![](https://akhbarkum-akhbarna.com/wp-content/uploads/2023/05/Doc-P-1050545-638152865655597577-800x500.jpg)
كتب ابراهيم بيرم
كل الانظار شاخصة في بيروت نحو قوى المعارضة المسيحية الثلاثية ( التيار الوطني الحر، حزب القوات اللبنانية، وحزب الكتائب ) بعدما وضعت هذه القوى نفسها امام تحدي الاتفاق على اسم مرشح للرئاسة الاولى والمرجح لحد الان انه الوزير السابق جهاد ازعور لكي يكون في امكانها ان تنزل به الى مجلس النواب وتنازل به مرشح الثنائي الشيعي زعيم تيار المردة سليمان فرنجية.
الامر اذن مرهون تماماً باتفاق القطبين المسيحيين الرئيسيين وهما التيار البرتقالي وحزب القوات، خصوصاً ان هذين الطرفين شرعا منذ نحو شهر في عملية تحاور بالواسطة ( لحد الان ) لبلوغ مرحلة الاتفاق على اسم مرشح واحد لا ينتمي بالضرورة الى اي منهما.
ومع ذلك، فان هذا الحوار بقي اسير وجهات النظر المتعارضة، فظل يرواح بين قرب الاعلان عن توصله الى نتيجة سعيدة وبين تعثره وتداعيه لصعوبة تطابق الحسابات لا سيما وان تجربة الشراكة بين الطرفين في السابق ( اتفاق معراب ) لم تكن مشجعة لأي منهما، خصوصا فريق القوات.
وثمة في الاوساط السياسية من يتحدث عن مهلة زمنية حدها الاقصى 48 ساعة فاما ان يعلنا الاتفاق الموعود وتبدا معه مرحلة جديدة من السابق الرئاسي في لبنان، واما تنتهي تجربة الحوار القلقة اصلاً الى ان يذهب كل من طرفيها في طريق ويعود امر ملء الشغور الرئاسي الى مربعه الاول.
واللافت في هذا المشهد المحتدم، انه رغم ان الحوار بين الطرفين مستمر، فان على هامشه ينمو سجال خفي بينهما عنوانه تشكيك كل طرف بنيات الطرف الاخر.
وعلى خط مواز، تبدو قوى الاعتراض الاخرى اي ” اللقاء الديموقراطي ” برئاسة تيمور جنبلاط ونواب “التغيير” قد وضعا نفسيهما في موقع المنتظر والمترقب للنتائج الحوار الدائر بين الطرفين المسيحيين اللذين يملكان ما يقارب من اربعين صوتا من اصل عدد النواب المسيحيين في المجلس البالغ عددهم 64 نائباً، ليبني كل منهما على الشيء مقتضاه ويحسما خياراتهما فاما يصطفان الى جانب مرشح الطرفين او يكون لهما رأي آخر.
وحسب ما ابلغ عضو اللقاء النائب بلال عبد الله ل “موقعنا ” فان خيارات اللقاء ما زالت مفتوحة على كل الاحتمالات.
وهذا يعني ان الامور عند هذا التكتل الذي يضم 8 نواب ليست محسومة بعد، علما ان هذا اللقاء سبق واعلن مرارا على لسان وليد جنبلاط واخرين، انه لن يسير في خيار مرشح التحدي مهما كانت النتيجة، وانه مصر على الرئيس التوافقي
اما نواب “التغيير” الذين انفرط عقد تجمعهم اخيراً، فما زالت خياراتهم وحساباتهم متفرقة ومنقسمة ايضاً بانتظار ان يحسم الطرفان المسيحيان امرهما نهائياً.
من جهته، فان الثنائي الشيعي ومن والاه في السياسة، ما برح ثابتاً عند موقفه المعلن سابقاً وهو انه ليس في وارد التخلي عن ترشيح فرنجية، وانه استطراداً مستعد ليوم المنازلة بين هذا المرشح الطبيعي وبين المرشح الاخر في مجلس النواب.
هذا في المعلن اما في المضمر، فان هذا الفريق ما برح يراهن على امر اساسي وهو ان الطرفين المعنيين بالاتفاق ( القوات – التيار ) لا يمكن لهما التوصل الى اتفاق على اسم جهاد ازعور لاعتبارات وحسابات تخص كل طرف، وفي مقدمها ان اياً منهما لا يثق بالطرف الاخر وان اياً منهما ليس في وارد ان يعلن تعطيل الحوار او الانسحاب منه.
وعلى الهامش، سرت خلال الساعات الماضية معلومات مفادها ان المرشح ازعور زار لبنان خلال الساعات الماضية قبل ان ينتقل الى جدة في اطار مهمة مكلف بها من صندوق النقد الدولي الذي يشغل فيه منصباً مهماً.
ورافقت تلك الانباء معلومات مفادها ان ازعور قابل الرئيس بري الذي ابلغه بصريح العبارة ان ليس للثنائي اي موقف مسبق منه، لكنه ليس في وارد التخلي عن مرشحه المعروف.
كما سرت معلومات اخرى تفيد ان ازعور التقى ايضا رئيس كتلة نواب حزب الله محمد رعد، لكن مصادر ابلغت الى موقعنا ان الخبر غير دقيق وان الرجلين سبق والتقيا قبل فترة، وان رعد لعب دور المستمع لوجهة نظر الضيف.
كذلك فان ثمة من نقل عن لسان ازعور ما فحواه انه لا يرغب في ان يكون مرشح تحد بل مرشح اجماع، وانه لن يقدم اذا ما بقي فرنجية مرشحاً يلقى دعم الثنائي.
وبالاجمال، ما زالت الامور في اطار من الضبابية واللاحسم وتحتاج الى ساعات اضافية لتنجلي، خصوصا ان كل الاستطلاعات ما زالت تتفق على معادلة تبنتها جريدة الشرق الاوسط السعودية، وخلاصتها ان لا أزعور ولا فرنجية يمتلكان القدرة على ضمان الفوز لحد الآن.