![](https://akhbarkum-akhbarna.com/wp-content/uploads/2023/05/aed884f9-3750-4c2d-9621-58073f35ae62-800x500.jpg)
كتبت استال خليل: في وقت بلغت فيه معظم شعوب العالم مستويات متقدمة جدّاً على كل الصعد، النفسية والإجتماعية والإقتصادية والعلمية والتكنولوجية والفلكية، لا يزال الشباب اللبناني يحلم بضمان شيخوخة وطبابة وراتب لا يكفيه لشراء الحاجات الأساسية، ولا يزال لبنان بلا رئيس وحكومة، ونوّاب لا يفعلون سوى الكلام.
وفي ظل هذا الوضع المؤسف، يفاجئنا السيد حسن نصر الله بخطاباته التصعيدية ومناوراته العسكرية التي يراها البعض مستفزّة ومهينة لسيادة البلد وجيشه. والهدف منها هو فقط الإستقواء الكلامي على إسرائيل، واستعراض عضلاته أمام الداخل والخارج.
خطابات رنّانة لا تحمل سوى التهديد والوعيد وكلام تحريضي عالي النبرة، أساسه مبني على عدم الإعتراف بدور الدولة والجيش اللبناني. لغته تقسيمية تدعو الى الفتنة، وقد لعبت دوراً مهمّاً في إبقاء لبنان في عزلته وإهماله عالميّاً وعربيّاً. وأكثر من يدفع ثمنها هم الشباب، الذين كتبوا نهاية مستقبلهم في لبنان بأيديهم، ودفنوا طموحاتهم وأحلامهم التي باتت أقرب إلى الأوهام.
رئيس منظمة الطلاب في حزب الوطنيين الأحرار، أنطوني المعلوف، قال: “عوّدنا السيد نصرالله على خطابات تسعى للتمييز بين اللبنانيين وخلفيته الإستئثار بالقرار اللبناني، ولم يستخدم يوماً كلاماً يوحد الأطراف، بل دائما يذكر اللبنانيين أنه مالك الحل والربط في السياسة اللبنانية”.
وتابع في حديث عبر “أخباركم أخبارنا”، “وبينما كانت القمة العربية تعلن نتائج التداول وإلقاء المقررات خرج الجواب من جنوب لبنان، يعني رفض أي تقارب ببن العرب خصوصاً بعد عودة النظام السوري إلى ما يسمى الحضن العربي. والمناورة جاءت برسالة إيرانية واضحة تقول إن طهران غير معنية بما يجري في الرياض، كذلك بهدف تذكير اللبنانيين بأن حزب الله غير معني بالقرار ١٧٠١ ضارباً عرض الحائط وجود الجيش اللبناني والقوات الدولية”.
من جهته، أشار علي مليجي، في حديث عبر “أخباركم أخبارنا”، إلى أن “هذه الخطابات منعته من الحصول على فرصة عمل تعب كثيراً من أجل الوصول إليها. وهي لم تقدم شيئاً للشباب، ولم تفعل سوى سرقة حياة البعض بعدما ورطتهم في حروب لا يفهمونها، وأحلام البعض الآخر الذي كُتب على جبينه البقاء في لبنان وانتظار الفرج”.
وسأل: “ماذا جنينا من هذه الحروب الشعواء غير الخراب والدمار؟ وكيف يعتبر حزب الله حزباً لشيعة لبنان وهو غير مدرك لما يمرّون به من مآس، خصوصاً هؤلاء الذين يعيشون في القرى؟”.
بدورها، لفتت ريتا يونس، في حديث عبر موقعنا، إلى أن “خطاب الحزب التصعيدي أقحم لبنان في أمور لا يمكنه تحمّلها لأنه بلد صغير ومليء بالفساد. كما لا يمكن اعتبار لبنان بألف خير ولو رُفعت الرواتب وعاد السهر إلى بيروت واكتظت المتاجر والمطاعم والشوارع بالناس، لأن مشكلتنا الإقتصادية نواتها سياسية، من صناعة حزب الله، الذي لطالما سعى لتحويل لبنان إلى نسخة عن إيران الخميني، أو تقديمه هدية للنظام السوري”.
وتابعت: “يحاول حزب الله من خلال ما يفعله إخافة خصومه، ولكنه لم يعد ناجحاً بذلك، لأن المناورة العسكرية التي نفذها أظهرته مفلساً ويلعب في أوراقه الأخيرة، كونه لم يعتد على الكشف عما يملك ودعوة الإعلام ليتفرجوا”.
أما طارق عساف، فرأى أن “الحزب انتقل من مقاومة تقاوم إسرائيل إلى حزب استعراضي بسبب خطاباته ومناوراته، وهذا الأمر طبيعي جدّاً ومتوقع بعد التغيّرات الإقليمية التي حصلت وانقلاب المشهد السياسي العام راساً على عقب، والتقرب السعودي – الإيراني”.
وسأل: “ماذا استفدنا من الخطاب التصعيدي على مر السنوات؟ فليتوجه إلى فلسطين وينقذها من مخالب الإسرائيلي ما دام قويّاً إلى هذا الحد!”.