسوا تابعين لجهة معينة.
إطلالة طقوش كانت تحت عنوان “أي دور للحركات الاسلامية في ظل المتغيّرات الاقليمية والدولية؟”.
الموضوع ولا ريب حيوي وجذاب ومطروح بالحاح ومنذ اعوام على طاولة النقاش، لكن العنصر الجاد في الأمر ان المناقش والمتحدث هذه المرة هو أمين عام الجماعة، والهدف تقديم الجماعة المنكفئة على نفسها منذ زمن في وجه جديد وباستعدادات مختلفة.
وعليه، بدأ طقوش محاضرته باقرار بأن تجربة “الاخوان المسلمين” بعد ثورات الربيع العربي، تلقت ضربة قوية خصوصاً في مصر وتونس، حيث وصلت الى الحكم، لكنها ما لبثت أن خرجت منه بانقلاب دبر لها في ليل.
ويمضي طقوش في ذلك الاقرار، عندما قال من موقع الدفاع بأن جماعة الاخوان احدى ابرز الحركات الاسلامية التاريخية، “قدمت مشروعاً حضارياً متقدماً لكنه لم يُقبل”.
وفي الشأن اللبناني، افصح طقوش عن رؤى الجماعة ومضمون توجهاتها في المقبل من الايام، إذ اقر استهلالاً بالهوية والخلفية الحقيقية للجماعة (التي يعود تأسيسها الى مطلع الخمسينات كجزء من الاخوان في سوريا قبل ان تستقل في مطلع الستينات)، فقال: ان الجماعة تنظيم لبناني لكنها تعيش في فضاء جماعة الاخوان المسلمين، وتنتمي الى مدرستها الفكرية والعقيدية القائمة على الوسطية والاعتدال، ولكن ليس (للجماعة) أي ارتباط عضوي بالاخوان وان كان التعاون والتنسيق قائماً.
ونوّه طقوش بأن الجماعة “لا تسعى لأن تكون بديلاً عن احد في الساحتين الوطنية والاسلامية”.
ومن ثم وجه الدعوة الى بذل الجهود من اجل التفاهم على المشتركات، سعياً الى اخراج الوطن من ازماته.
ودعا ختاماً الى تأسيس جبهة عريضة لمقاومة المشروع الصهيوني، معتبراً انه “الأخطر على العالم اجمع”.